ثورة الإخوان.. «شيء لا يسدكه عكل»!

الأربعاء، 30 سبتمبر 2020 01:10 م
ثورة الإخوان.. «شيء لا يسدكه عكل»!
أيمن عبد التواب يكتب :

عندما تتابع قناة الجزيرة القطرية، وفضائيات الإخوان، ومواقعهم الإلكترونية، تضرب كفًا بكف، وتتساءل: كيف وصل هؤلاء إلى هذه الحالة من الفصام ومخاصمة الواقع؟ كيف يكذب هؤلاء الكذبة ويصدقونها؟ وكيف يقنعون دراويشهم ومجاذيبهم بهذا الكم الهائل من الكذب و«الهبد»؟ فإعلام التنظيم الإرهابي وجه الشكر لملايين المصريين الذين استجابوا لدعوات التظاهر، ونزلوا إلى الشوارع، وملأوا مصر بالثورة! لكن يبدو أنها ثورة «لا يراها إلا المؤمنون»، ككل الثورات التي توجد في أمخاخ ومخيلات الإخوان، وفي إعلامهم فقط! 
 
بل إن «زعيمهم» النصاب «محمد علي»، ادعى- في أكثر من فيديو- أشياء  «لا يسدكها عكل»- كما تقول الفنانة شويكار- منها أن شخصيات كبيرة في مصر تتواصل معه، وأن كثيرًا من هؤلاء ينتظرون نجاح الثورة للانضمام إلى صفوف الثوار، وتشكيل حكومة ثورة! وقطعًا، هذا الكلام لا يصدر إلا عن شخص مثل «المقاول الهارب»، الذي يناضل من داخل الحانات والبارات وبيوت الدعارة في أسبانيا!
 
بعض ضيوف وإعلاميّ الإخوان شطحوا، وأطلقوا لعقولهم العنان، وادعوا وجود انشقاقات في مؤسسات الدولة.. والمدهش أنهم ادعوا أن «ثورتهم» نجحت.. وأن هناك أنباء عن انضمام بعض الوزراء وكبار المسؤولين لصفوف الثوار!
 
يا الله! كل هذه الأحداث حدثت والشعب المصري لا يعلم عنها شيئًا! متى حدثت؟ وكيف حدثت؟ ولماذا تجاهل إعلامنا الوطني هذه الأحداث؟ ولماذا لم يوقظنا أحد لنحتفل مع- اللامؤخذة- «الثوار»؟! 
 
الحقيقة أن شيئًا مما سبق لم يحدث، اللهم إلا في أحلام وإعلام الإخوان فقط.. هم يتمنون حدوثه.. يتمنون كل شر للرئيس عبد الفتاح السيسي، وللمؤسستين العسكرية والأمنية، وكل مؤسسات الدولة التي لفظتهم، لأنهم لم ولن ينسوا ما فعلوه بهم، وإطاحتهم بهم بعد عام واحد من حكمهم مصر، وهم الذين جهزوا أنفسهم لحكم المصريين 500 سنة، كما كانوا يروجون!
 
المثير للشفقة حقًا، أن هذه «الخزعبلات» التي يرددها الإخوان عبر قنواتهم وفضائهم الإليكتروني, هي ذات الخرافات التي يرددونها في أعقاب كل دعوة يطلقونها للتظاهر، دون تجديد أو إبداع.. وعلى الرغم من ذلك فإن الإخوان- كل مرة- يصدقون مثل هذه الأكاذيب، ويسمحون لإعلامهم بالضحك عليهم، والعبث بهم.. وكأنهم ألغوا عقولهم، أو يستخدمون عقلهم للزينة فقط!
 
لكن ما الجديد على جماعة قائمة على «السمع والطاعة».. لا تجادل ولا تناقش يا أخ علي! جماعة تقدم عقلها هدية مجانية لأي مرشد يحكمها، ولو كان هذا المرشد حجرًا أو «قطة»، كما صرح القيادي الإخواني البارز «إبراهيم منير»!
 
ما الجديد على جماعة صدقت ما صرح به أحد صحفييها، «أحمد حسن الشرقاوي»، لقناة الجزيرة القطرية في 2013، أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي- وزير الدفاع آنذاك- قد قتل، وأن مَنْ يدير وزارة الدفاع ويظهر على شاشات التليفزيون هو «دوبلير السيسي»؟!
 
ما الجديد على الإخوان الذين يعتبرون أن «حسن البنا» نبيهم، وأن رسالته لا تقل عن رسالة النبوة، كما قالت «زينب الغزالي»؟ وما الجديد على الذين يصدقون أن «الملائكة» كانت «تحف» المعتصمين في ميدان رابعة العدوية؟ وصدقوا أن سيدنا جبريل- عليه السلام- نزل في رابعة؟ وصدقوا أن رئيسهم «محمد مرسي» صلى بالأنبياء، وعلى رأسهم سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم؟ وصدقوا أن «مرسي راجع» ليحكم مصر؟ وصدقوا أن مرسي «شهيد» وهو الذي توفي بأزمة قلبية؟ 
 
وما الجديد على الذين يؤمنون أن «الإرهابي» الذي يقتل أحد أفراد الجيش والشرطة، ويقتل المدنيين «شهيد» سيدخل الجنة بغير حساب، بينما يعتبرون «شهداء» الجيش والشرطة مجرد «قتلى»، ويصفونهم بأوصاف نخجل من ذكرها؟ وما الجديد على الذين يصدقون أن المتظاهرين في «المرج» قادرون على التظاهر «في نفس ذات اللحظة» في الكونيسة، كما بثت قنواتهم؟ وما الجديد على الذين صدقوا أن الوجه القبلي انفصل عن مصر، وأعلن الصعيد «دولة مستقلة»؟!
 
نعم.. كل هذه الأكاذيب والخرافات، والخزعبلات صدقها الإخوان الذين أجروا عمليات جراحية و«شالوا مخهم»، فأصبحوا جاهزين لـ«السحب» خلف قياداتهم، يوجهونهم أينما شاءوا وكيفما شاءوا، دون جدال أو نقاش.. أولئك كالأنعام، بل هم أضل!

 

تعليقات (1)
ثورة الاخوان " شئ لايسدكة عكل"
بواسطة: جمال أبوبكر
بتاريخ: الخميس، 01 أكتوبر 2020 08:25 م

السلام عليكم ماشاءالله عليك استاذ أيمن. اسلوبك جميل وسلس أنا متابع لمعظم مقالاتك. أنا بحبك وبحترم فكرك وقلمك ربنا يوفقك د. مهندس جمال أبوبكر

اضف تعليق