هانى الناظر وخالد منتصر

الجمعة، 02 أكتوبر 2020 04:46 م
هانى الناظر وخالد منتصر
مختار محمود يكتب :

رغم أن كليهما طبيب ويحمل درجة علمية رفعية، إلا إنه شتان الفارق بين الدكتور "هانى الناظر" والدكتور "خالد منتصر"، لا يستويان مثلًا. الأول سخَّر نفسه وعلمه وخبراته المتراكمة لخدمة الناس دون أن يسألهم جزاءً ولا شكورًا. والثانى كتم علمه، إن كان له علمٌ، وآل على نفسه أن يشغل الناس بتوافه الأمور وشواذها وشواردها، ويثير بينهم الجدل، ويشعل فيهم الفتنة، الفتنة نائمة، لعن الله من أيقظها. الدكتور "هانى الناظر" مع كل صباح ومساء لا يتوقف عن تقديم النصائح الطبية والعلمية والأخلاقية لمتابعيه على حسابه الشخصى بموقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، والثانى لا يتوقف على مدار الساعة عن ترويج الأباطيل والأراجيف والأكاذيب؛ بحثًا عن لايكات ومشاركات وتعليقات طائفية وعنصرية بغضاء. منذ ظهور جائحة "كورونا"، لم يتوقف "الناظر" يومًا عن تقديم النصح والإرشاد، بل كان ولا يزال حتى كتابة هذه السطور يلح فيهما، على رواد الفضاء الألكترونى؛ ليرشدهم إلى التعامل الصحيح مع الفيروس القاتل، فيما ينفخ "منتصر" كل ساعة فى نار الفتنة والجدل والدجل والسفسطة، ويتجاهل الأمر تمامًا، وكأنه ليس طبيبًا، ويتفرغ لبث سمومه عبر منصته الألكترونية التى تحظى بمتابعة جيدة لا سيما من الكارهين للإسلام والعابثين بالأديان.
 
 
الدكتور "هانى الناظر" ابتدع بدعة حسنة، لم يسبقه إليها أحد من الأطباء المغاوير، عندما جعل من صفحته الخاصة على  "فيسبوك" منصَّة علمية، يجيبُ من خلالها على استفسارات وتساؤلات المرضى، سواءٌ فى تخصصه الدقيق فى أمراض الجلدية، أو فيما يتردد من تخاريف أو أكاذيب علمية. يفعلُ ذلك بُحبٍّ وإخلاص نادرين. فى  المقابل.. فإن "خالد منتصر، فى جميع منشوراته، يفتش فيما أنتجه الأولون من شواذ الأفكار، ويعيد طرحها ، ومن ثمَّ فهو ليس مفكراً أو مجدداً أو مُصلحاً أو مستنيرًا. وفى أحيانٍ كثيرة.. لا ينسبُ تلك الأفكار إلى أصحابها، ولكن ينسبها إلى نفسه الأمَّارة بالسوء. وفى جميع الأحيان ينزع تلك الأفكار من سياقها، وإذا تراجع أصحابها عنها بعدما تبين لهم الحق من الباطل، يخفى الحقيقة وينكرها، مُستغلاً جهالة متابعيه وكراهيتهم للإسلام بالسليقة، ورغبتهم المحمومة فى قراءة كل ما يسئ إلى الدين الخاتم.
 
الدكتور" هانى الناظر" ليس طبيبًا صغيرًا، ولا اسمًا مغمورًا، ولكنه رفيعُ المقام فى علمه وفى تخصصه، والأهمُّ من ذلك فى إنسانيته، لذا تراهُ فى مراتٍ عديدة، ينصحُ متابعيه عبر الفضاء الألكترونى، بأن يتابعوا صفحته على "فيسبوك"، ليجدوا من خلالها ما يناسب حالاتهم المرضية، حتى يوفروا على أنفسهم، عناءَ السفر إلى عيادته والانتظار فتراتٍ طويلة جدًا، ليظفروا بمقابلته. وفى المقابل.. فإن أحدًا لا يعرف منجزًا طبيًا واحدًا لـ "خالد منتصر"ن المعروف بين معارفه بـ"خالد كيناكومب" لقلة خبرته العلمية، وحتى التقارير الطبية المترجمة التى ينشرها فى مقالاته الممهورة بتوقيعه، تبدو مرتبكة وكأنها "ترجمة جوجل".
 
وفى الوقت الذى يدعو "الناظر" فيه إلى التمسك بمكارم الأخلاق، والتحصن بالسلوكيات القويمة التى تبنى المجتمعات، فإن "منتصر" يطالبُ بنسخ تحريم شرب الخمر والزنا والشذوذ، بزعم أنه لم يعدْ هناك حاجة لتحريمها، ويروج عبر منشوراته ومداخلاته المتلفزة أن المجتمعات لا تتقدم إلا بهدم الأديان ونسف الثوابت.
 
باختصار شديد..الدكتور "هانى الناظر" أسوة حسنة، لمن يبحث عن سبل الخير، وبأمثاله يرتفع وعى المجتمعات وترتقى وتسود قيم الخير والحب والجمال والنور، و"خالد منتصر" ممن قالت عنهم السماء: "الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا".
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق