أكتوبر نيران من الجحيم.. اعترافات جنرالات إسرائيليين بالهزيمة المذلة في المزرعة الصينية

الثلاثاء، 06 أكتوبر 2020 11:30 م
أكتوبر نيران من الجحيم.. اعترافات جنرالات إسرائيليين بالهزيمة المذلة في المزرعة الصينية
ناتاى شونارى

مر 47 عامًا على انتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر، والتي أسقط فيها المصريين أسطورة الجيش الذي لا يقهر والغطرسة الإسرائيلية بعد نكسة عام 1967، وأذاق المصريون مرار الهزيمة للجيش الإسرائيلي الذين تكبدهم الخوف والذل جراء هذا النصر العظيم وهذا ما جاء في اعترافاتهم.
 
ميخا بن عارى، قائد كتيبة عمليات خاصة إسرائيلى فى حرب أكتوبر،قال في نبرة يغلبها الحسرة والألم: "قمنا بالتدريب في قاعدة تاسا وجلسنا بجوارها لصدور الأوامر، وحينها خططنا على الفور للاقتحام بين الجيشين، وصلنا إلى منطقة القناة وهناك دارت المعركة الكبرى للمدرعات وكنا أثناء المعركة نقف في انتظار إعطاء الأمر لنا ووصلنا إلى المنطقة وهناك دارت أكبر معركة للدبابات".
 
ميخها بن عارى

أما ناتالى شونارى، قائد كتيبة مظلات، قال أن المعلومات التي تلقوها كانت خاطئة بأن المنطقة كانت خالية من الجيش المصرى وأنه سيتم عبورها بأسهل ما كان متوقعا ولكن ما حدث على النقيض ما حدث تماما، حيث قال: "قد تسرعنا في دخول المنطقة وتبين لنا بعد ذلك أنه خطئنا الأول، لأننا كنا نعتقد هكذا كانت المعلومات أن تلك النقطة خالية بالفعل من الأعداء وأننا سنعبرها بسهولة من أجل احتلال النقطة داخلنا بدون أن يقول أي أحد أي شيء، كان هناك نيران من الجحيم تطلق من كل الجهات".

ناتالى شورارى

واعترف يورام نهارى، قائد كتيبة مظلات إسرائيلي في حرب أكتوبر، أنه كان الهدف من الدخول تمشيط المنطقة ولكن كان الهدف هو الحفاظ على أرواحهم من الموت، حيث قال: "من أجل احتلال النقطة دخلنا بدون أن يقول أي أحد أي شيء وفهمنا أن الأمر كله ليس من أجل تمشيط المنطقة وإنما من أجل أن نتدافع عن حياتنا"، وواصل يورام نهارى، قائد كتيب مظلات: "الاعترافات بأن بما حدث في المزرعة الصينية وأن الجندى المصرى كان مجهزا"، قائلا: "كل جندي مصري كان مجهز بصورة كاملة وأفضل بكثير من أي جندي مظلى إسرائيلى".

أهارلى تيوب

 
وكشف أهارلى تويب، ضابط ناج من المزرعة الصينية: "نعم لقد مرت علينا مركبات المجموعة المرافقة لنا وهى ممتلئة بالرجال وأراد بعض رجالى وليس كلهم أن يرافقوهم إلا أننى أجبرتهم على البقاء في عربتنا كما هم  وقد كان ذلك سببا في نجاتهم جميعا، كل هذا يحدث أمامك في ليلة واحدة من صدمة، أنها ليلة عصيبة تثير مخاوف البعض ولا يرغبون في الحديث عنها و أن ينسدل الستار على هذه القصة للأبد".
 
وذكر نافتالى هداس، طبيب ميدانى في الجيش الاسرائيلى: "كان هناك مشاة مصرية مزودة بأسلحة مضادة للمدرعات، حيث احترقت كل الدبابات الإسرائيلية، كنا داخل في قلب كمين مصري مع آلاف الجنود، لقد شعرت أن الطلقات تنطلق وتبعثر كل حبات الرمال من حولنا، وكنت أفكر عن الوقت الذى تصيبنى فيه طلقاتهم كنا نظن دائما أننا الأقوى وأن أحد لا يستطيع هزيمتنا وفجأة وحدنا أنفسنا نحاول الهروب للنجاة بأنفسنا".
 
وحكى إياتن وينر: "كنا نرى الطلقات في الليل تسقط في النهاية ولا تصل إلى المكان الذى مفترض أن تصل إليه ونرى سواتر ترابية تتصدى لطلقاتنا النارية وهكذا أرسلونا لمواجهة جيش أكثر تنظيما منا بكثير، وبدا الهجوم وفعلها رجال القوات المسلحة ودمروا حتى منتصف الليل 60 دبابة وتساقط الجنود الإسرائيليين كأوراق شجر الخريف".
 

نافاتالى هداس

 
ووضعت القيادة العسكرية الإسرائيلية خطة لاختراق المنطقة الواقعة بين الجيشين الثانى والثالث شرق القناة لفتح مساحة تكفى لقطع الإمدادات عن الجيش، وحشدت الدبابات ونحو ما يزيد  ألفين جندي لاحتلال المزرعة الصينية التي كانت تدافع عنها الكتيبة 16 المصرية وقوامها لا يتجاوز 500 جندي.
 
يذكر أن اسم "المزرعة الصينية" أطلق على المعركة التى دارت بين قواتنا المسلحة والجيش الإسرائيلى خلال حرب أكتوبر شرق القناة، وتلقت فيها القوات الإسرائيلية هزيمة نكراء، وتكبدت فيها خسائر فادحة فى القوات والمعدات.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة