جماعة الشيطان.. فرسان المعبد والإخوان وجهين لعملة واحدة: ارتكبوا المذابح باسم الدين

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2020 06:02 م
جماعة الشيطان.. فرسان المعبد والإخوان وجهين لعملة واحدة: ارتكبوا المذابح باسم الدين

حركات وتنظيمات دينية ارتكبت العديد من المذابح والمؤامرات عبر التاريخ مرتدية العباءة الدينية لتختفي وراءها تنفيذا لأهدافها الخبيئة، رافعين " راية الله "، بغرض التضليل، ليرتكبوا العديد من المذابح، ولعل أشهر من مارس هذا " الفجر الديني " عبر التاريخ الانساني  كانت جماعة الإخوان المسلمين، وحركة " فرسان المعبد " في التاريخ المسيحي، حيث جمع بينهما فكرة  رفع " راية الله " ليتحولا لمجموعة من القتلة المجرمين باسم الدين.
 
ومن أشرس الحركات التى عرفها الإنسان "فرسان الهيكل" فى التاريخ المسيحى  و"تنظيم الإخوان" فى تاريخ المسلمين المعاصر، فما أوجه التشابه بين هاتين الحركتين. 

التأسيس تحت ستار الدين

تأسست جماعة "فرسان الهيكل" فى القدس عام 1119م أسسها الفارسان الفرنسيان هيو دى بينز وجودفرى من سانت أومر، وكان اسمها فى البداية "الأخوة الفقراء جنود المسيح وهيكل سليمان"، بعد ذلك عندما قويت شوكتهم صاروا النخبة العسكرية ورأس حربة الكنيسة الكاثوليكية فى العصور الوسطى.

 
أما تنظيم الإخوان السلمين فقد تأسست عام 1928 على يد حسن البنا، وبدأت بعدها فى الانتشار مشكلة تنظيمها المسلح الذى ارتكب كوارث  كبرى.
 
وصدر أول قانون تنظيمى للجماعة فى 1934، بينما ذهب البعض إلى أن التنظيم استلهم أفكاره من الطريقة "الشاذلية"، ذهب آخرون إلى أن التنظيم اكتسبه حسن البنا من دراسة متعمقة للحركات السرية التى نشأت فى الدولة الإسلامية والغرب.

الهدف والبحث عن "مكان"كان هدف "فرسان الهيكل" الذى أعلنته "هو حماية المسيحية"، وكان الغرض الأساسى لهم حماية الزوار، وهم فى طريقهم إلى الأراضى المقدسة وعند مغادرتهم لها، لكنهم بعد ذلك صاروا جزءا أساسيا فى الكيان الأوروبى، وعاملا أساسيا فى سياسته وفى اقتصاده، وفى أفكاره الدينية.
 
أما تنظيم "الإخوان المسلمين" فكان يظن نفسه " الفرقة الناجية "، لذا راحت تصنع انفصالها عن المجتمع، وراحت تملك رجالها وحتى المفتين الخاصين بها، وتدعى بأنها تريد حماية الدين والمسلمين، وصارت لهم مرجعياتهم الخاصة وأفكارهم الدموية، تحت شعار الصحوة الإسلامية.

الشكل الخارجى والانفصال عن المجتمع

كانت حركة فرسان الهيكل محكومة بمجموعة من القواعد الدينية وضعها القديس برنارد كليرفو، معتمدة على التقشف والعفة والطاعة، وتحاشوا المغالاة فى الطقوس والملابس واقتصروا على ارتداء لباس أبيض أضيف إليه صليب أحمر اللون.

الاخوان
 
أما تنظيم الإخوان فإن لم يسعوا ليكون لهم زيا موحدا متعارفا عليه، لكن كان لهم "سمت خاص" يظهر أكثر فى طريقتهم فى التعامل، وفى هيئتهم الظاهرية، يعتمدون على الاستمالة والخداع اللفظى، حتى يجد الإنسان نفسه فى مواجهة قاسية وجها لوجه مع القوانين والتقاليد الداخلية التى تحول الإنسان إلى تابع، فالتنظيم يتبنى ما يسمى بالبيعة.

الهيكلة الخارجية.. والقوانين الخاصةفى "فرسان الهيكل" كانت هناك ثلاثة رتب فى صفوف فرسان الهيكل هى: الفرسان النبلاء، والرقباء غير النبلاء والكهنة. 
 
ويعتبرون المرتبة الأولى فى فرسان الهيكل، لم يكن هناك مراسم لتنصيب هؤلاء الفرسان، حيث كان على أى فارس يرغب فى أن يصبح من فرسان الهيكل أن يكون فارسًا بالفعل، ويعتبر الفرسان النبلاء الفرع الأكثر أهمية والبارزين فى التنظيم، وكانوا يرتدون عباءات بيضاء ترمز إلى النقاء والعفة. وكانوا مجهزين بالأسلحة وبالدروع الثقيلة، وبين كل 8 فرسان يصبح واحد منهم قائدا عليهم، ومن بين كل ثلاثة أو أربعة فرسان كان يوجد واحد أو اثنين من التابعين (فرسان ناشئين).
 
وكان يقبع تحت مرتبة الفرسان عناصر من الأسر غير النبيلة والذين كانوا يسمون رقباء، حيث يتميزون بالمهارات الحيوية وإتقان الحرف مثل الحدادة والبناء، ويديرون العديد من الأنشطة فى أوروبا.  
 
وفى عام 1139م شكلت فئة من رجال الدين ليكونوا المرتبة الثالثة فى التنظيم وأطلق عليهم لقب الكهنة، ويتم رسم الكهنة من خلال مراسم خاصة، ويعتبر أعلاهم هو كبير الكهنة، كانت مهمة الكهنة توفير الاحتياجات الدينية أو الروحية لفرسان الهيكل، ولا يشاركون بأية أعمال قتالية. 
 
 أما الهيكلة الداخلية لـ الإخوان، فيأتى على رأسها المرشد العام، وهو الرئيس الأعلى للهيئة، كما أنه رئيس مكتب الإرشاد العام والهيئة التأسيسية، ثم مكتب الإرشاد العام وتتمثل مهمته فى حراسة النظام العام للتنظيم، ثم الهيئة التأسيسية، وكانت تقوم مقام الجمعية العمومية فى سائر التنظيمات الأخرى، وبعد ذلك السكرتير العام ويمثل مكتب الإرشاد العام والمركز العام للإخوان تمثيلاً كاملاً فى كل المعاملات الرسمية والقضائية والإدارية.
 
وفيما يتعلق بالعضوية والشعب داخل "التنظيم" فقد وضعت الضوابط التى تحدد من هو العضو داخل الجماعة، وأهم شرط التعهد بأن يناصر التنظيم ويحترم نظامه ويعمل على تحقيق أغراضه.
 
ومن ذلك "الأسرة" وهى البناء الإخوانى القاعدى، وتتكون من خمسة أو ستة أفراد يرأسهم شخص يُطلق عليه لقب "النقيب"، وكل مجموعة "أسر" تشكل "شعبة"، وكل مجموعة "شُعَب" تشكل "منطقة"، وكل مجموعة "مناطق" تشكل "محافظة".
 
واهتم تنظيم الإخوان منذ بداياته بالجانب العسكرى الجهادى، ولعل نظام "الكتائب" الذى بدأ يظهر فى عام 1937 وتعمل على طريقة "العمل الطاعة الكتمان"، والتنظيم السرى تألف من ثلاث شعب أساسية هى: التشكيل المدنى، تشكيل الجيش وتشكيل البوليس".

النهايات.. الجميع إلى "الهاوية"بدأت الدائرة تضيف على فرسان الهيكل منذ عام 1905،  فى عام 1312م، أذعن البابا كليمنت الخامس لضغط الملك فيليب وأصدر مرسومًا بوقف جماعة فرسان الهيكل، وبدأت المحاكمات. 
 
وفيما يخص "تنظيم الإخوان" فقد كانت ثورة 30 يونيو 2013 بداية انهيارهم وسقوط أقنعتهم وفضح زيفهم.
 
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق