رسائل هيلاري.. إخوان ليبيا خططوا لاتفاقية تطبيع مع إسرائيل

الأربعاء، 14 أكتوبر 2020 02:10 م
رسائل هيلاري.. إخوان ليبيا خططوا لاتفاقية تطبيع مع إسرائيل
طلال رسلان

كشفت وثائق الخارجية الأمريكية المفرج عنها حديثا بقرار من الرئيس دونالد ترامب عن أن السياسي الإخواني الليبي محمد المقريف قد اعتزم توقيع اتفاق للتطبيع مع إسرائيل، خلال حديثه مع أفراد القنصلية الأمريكية، وفقا للوثيقة التابعة لحقيبة الوثائق رقم C05739890، والتي حملت عنوان الرئيس الليبي الجديد.
 
وكان التنظيم الدولي للإخوان قد استثمر سيطرة الإخوان على الحكم في مصر، وفرض تسمية الإخواني محمد يوسف المقريف لشغل منصب رئيس البرلمان في 9 أغسطس 2012 عقب أقل من 50 يوما على تولي الإخواني محمد مرسي منصب رئيس الجمهورية في مصر، علما بأنه حسب القوانين الليبية الانتقالية وقتها كان رئيس البرلمان يشغل منصب رئيس الدولة ما يعني عمليا أن المقريف أصبح اول رئيس منتخب ليبي عقب إسقاط نظام معمر القذافي.
 
ووفقا للوثائق فإن خطة إخوان ليبيا كانت تعتمد على وجود المقريف على رأس حزب غير إسلامي ألا وهو حزب الجنهة الوطنية، من أجل تقاسم الأدوار بين التيار الإسلامي والمدني داخل البرلمان الليبي المنتخب، ولكن ما إن تولى المقريف رئاسة ليبيا حتى باشر سياسة إخوانية خالصة، ونسق مع إخوان مصر وتونس والسودان، إضافة إلى التنظيم الدولي للإخوان.
 
وتشير الوثيقة الأمريكية إلى أن المقريف في أول اجتماعاته مع الدبلوماسيين الأمريكيين عقب توليه الرئاسة قد أوضح عزمه توقيع اتفاق للتطبيع وبدء العلاقات الدبلوماسية بين ليبيا وإسرائيل، وهو عزم لا يمكن للمقريف أن يبديه دون العودة إلى المراقب العام لتنظيم الإخوان في ليبيا، كما الحال مع كافة الساسة المنتمين للإخوان حيث لا يمكنهم الحديث مع الدبلوماسيين الأجانب إلا بموافقة المرشد العام في القاهرة أو زعيم التنظيم الدولي في لندن أو المراقب العام في الدول التي ينتمون إليها.
 
المقريف بادر بالحديث حول العلاقات الليبية الإسرائيلية، وفقا للوثيقة، دون أن يسأله الدبلوماسيون الأمريكيون حول تصور عن العلاقة مع إسرائيل، وأشار المقريف في مباحثاته السرية مع الأمريكيين إلى أنه يحتاج إلى مرحلة انتقالية يبدي فيها رفضه لهذا الأمر قبل أن يعلن تطبيع العلاقات بين طرابلس وتل أبيب، وأشار المقريف بحسب الوثيقة إلى أنه يمكن البدء في علاقات سرية بين طرابلس وتل أبيب بداية من الآن تفضي إلى إعلان اتفاق التطبيع لاحقا.
 
المقريف في الوثيقة ذاتها أكد احترامه لرغبة واشنطن في تأسيس تحالف إقليمي يضم ما اسموه الحكومات الثورية في مصر وتونس وليبيا او محور الربيع العربي من أجل خدمة الأجندة الأمريكية، وفاق لإعلان القاهرة في 29 يوليو 2012 الذي تحدث عن قيام تكتل للحكومات الثورية في شمال أفريقيا.
 
كانت الوثيقة المذكورة بتاريخ 27 أغسطس 2012، أي أن الرئيس الإخواني لليبيا قد تعهد بتطبيع العلاقات مع إسرائيل عقب أسبوعين فحسب من توليه المنصب، ولم يتمكن محمد المقريف من الاستمرار طويلا في منصبه إذ قدم استقالته في 28 ماير 2013.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق