هل تبرأوا من الفكر أم من الجماعة فقط؟.. قصة تقديم إخوان مصراته الليبية باستقالات جماعية

الجمعة، 23 أكتوبر 2020 12:00 ص
هل تبرأوا من الفكر أم من الجماعة فقط؟.. قصة تقديم إخوان مصراته الليبية باستقالات جماعية

تقدم أعضاء تنظيم الإخوان بمدينة مصراتة الليبية غرب العاصمة طرابلس، باستقالة جماعية من الجماعة وقرروا حل فرعها في المدينة ومواصلة العمل في مؤسسات المجتمع المدنى، مشيرين إلى أن الاستقالة الجماعية تأتي بعد تسويف قيادة التنظيم وتعطيلها ومماطلتها في تنفيذ المراجعات التي تتناسب مع متطلّبات اليوم والتي تم إقرارها في مؤتمر الجماعة العاشر عام 2015 بأغلبية مطلقة، وزعم أعضاء الإخوان في مصراتة أن قرار الاستقالة وحل فرع التنظيم في المدينة يأتي إيمانا بما زعموه "إرادة الخير لهذه الأمة، وحتى لا يكونون الشماعة التي يعلق عليها مشروع مصادرة حرية الشعب الليبي وإخماد ثورته" على حد زعمهم.
 
وتعد مدينة مصراتة الليبية أحد أبرز معاقل جماعة الإخوان في ليبيا وتتمتع بثقل اقتصادى وعسكرى بارز في المشهد الليبى، ويسيطر التنظيم على المشهد الاجتماعى والعسكرى والاقتصادي بشكل كامل، وتتواجد غالبية قيادات جماعة الإخوان الليبية إلى هذه المدينة التي تبعد نحو 200 كم على العاصمة طرابلس.
 
وباتت مصراتة أحد أبرز المدن المعزولة من الشارع الليبى بسبب سلوكيات جماعة الإخوان وقياداتها والتشكيلات المسلحة التابعة لها، وفقد المواطن الليبى ثقته في الجماعة بعد استقواء عناصرها بالخارج وخاصة تركيا وقطر، فضلا عن حصولها على ملايين الدولارات كدعم مالى للقنوات الإعلامية التي تستهدف الأمن القومى العربى وتروج للمشروع التركى.
 
وتعد هذه الاستقالة الثانية لقيادات الإخوان من التنظيم في أبرز معاقله في ليبيا، حيث قدم أعضاء تنظيم الإخوان بمدينة الزاوية غرب العاصمة طرابلس، في شهر أغسطس الماضي، باستقالة جماعية من الجماعة وقرروا حل فرعها بالمدينة، وهو ما يعكس تزايد الاستياء الشعبي في ليبيا من تنظيم الإخوان في ليبيا حيث تراجعت درجة التأييد لسياسة الجماعة داخل البلاد.
 
بدوره أكد السياسى الليبى محمد السلاك المتحدث السابق باسم رئيس المجلس الرئاسي إن جماعة الإخوان تدرك جيدا عدم وجود أي قاعدة شعبية لها في ليبيا، ما يقوض حظوظها في أي عملية سياسية مستقبلية تكون قاعدتها إجراء الانتخابات.
 
وأشار "السلاك"، اليوم الخميس، إن عناصر الجماعة فشلوا في انتخابات المؤتمر الوطنى العام، وانتخابات هيئة صياغة الدستور، وانتخابات مجلس النواب الليبى، ما دفعهم لتغيير "التكتيك" الخاص بهم لإعادة تموضع الجماعة داخل التراب الليبى.
 
وأوضح السلاك أن الشعب الليبى يرفض أي جماعة تحمل أيديولوجية خاصة أنها عابرة للحدود وتستمد الولاءات من الخارج، مشيرا إلى أن الأفكار المتشددة لجماعة الإخوان واحتكارها "الصوابية" المطلقة والعداء الشديد لمن لا ينتمى إليها وممارسة الفكر القمعى يجعل فرصها منعدمة ، مشيرا إلى أن استقالة عناصر الجماعة في مصراتة محاولة لإعادة التموضع والبحث عن دور فى المشهد السياسى المقبل في ليبيا، متسائلا "هل استقالتهم من الجماعة يعنى سحبهم للبيعة من مرشد الجماعة .. هل يشمل انه تبرأوا من الفكر أم استقالة فقط من الجماعة "
 
 
فيما يرى مراقبون أن جماعة الإخوان في مدينة مصراتة قد تورطت في دعم عناصر إرهابية في الشرق الليبى منذ عام 2012 وحتى الآن، مؤكدين أن عناصر الجماعة يحاولون تجميل صورتهم والقيام بمناورة للانخراط في العملية السياسية بعيدا عن عباءة الجماعة والمرشد، واللجوء إلى أسلوب جديد في الحوار بعد الرفض الشعبى الكامل لعناصر الجماعة في ليبيا والاستعداد للانتخابات بعيدا عن الإخوان.
 
 
 
وأوضح المراقبون أن شخصيات بارزة في مدينة مصراتة مرشحة لتولى رئاسة حكومة جديدة في ليبيا، ما دفع عناصر الجماعة لمحاولة تجميل صورة المدينة لعدم اتهام أي شخصية مصراتية تتولى رئاسة الحكومة بأنها تدعم الجماعة وترتكز على تشكيلاتها المسلحة المنتشرة غرب البلاد، محذرين من التعاطى بجدية مع ما تصدره فروع جماعة الإخوان في ليبيا خلال الفترة الأخيرة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق