«حلب تحترق وحفتر يهدم المساجد».. حملات تركيا المزيفة لدعم الإرهاب

الإثنين، 26 أكتوبر 2020 07:00 م
«حلب تحترق وحفتر يهدم المساجد».. حملات تركيا المزيفة لدعم الإرهاب
أردوغان وماكرون

كعادتها تلعب تركيا على المشاعر الدينية للشعوب الإسلامية لتحقيق رغبتها في إعادة إحياء كيانات متطرفة ارتكبت جرائم بشعة ضد الإنسانية، بالإضافة إلى جماعات تنتمى لجماعة الإخوان واخواتها من الفصائل المسلحة التي تدور في فلك الجماعة، حيث أطلقت تركيا حملة شرسة ضد فرنسا خلال الأيام القليلة الماضية استخدمت خلالها جيوشها الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعى «فيسبوك» و«تويتر» لإيهام الرأي العام العربى والعالمى بأنها تدافع عن الإسلام بعد واقعة الرسوم المسيئة للنبى محمد.

أطلق النظام التركى الحملة الإعلامية الشرسة ضد فرنسا ليس من أجل الإسلام والمسلمين كما تروج الأذرع الإعلامية التي تمولها أنقرة وإنما لرفع شعبية تيار الإسلام السياسى الذى تقوده جماعة الإخوان وتتفرع منه فصائل مسلحة تعانى من حصار دولى أبرزها حركة حماس، وهو ما يفسر سبب دعم الجيوش الإلكترونية لهذه الفصائل للحملات الموجهة ضد فرنسا.
 
المواطنون في العالم العربى والإسلامى يدركون أن الدين الإسلامي هو دين السلام والتسامح وليس دين الذبح والقتل والترهيب، وهو ما يتطلب الالتفاف حول الدين الإسلامي لحمايته من الكيانات المتطرفة وتيارات الإسلام السياسى التي وظفت الدين في عدة مناسبات لخدمة أجندتها. وتعد تركيا أحد أبرز الدول القادرة على تجنيد جيوش إلكترونية من التيارات الإسلامية للترويج لقضية تهدف لإثارة الرأي العام العربى والدولى، ولعل أبرزها الحملة الشرسة التي استهدفت فرنسا أيضا بسبب دورها في ليبيا، وهى الحملة التي أنفقت تركيا خلالها ملايين الدولارات عبر قنوات ليبية تبث من تركيا وقطر.
 
وعملت تركيا خلال حملتها على فرنسا عبر وسائل الإعلام الليبية التي تشرف عليها قيادات إخوانية على شيطنة فرنسا لدعمها الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر، وترويج أكاذيب عن حرق القوات المسلحة للمساجد بالأسلحة الفرنسية وهو ما نفته القيادة العامة في عدة مناسبات.
 
وتعد الحملة الإلكترونية حول مدينة حلب السورية التي شنتها تركيا عبر ميليشياتها ومرتزقتها في المنطقة العربية أحد أبرز الحملات التي تجاوب معها قطاع كبير من المتابعين في العالم دون التفكير في الهدف الحقيقي لهذه الحملة، والتي تم خلال ترويج صور مفبركة من حسابات لقيادات في تيارات الإسلام السياسى لاتهام الجيش العربى السورى بارتكاب مجازر في حلب، والحقيقة المجردة كانت حملة لإنقاذ المسلحين الممولين من الأتراك في سوريا بعد النجاح الكبير للجيش السورى في تحرير المدينة.
 
وشارك مئات الالاف من المواطنين على مستوى العالم عبر هاشتاج «حلب_تحترق» الذى ظل لأيام التريند العالمى خلال عمليات الجيش السورى ضد مسلحين ينتمون إلى تركيا في مدينة حلب، ولم تتوقف الحملة إلى بعد التدخل الروسى لدى دمشق لتهدئة الرأي العالم العالمى بعد الحملات الالكترونية التركية.
 
ولاشك فى احتياجنا إلى إعمال العقل والتفكير دوما قبيل المشاركة في أي حملات إلكترونية وطرح عدة أسئلة أبرزها ما الهدف من الحملة؟ من يروج لها؟ ومن هو المستفيد الرئيسى من إثارة الرأي العام حول هذه القضية؟ ولو طرحنا هذه الأسئلة حول الحملة الأخيرة التي تستهدف فرنسا ستجد أن المستفيد الرئيسى من الدعوات للمقاطعة هي تركيا التي تحاول الخروج من عزلتها وصرف أنظار العالمين العربى والإسلامي عن المقاطعة العربية التي يتم الترويج لها، والهدف الرئيسى هو تقويض النفوذ الفرنسي في المنطقة وإعادة كيانات متطرفة لتصدر المشهد السياسي سواء في مصر أو ليبيا أو سوريا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق