طلال رسلان يكتب: مستقبل علاقة مصر بالإدارة الأمريكية الجديدة.. استقرار القاهرة وأوراق سياستها الخارجية يلعبان دورا مهما.. ولغة المصالح المشتركة تفرض التقارب وبناء العلاقات

السبت، 07 نوفمبر 2020 11:03 م
طلال رسلان يكتب: مستقبل علاقة مصر بالإدارة الأمريكية الجديدة.. استقرار القاهرة وأوراق سياستها الخارجية يلعبان دورا مهما.. ولغة المصالح المشتركة تفرض التقارب وبناء العلاقات
العلاقات المصرية الأمريكية

بالطبع ستؤثر نتيجة الانتخابات الأمريكية وفوز المرشح الدميقراطي جو بايدن على علاقة الإدارة الأمريكية بالشرق الأوسط وخاصة مصر.
 
علاقات القاهرة وواشنطن تتمتع بالتعاون والتفاهم الاستراتيجي في ملفات مهمة، ويبدو أنها ستكون لاعبا فعالا في السياسة التي سوف تنتهجها الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة بايدن في التعامل مع الجانب المصري.
 
على الجانب السياسي يرى المحللون الغربيون أن مصر والولايات المتحدة سيكون لهما مصلحة الحفاظ على علاقات ثنائية جيدة في حالة انتخاب بايدن، خاصة وأن مصر لها تشابكات استراتيجية وتفاهمات قوية بنقاط صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أن تكون لاعبا فعالا في الشرق الأوسط.

المتتبع لتصريحات الرئيس المنتخب جو بايدن في أثناء فترة ثورات الربيع العربي سيضع يده على حجم الهوة والاختلاف بين أوباما، الذي طالما رفضت إدارته الاعتراف بالإدارة المصرية في الفترة بعد سقوط حكم الإخوان، وبين بايدن الذي كان نائب أوباما ويراقب عن كثب حق الشباب والمصريين في التغيير، وكان من بين الذين أعربوا عن مخاوفهم من أن رحيل مبارك المفاجئ قد يؤدي إلى حكم إسلامي "غير ودي"، إن لم يكن فوضى. 
 
وفقا للمرقبون من الإدارة الأمريكية داخل البيت الأبيض فإن بايدن يعتقد أن مبارك عمل بشكل جيد مع الولايات المتحدة في معالجة الإرهاب والحفاظ على السلام مع إسرائيل والمصالح الاستراتيجية الأخرى. إضافة إلى ذلك، فقد عرف الرئيس المصري الراحل ولم يعتقد أنه كان بهذا السوء. في الواقع، مع اندلاع الاحتجاجات، قال بايدن"لن أشير إليه كديكتاتور".
 
عند سؤالهم عما يعنيه بايدن بتغريداته بشأن مصر، توقع المسؤولون الأمريكيون السابقون الذين يعرفونه أن نائب الرئيس السابق سيسعى إلى طريق وسط بعيد عن ترامب وإلى حد ما على يسار أوباما، ولكن ليس قريبا مما يرغب بعض المتشددين الليبراليين.
 
وفقا لأوراق اللعب السياسية، فإن الإدارة الأمريكية تعرف جيدا أن مصر تملك مفاصل الأمور في الشرق الأوسط بأوراقها الإقليمية حتى لا تسمح بتقوية الإسلام السيسي في المنطقة من جديد، وستسفاد مصر من هذا الثقل الإقليمي للوصول إلى جسر مع اشنطن لعدم العودة إلى أخطاء إدارة أوباما الماضية.
 
بالطبع يعي السياسيون الأمريكيون جيدا أن واشنطن بحاجة إلى القاهرة بما لا يقل عن حاجة القاهرة لواشنطن، حيث تساهم مصر في المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط في مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليمي، والحرب على الإرهاب. 
 
وتعتبر مصر التنويع ركيزة أساسية للسياسة الخارجية، ولذلك سعت للحصول على بناء علاقات استراتيجية منفتحة على كل الدول بما فيها الولايات المتحدة التي يتعاون فيها البلدان بشكل وثيق.
 
تاريخيا فإنه بالتركيز على العلاقات الاستراتيجية بين مصر وأمريكا، على كافة المستويات العسكرية والاقتصادية والأمنية والاستخباراتية والسياسية"، فنجد أن لغة التأكيد على هذه العلاقة الاستراتيجية هو الاتجاه السائد بين الجانبين وخاصة مع عدم التأثر بوجود إدارة جمهورية أو ديمقراطية، بل رجح سياسيون أمريكيون بأنها يمكن أن ترتفع وتهبط لكنها تظل مهمة للدولتين.
 
وبالإشارة إلى سياسة مصر الخارجية فقد وضعت مصر محددات وثوابت السياسة الخارجية في تعاملاتها وعلاقاتها مع القوى الدولية الكبرى كأمريكا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي، بما يشير إلى سياسة الإدارة المصرية التي رسمها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال 6 سنوات من تعميق مصر لعلاقاتها مع كل القوى الكبرى وليس قوة واحدة فقط، إضافة إلى الظروف الإقليمية والدولية وكذلك الأوضاع الداخلية في مصر التي تغيرت، بما يضع خطا واضحا في تعامل أي إدارة أمريكية أو استثمارها مرة أخرى في تنظيمات الإسلام السياسي كتنظيم الإخوان الإرهابي بعدما تم لفظهم شعبيا في المنطقة العربية وتم القضاء تماما على مشروعهم وأجندتهم المعادية لفكرة الدولة الوطنية.
 
ثم لا ينفصل الأمر في العلاقات المصرية الأمريكية عن التعاون الاستراتيجي بين مصر وأمريكا في مختلف الملفات من ليبيا وسوريا إلى سد النهضة مرورا بالقصية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب، وهذا ما لا يتأثر بشخصية من يحكم البيت الأبيض سواء كان جمهوري وديمقراطي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق