في مديح العافية

الأحد، 08 نوفمبر 2020 09:00 ص
في مديح العافية
حمدي عبد الرحيم يكتب:

نواجه عدو فتاك اسمه كورونا وعلي الحكومة أن تلجأ إلى كل الطرق لمواجهته والانتصار عليه وتفرض ما ترى أنه سيحقق النصر.

عندما هاجم كورونا مصر قبل أشهر، رأت الحكومة المصرية مشكورة ضرورة الالتزام بحزمة إجراءات احترازية لمواجهة وباء لم يظهر له حتى الساعة علاجًا ناجعًا، تقبل المجتمع إجراءات الحكومة لأن ظهره كان للحائط، بعد أن شاهد بعينيه كيف أن دولًا عظمى فتك بها الوباء فراحت تتسول المساعدات الطبية بل وتسطو على بواخر الشحن في عرض البحار!

اجراء واحد وحيد وقفت أمامه الأغلبية المصرية معترضة وممتعضة، وذلكم هو ضرورة ارتداء الكمامة، علمًا بأن ارتداء الكمامة يعد من بديهيات التصدي للوباء، وقد أجمع الأطباء على أهميتها وجدواها.

يومها أحسنت الحكومة صنعت عندما لم تلتفت لاعتراض المعترضين، بل خطت خطوة عظيمة وقررت تغريم الذي لا يلتزم بارتداء الكمامة مبلغًا كبيرًا يصل إلى أربعة آلاف جنيه.

الحق لم أسمع باسم واحد وقعت عليه الغرامة، لكن تشدد الحكومة جعل المواطنين يلتزمون فكانت الأغلبية لا تغادر بيوتها إلا وهي مرتدية الكمامات، وكان سائقو المواصلات العامة يجبرون الراكب الذي لا يلتزم بمغادرة السيارة.

التزام المواطنين نقطة تحسب لصالح الحكومة فهى التي قررت وهى التي دفعت برجال الأمن إلى الشوارع والميادين الرئيسة لمراقبة مدى التزام المواطنين، وهذه كانت رسالة واضحة وجادة بأنها تنوى حقًا تنفيذ قراراتها بقوة القانون.

ثم حدث بفضل الله تراجع كبير جدًا في أعداد الإصابة والوفيات في مصر، فتراخت اليد ووجد المواطن فرصة للتخلص من الكمامة التي أصبح ظهورًا نادرًا ندرة الصديق الوفي في الزمن النذل.

الآن نحن على مشارف موجة جديدة من هذا الوباء الذي لم يعد أحد يعرف له رأسًا من قدمين وهناك دول مجاورة وبعيدة أعلنت الاغلاق التام لشهر قادم، ومنها بريطانيا التي جاء منها تصريح صادم يقول: كورونا مستمر إلى الأبد!

ولان الوقاية دائمًا هي خير من العلاج فقد ترأس يوم الاثنين الماضي الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، اجتماع اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس "كورونا"، وحضر الاجتماع السادة وزراء الأوقاف، والسياحة والآثار، والتموين والتجارة الداخلية، والتعليم العالي، والثقافة، والمالية، والتنمية المحلية، والداخلية، والصحة، والشباب والرياضة، والدولة للإعلام، والطيران المدني، والتضامن الاجتماعي، كما شارك مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، ورئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي، ونائب وزير التربية والتعليم لشئون المعلمين.

في ذلك الاجتماع المهم جدًا أشار الدكتور مدبولي إشارة واضحة وحاسمة إلى تزايد أعداد حالات الإصابة بكورونا، بصورة كبيرة، في عدد من دول العالم الفترة الماضية، وهو الأمر الذي يفرض علينا في مصر الاستعداد من الآن لموجة قد ـ لا قدر الله ـ تضربنا.

ثم قال الدكتور مدبولي: إنه رغم التحذيرات المستمرة من الحكومة للمواطنين، والتأكيد على ضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية للحماية من فيروس كورونا، فإن هناك عدم التزام من جانب بعض المواطنين.

كل ما سبق لا خلاف عليه ، الخلاف يبدأ عند النظر في آليات تنفيذ قرار الحكومة الذي لا غبار عليه بأي حال من الأحوال، فعلي الحكومة أن تعيد تنفيذ التجربة التي نجحت بها في الموجة الأولى، النقاش والاستجداء والتعويل على وعي المواطن لن يجدي، فرض الأمر الواقع أو استخدام " العافية " هو الحل في ساحات المعارك، فلو أن قائد المعركة ظل يقيم حلقات نقاش مع جنوده فستكون العاقبة وخيمة للغاية، هنا عدو فتاك اسمه كورونا فعلي الحكومة أن تلجأ إلى كل الطرق لمواجهته والانتصار عليه وعلى الحكومة أن تفرض ما ترى أنه سيحقق النصر، في كثير من المواقف يجب استخدام عصا القانون لكي ينجو كل المجتمع.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق