مارادونا.. أسطورة الكرة الأرجنتينية يغادر المستشفى وشبح الإدمان يطارده

الخميس، 12 نوفمبر 2020 07:00 م
مارادونا.. أسطورة الكرة الأرجنتينية يغادر المستشفى وشبح الإدمان يطارده
مارادونا
ريهام عاطف

غادر أسطورة الكرة الأرجنتينية دييجو أرماندو مارادونا مستشفى أوليفوس بعد تعافيه من العملية الجراحية التي كان قد إجراها خلال الفترة الماضية علي أثر إصابة مارادونا بفقر دم وجفاف، ولكن عند إجراء الفحوصات تم تشخيص حالته بأنه مصاب بتجمع دموي في الرأس، لذا خضع لعملية جراحية في اليوم التالي.  

طبيب مارادونا

وعقب مغادرة أسطورة كرة القدم الأرجنتيني مارادونا المستشفى انتقل إلى مركز تأهيل للعلاج من الإدمان على الكحول شمال العاصمة بوينس آيرس خاصه انه قضي فترة اطول من المتوقع بالمستشفي بسبب أعراض الانسحاب نتيجة انقطاعه المفاجئ عن الكحوليات.

ليؤكد طبيب مارادونا الخاص ليوبولدو لوكي "نحن دائما بحاجة للاعتناء بمارادونا خاصة الآن".

وكان دخول مارادونا المستشفى أحدث واقعة في سلسلة من المشاكل الصحية للنجم المثير للجدل الذي فاز بكأس العالم مع الأرجنتين عام 1986 في المكسيك، ويعد واحدا من أفضل اللاعبين عبر العصور.

وقال مورلا "مر دييغو بأصعب لحظة في حياته على الأرجح وأعتقد أن اكتشاف هذا النزيف في المخ كان معجزة لأنه كان سيكلفه حياته".

محامي مارادونا

ومن جانبه اشار ماتياس مورلا محامي مارادونا الي الحالة الصحية لاسطورة الكرة الارجنتينية قائلا "لقد تغلب مارادونا، على أصعب لحظة فى حياته، لحسن الحظ، ويشعر الأن بصحة جيدة، وهو مصمم على التعافى بأفضل طريقة ممكنة" مشيرا الي انه يحتاج الي الهدوء لمواصلة عملية التعافي في اشارة الي استعداد مارادونا  لمحاربة المرض قائلا "دييغو يرغب في الخضوع للتأهيل وهو في غاية الصلابة".

مارادونا في شبابه
مارادونا في شبابه

 

كواليس اصابه مارادون بنزيف في المخ

كشف التصوير المقطعي الذي تم اجراءة لمارادونا عن وجود ورم دموي يعرف باسم نزيف في الدماغ ، لتشير بعض التقاريرالي ان مارادونا استيقاظ  في مزاج نفسي سيئ، بجانب معاناته من مشاكل في المعدة، وعدم امتلاكه قابلية لتناول الطعام ، خاصه بعد أن ساءت حالته النفسية لأنه لم يستطع الاحتفال رفقة أبنائه بعيد مولده الستين يوم 30 أكتوبر الماضي ، بالاضافة لتأثر مارادونا بوفاة راؤول ماتشوكا زوج شقيقته بعد إصابته بفيروس كورونا، وهو الذي كان أحد المقربين إليه.

مارادونا وميسى
مارادونا وميسى

 

فيلم مارادونا

مع احتفال مارادونا بعيد ميلادة الستين تم عرض فيلم "مارادونا ، يد الله "الذي وصفه النقاد عبقرية كروية عاشت في ظل حياة من الاستهتارحيث يكشف الفيلم عن الكثير من التفاصيل في حياة دييجو مارادونا خارج الملعب، تلك الأحداث التي لم ترها الجماهير ولا يعرفها الكثيرين عن دييجو، أوقات انهياره وسقوطه في فخ الظلام بسهولة".

كان مارادونا في تلك الفترة في عام 2004 قد خضع لأكثر من محاولة للعلاج سواء صحيا أو نفسيا لكن النهاية كانت دوما واحدة، وهي  الانهيار،ليرقد مارادونا في سريره بالمستشفى منتظرا الموت في أي لحظة، فحالته الصحية تراجعت كثيرا، لإدمانه الشديد للكحول وعادته في تناول الطعام لم يعد يتحكم فيها وأصبح يتناوله طيلة الوقت.

مارادونا الاسطورة
مارادونا الاسطورة

 

ورغم تلك الحالة التي كانت تسير نحو المستحيل استطاع مارادونا ان يعود للحياة مرة اخري لتتحول حياة مارادونا في ذلك الوقت تحولا كبيرا من أسطورة أهدرت مسيرتها واستهترت إلى بطل كروي استعاد حياته وقاتل من أجلها وعاد من نقطة الموت ليصل إلى القمة.

بدايات مارادونا

بدأ مارادونا مسيرته عام 1976 ومثلة مثل غيرة من الاطفال بالأرجنتينيين في تلك الحقبة، فتى صغير بلا قميص يتجول في شوارع بيونيس آيريس، عشق الكرة وعشقته الجماهير الارجنتينية وفي عام 1984 حينما انضم إلى نابولي، بعد عامين من اللعب لبرشلونة كان لازال شابا جديدا في أوروبا ولم يعتد الحياة الأوروبية مع الكثير من الخلافات في إسبانيا، وفي إيطاليا كانت المغريات أكثر وأكبر وتخطت ما كان يجده في الأرجنتين.

ناديه نابولي كان مرتبطا في تلك الحقبة بالمافيا الإيطالية وقالت التقارير إنها كانت مسؤولة في ذلك الوقت عن إمداده بالمخدرات.

وفي عام 1991 تم إيقافه من اللعب في الدوري الإيطالي لمدة 15 شهرا بعدما أظهرت الفحوصات إيجابية تعاطيه للمخدرات.

تم الترحيب بمارادونا في نادي نيويلز أولد بويز في روزاريو لكن في 1994 فوت تدريبا وتم طرده من النادي، وكان ذلك في العام الذي أطلق فيه الرصاص على صحفي خارج منزله.

وقد مر مارادونا في حياته بكل شيء فقد نجح كرويا ثم اندثر وفي 30 يونيو 1994 تلقى خوليو جرندونا رئيس الاتحاد الأرجنتيني نبأ فحوصات المنشطات والمخدرات وكانت العينة إيجابية لمارادونا، وبدأ كل شيء في الاندثار من حينها ليواجه أعظم لاعب في كرة القدم  فضيحة في أكبر بطولة رياضية، وكان منذ أسبوع فقط يعد نجم كأس العالم الذي لا يمكن مجاراته على الإطلاق.

لتتحول نظرات الاعجاب بعبقري كرة القدم الي اتهامات بالاستهتار والخضوع لتأثير المخدرات وتعاطي ،وخلال عام 1997 فشل مجددا في تخطي فحص للمنشطات والمخدرات لتبتعد عنه الشهرة والأضواء ويصاب بأزمة نفسية كبيرة وأفسدت مسيرته.

وبحلول عام 2000 رقد في المستشفى وهو يعاني من أزمة قلبية حادة وذلك أثناء إجازة كان يقضيها في منتجع أوروجوياني، ووقتها خرج كارلوس منعم رئيس الأرجنتين وصديقه حينها قائلا: "إنها أزمة قلبية يعاني منها بسبب الضغط". لكن الشرطة الأوروجويانية قالت إنه تعاطى الكوكايين أكثر من اللازم.

اسطورة الكرة مارادونا
اسطورة الكرة مارادونا

 

وكتب في سيرته الذاتية معترفا بأنه مدمن على المخدرات لكنه أوضح أنه كان ضحية لمؤامرة من مسؤولين كرويين وساسة ورغم تعافيه الا انه في 2004 دخل في ازمة جديدة  بعد تعاطيه لجرعة زائدة من الكوكايين، خاصة وأن الأزمة قد ضربته فعليا حينما كان يشاهد مباراة لناديه المفضل والسابق بوكا جونيورز على ملعب "لا بومبونيرا" واضطر للانسحاب بين الشوطين وخشى الأطباء أن قلبه لن يكون قادرا على المواصلة.

ليصطف الجماهير خارج مركز التأهيل، أمام مستشفى "بيونيس آيرس" والكل يرتدي القميص الأزرق والأصفر الخاص ببوكاجونيورز وفي الخلف رقم 10 ولافتات كثيرة أظهروا من خلالها حبهم وخوفهم كتب عليها: "دييجو الأرجنتين تحبك". "اصمد يا دييجو".

رحل ماردونا بعد ذلك إلى كوبا لكي يعالج نفسه من المخدرات وإدمانها، وكانت تلك أحد أغرب فترات حياته، إذ قام بصبغ شعره الأسود إلى برتقالي وظل في صحبة فيديل كاسترو رئيس الدولة وصديقه.

وقالت تقارير صحفية بعد ذلك إن مارادونا قام بالتبرع بكل إيرادات سيرته الذاتية لصالح شعب كوبا وكاسترو وذلك بعد إعجابه بـ"كرامتهم وأصلهم" فيما يخص نظام العلاج الصحي ، وخضع مارادونا بعد ذلك لعملية جراحية لإنقاص وزنه، في رحلة بدت غريبة للغاية لواحد من أفضل من لمسوا كرة القدم على الإطلاق.

السيرة الذاتية لمارادونا

انتصارات وانكسارات هو ملخص حياة مارادونا حيث جاءت سيرته الذاتيه الأولى "أنا دييجو" والتي نشرت في سبتمبر عام 2000 في الأرجنتين ضمن أفضل الكتب مبيعا هناك، إذ أنه باع 125 ألف نسخة في أسبوع فقط وكانت أحد أشهر العبارات في تلك السيرة: "أنا مارادونا، بإمكاني أن أفعل ما يحلو لي".

مارادونا
مارادونا

 

مارادونا مثل نموذجا للاعب أتى من الفقر إلى الشهرة والثراء ثم تم وصمه بتعاطي المخدرات، وأفراد حراسته الخاصة لم يكونوا مدربين ومحترفين بل كانوا شبابا من بيونيس آيريس، واشتهر عن الطبقة الفقيرة هناك أنهم يتعاطون الكحول والكوكايين.

وفي عام 2005 استعاد مارادونا عرشه كملك لكرة القدم في كل مكان بقلوب عشاق اللعبة، حينما قام بعمل برنامجا تلفزيونيا وتحدث خلاله عن هدفه ضد إنجلترا في كأس العالم 1986، واعترف لأول مرة في التاريخ أنه ضرب الكرة بيده وأنه لم يندم قط على ذلك.

وبعد كل ذلك أتى تعيينه في عام 2008 كمدرب لمنتخب الأرجنتين وكانت المخاوف في عدد من الصحف أبرزها وأشهرها أوليه تقول: "دييجو يخاطر بإتلاف سمعته وأسطورته كمارادونا".

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق