في يوم الاستقلال الوطني.. اعرف أهم المدن الفلسطينية ومدى تشابهها مع مدن مصر

الأحد، 15 نوفمبر 2020 06:00 م
في يوم الاستقلال الوطني.. اعرف أهم المدن الفلسطينية ومدى تشابهها مع مدن مصر
كتبت.. إيمان محجوب

في مثل هذا اليوم منذ 32 عام أعلن الزعيم الراحل ياسر عرفات أمام المجلس الوطني الفلسطيني بالجزائر عام 1988، قائلًا: «باسم الله، وباسم الشعب العربي الفلسطيني، قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف»؛ وذلك استناداً إلى الحق الطبيعي، والتاريخي، والقانوني، للشعب العربي الفلسطيني في وطنه فلسطين؛ وتضحيات أجياله المتعاقبة دفاعاً عن حرية وطنهم واستقلاله، وانطلاقاً من قرارات القمم العربية، ومن قوة الشرعية الدولية التي تجسدها قرارات الأمم المتحدة منذ 1947؛ وممارسة الشعب العربي الفلسطيني حقه في تقرير المصير، والاستقلال السياسي، والسيادة فوق أرضه.
 
بموجب هذا الاعلان الذي قام بصياغته الشاعر محمود درويش وبعد اعتراف اكثر من 105 دولة أعضاء بالأمم المتحدة وغير من  الاتفاقيات، دخلت السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة الضفة الغربيّة عام 1994 وخضعت إلى حكمها مجموعة كبيرة من المدن ومنها: بيت لحم، ونابلس، وجنين، ورام الله، والبيرة، وطولكرم، وقلقيلية، ورفح، وأريحا، وخانيونس، إضافة إلى المناطق الشماليّة من قطاع غزة، والخليل التي تُصنف كمدينة مختلطة يسكن فيها الفلسطينيون والصهاينه، وسنذكر فيما يأتي مدن فلسطين المحتلة والخاضعة للسيطرة الإحتلال حالياً ،ومن هذه المدن القدس، وحيفا، وعكا، والناصرة، وغيرهم الكثير 
 
القدس بوابة السماء
 
هي المدينة الفلسطينيّة الأكبر مساحة وسكاناً، والأكثر أهميّة تاريخيّاً، ودينيّاً، واقتصاديّاً، ويُطلق عليها أسماء أخرى أبرزها بيت المقدس، وأولى القبلتين، والقدس الشريف، ويعتبرها جميع الفلسطينيين والعرب العاصمة الرسميّة والأبدية لدولة فلسطين، بحسب ما ورد في وثيقة إعلان استقلال الدولة الفلسطينيّة التي وُقعت في الجزائر في الخامس عشر من نوفمبر عام 1988.
 
وقد مر علي القدس أحداث تاريخية ودينية  كبيرة ولكنها ارتبطت بمصرخلال الفترة الممتدة من عام 1831 حتى عام 1840، حيث كانت فلسطين جزءًا من الدولة المصرية التي أقامها محمد علي باشا، وخلال هذا العهد أخذت الإرساليات والقنصليات الأجنبية تضع موطئ قدم لها في المدينة،وثار الشوام على الحكم المصري بعد أن استقر في البلاد لأسباب مختلفة منها زيادة الضرائب بمقدار لم يعهده الناس أيام العثمانيين والتجنيد الإجباري في الجيش المصري، وكان من ضمن هذه الثورات ثورة قامت سنة 1834 بفلسطين بقيادة قاسم الأحمد، الذي قاد جيشًا من الثوّار من مدينة نابلس تعاونه عشائر بلدة أبو غوش، وهاجم القدس ودخلها بتاريخ 31 مايو 1834، لكن الجيش المصري استطاع أن يرد الثوّار على أعقابهم في الشهر التالي.
 
عادت القدس إلى الحكم العثماني بعد هزيمة المصريين أمام الجيوش الحليفة العثمانية والأوروبية سنة 1840، إلا أن كثيرًا من المصريين بقي واستقر بالمدينة، وفي نفس الفترة قدمت وفود من المسلمين المغاربة، من الجزائر وغيرها من مدن المغرب العربي، واستقرت في القدس وأخذت القوى العظمى في العالم تتدخل في الشؤون الداخلية العثمانية بشكل متزايد خلال عقد الأربعينيات والخمسينيات من القرن التاسع عشر، بحجة حماية الأقليات الدينية في الدولة العثمانية، وقد لعب القناصلة في القدس دورًا كبيرًا في هذه  مسأله إقامة صهاينه في المدينة المقدسة خاصة عندما وقعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني.
 
عكا التي أوقفت زحف نابليون على دول الشرق 
 
تعتبر من أقدم وأهم المدن التاريخيّة الفلسطينيّة وكانت مركزاً تجارياً ودعوها باسم (عكا) أي الرمل الحار وأصبحت بعد ذلك جزءا من دولة الفينيقيين، ثم احتلها العديد من الغزاة كالإغريق والرومان والفرس والفرنجة الصليبيين ،ودخل العرب المسلمون عكا سنة 636 م / 16 هـ بقيادة شرحبيل بن حسنة،وفي سنة 20 هـ أنشأ فيها معاوية بن أبي سفيان داراً لصناعة السفن، ومنها انطلقت أول غزوة لجزيرة قبرص عام 28 هـ. وتوالت عليها الأحداث على مر التاريخ، ومن أشهر حكامها أحمد باشا الجزار. بلغت أوج مجدها عام 1799 م عندما أوقفت زحف نابليون الذي وصل إليها بعد أن احتل مصر، وساحل فلسطين، وحاصرها مدة طويلة ما فشل في احتلالها بفضل صمود أحمد باشا الجزار، فتلاشت أحلام نابليون بالاستيلاء على الشرق، وسحب جيوشه.
 
وتعتبر عكا ذات موقع اقتصادي وتجاري بفضل مينائها الذي يعتبر من أهم وأقدم موانئ فلسطين التاريخية لصيد الأسماك، كما تُعتبر ذات موقع أثريّ مهم ، فهي تحتوي على العديد من الآثار والمعالم والأماكن الأثرية القديمة من غالبية العصور التّاريخية. فهناك السّوق الأبيض وحمّام الباشا وخان العمدان والقلعة وأسوارها الحصينة  وجامع الجزّار وغيرها.
 
بيسان المركز الإداري لأحد الممالك المصرية القديمة 
 
 تبعد بيسان عن القدس حوالي ثلاثة وثمانين كيلومتراً، بحيث تقع إلى الجهة الشماليّة الشرقيّة منها، وتبلغ مساحة أراضيها حوالي سبعة آلاف وثلاثمئة وثلاثين دونماً، يتوزع فيها ستة عشر ألفاً ومئتان نسمه، وتتميز مدينة بيسان بموقعها الذي يربط غور الأردن بمرج سهل بن عامر، إلى الجنوب الشرقيّ من مدينة الناصرة، وإلى الشرق من مدينة جنين، والغرب من مدينة أم قيس الأردن، ونهر الأردن.
 
بدء تاريخ بيسان كقرية قرب مدينة جنين وتذكر المدينة في الرسائل الفرعونية من القرن الـ 14 قبل الميلاد في قائمة انتصارات تحتمس الثالث. وأكدت الحفريات الآثارية في المدينة أنها كانت مركزاً إدارياً للمملكة المصرية الفرعونية في عصر الأسرتين المصريتين الثامنة عشرة والتاسعة عشرة، عندما خضعت بلاد الشام للسيطرة الفراعنة.
 
وفي العصر الهيليني، بعد انتصارات الإسكندر الأكبر، أطلق اليونانيون اسم سكيثوبوليس على المدينة وفي العصر الروماني كانت سكيثوبوليس، أي بيسان، إحدى مدن حلف الديكابولس العشر وكشفت الحفريات الآثرية المعالم المركزية للمدينة الرومانية: المسرح، الهيبودروم والـ «كاردو» (الشارع الرئيسي).
 
وبنى البيزنطيون ديراً في المدينة، وفي عصر المماليك ازدهرت المدينة من جديد وفي أيام الانتداب البريطاني على فلسطين سكن مدينة بيسان حوالي 5000 ساكن من العرب الفلسطينين أغلبيتهم مسلمون والباقي مسيحيون  هجر معظمهم من المدينة إثر نكبه 1948.
 
الناصرة.. المدينة المقدسة عند المسيحيين 
 
هي إحدى المدن الفلسطينيّة التاريخيّة المحتلة ، والتي تبعد عن القدس حوالي مئة وخمسة كيلومترات وتُعتبر مدينة الناصرة إحدى أكثر المدن قداسًة في الديانة المسيحية، وبحسب الانجيل، فإن الملاك جبرائيل بشّر مريم العذراء بولادة يسوع المسيح، كما أنها المدينة التي نشأ فيها فنُسِبَ إليها ودُعي يسوع بيسوع الناصري. كما دُعي أتباعه بالنصارى، وابتداءً من العصر البيزنطي، أضحت المدينة مركزًا دينيًا ، ومع الحملات الصليبية للمدينة ازدادت أهميّتها الدينية، إذ كانت مركز الأبرشيات الكاثوليكية، كما تبعتها كنائس منطقة الجليل. وبسبب قدسية مدينة الناصرة لدى العالم المسيحي، أصبحت المدينة مقصدًا للحجاج الزائرين.
 وقد زارها ثلاثة باباوات؛ البابا بولس السادس في 5 يناير 1964، البابا يوحنا بولس الثاني في عيد البشارة في 25 مارس 2000، والبابا بنديكتوس السادس عشر في 14 مايو 2009  يُذكر أنّه يعيش اليوم في مدينة الناصرة أكبر تَجّمع مسيحي عربي في فلسطين .
 
يافا أرض البرتقال الحزين
 
تبعد عن القدس بحوالي 55 كيلومتر إلى الغرب كانت لفترة طويلة تحتل مكانة هامة بين المدن الفلسطينية الكبرى من حيث المساحة وعدد السكان والموقع الإستراتيجي، حتى تاريخ وقوع النكبة عام 1948، وتهجير معظم أهلها العرب وكان من أهلها الكاتب والصحفي الفلسطيني غسان كنفاني الذي إغتالة الموساد الاسرائيلي وله مجموعة قصصية تحمل اسم مدينته يافا تحت اسم ( أرض البرتقال الحزين).
 
أسس الكنعانيون مدينة يافا في الألف الرابع قبل الميلاد، ومنذ ذلك التاريخ  وتعتبر المدينة مركزا تجاريا هاما، حيث بدأ ساحل فلسطين في تلك الفترة يشهد وجود السكان الذين بدت لهم مدينة يافا موقعا جذابًا، فازدهرت المدينة عبر العصور القديمة، كما كان في عهد الفراعنة الذين احتلوها وعهد الحكم الأشوري والبابلي والفارسي قبل الميلاد، وكانت صلتها مع الحضارة اليونانية وثيقة، ثم دخلت في حكم الرومان والبيزنطيين وكان سكانها من أوائل من اعتنقوا المسيحية.
 
ومن أهم الأحداث التي شهدتها المدينة نزول النبي يونس شواطئها في القرن الثامن قبل الميلاد ليركب منها سفينة قاصداً ترشيش، ولما دخل الفتح الإسلامي إلى فلسطين فتح عمرو بن العاص يافا في نفس عام دخول عمر بن الخطاب القدس وظلت يافا تحتل هذه المكانة الهامة بين مدن فلسطين، وبقيت مركزا تجاريا رئيسيا ومرفأ لبيت المقدس ومرسى للحجاج وفي الفترة العثمانية، وتحديدا عام 1885، تأسس في يافا أول مجلس بلدي.
 
وتحتل مدينة يافا موقعاً طبيعياً متميزاً على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط ،وتحمل شواطيء يافا نفس اسماء شواطيء الاسكندرية مثل العجمي، والمنشية، والمنتزه. وقد أسهمت العوامل الطبيعية في جعل مدينة يافا  إحدى البوابات الغربية الفلسطينية، حيث يتم عبرها اتصال فلسطين بدول حوض البحر المتوسط وأوروبا وإفريقيا.
 
 
WhatsApp Image 2020-11-15 at 4.07.42 PM
 
WhatsApp Image 2020-11-15 at 4.07.44 PM
WhatsApp Image 2020-11-15 at 4.07.44 PM

WhatsApp Image 2020-11-15 at 4.07.45 PM
 

WhatsApp Image 2020-11-15 at 4.07.47 PM
WhatsApp Image 2020-11-15 at 4.07.47 PM
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق