مع انشغال الحكومات بالتداعيات الاقتصادية لكورونا.. القاعدة وبوكوحرام تصطادان الشباب وتدفعهم للتطرف

السبت، 05 ديسمبر 2020 01:42 م
مع انشغال الحكومات بالتداعيات الاقتصادية لكورونا.. القاعدة وبوكوحرام تصطادان الشباب وتدفعهم للتطرف
بوكو حرام

لم تكن أزمة انهيار القطاع الصحي وعجزه والانكماش الاقتصادي هي أبرز الأزمات التي خلفها فيروس كورونا، حيث ظهر على السطح أزمات جديدة بشكل غير مباشر، ولعل أبرزها زيادة التطرف والتشاط الإرهابي، وهو ما ركزت عليه صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية التي كشفت في تقرير لها عن أن الوباء القاتل يخاطر بإشعال التطرف والنشاط الإرهابي، بسبب انجذاب مستخدمو الإنترنت من مختلف الاتجاهات السياسية إلى التطرف الإلكتروني وانتشار نظريات المؤامرة، بحسب ما حذر خبراء أمنيون.

وأوضحت الصحيفة أنه في حين أن عمليات الإغلاق المستمرة وقيود السفر هذا العام قد حدت من القدرة على تنفيذ هجمات إرهابية، فإن وكالات الاستخبارات قد أثارت مخاوف مع عودة زيادة العنف مع رفع القيود.

وقال إد باتلر، قائد القوات البريطانية السابق في أفغانستان للصحفيين الشهر الماضي، إن القاعدة وبوكو حرام تعملان وتستفيدان من انشغال الحكومات بإجراءات كورونا، في حين حذر جيلز دي كيرشموف، منسق مكافحة الإرهاب بالاتحاد الأوروبي من أنه بدون جهود كبيرة لإعادة بالبناء بعد الوباء، فإن أزمة الطوارئ الصحية قد تتطور إلى أزمة أمنية.

ويعتقد الخبراء أن العزلة والاكتئاب وعدم الأمان المالى الناتج عن الإغلاق وفقدان الوظائف جعل الأفراد أكثر عرضة لتبنى أفكار جديدة، وربما يتم دفعهم للتطرف.

ومن أكبر التهديدات الزيادة فى العمل والتعليم فى المنزل الذى جعل كل من المراهقين والبالغين فريسة أسهل للجماعات المتطرفة النشطة على منتديات السوشيال ميديا مثل تيليجرام وجاب وديسكورد وموقع مشاركة ألعاب الفيديو ستيم.

ويشير كولين كلارك، الباحث فى شئون الإرهاب فى مركز سوفان البحثى الأمريكى إلى أن الأزمة منحت القائمين على التجنيد لصالح الجماعات الإرهابية مجموعة من الحجج المحتملة لتعزيز قضيتهم، فتمكنت كل جماعة متطرفة من استخدام كوفيد لشرح منطق إيديولوجيتهم سواء جماعات دينية أو متطرفين يمينين أو حتى أقصى اليسار.

وكانت صحيفة إندبندنت البريطانية فى تقرير لها الشهر الماضى إن عدد الأشخاص الذين تم إحالتهم إلى برنامج مكافحة التطرف فى بريطانيا بعد الاشتباه فى تطرفهم، قد ارتفع لأول مرة منذ أربع سنوات.

وفى العام المنتهى فى مارس، تم تقييم حوالى 1500 شخص من قبل برنامج "Prevent" بسبب مخاوف من صلتهم بالتطرف، فى زيادة بنسبة 6% عن العام السابق، وقالت وثيقة وزارة الداخلية، إن هذه أول زيادة سنوية فى الإحالات لمخاوف تتعلق بالتطرف بين منذ العام المنتهى فى مارس 2016.

وتم الكشف عن الأرقام بعد موجة من الهجمات المستوحاة من داعش فى أوروبا، وأربعة هجمات إرهابية ضربت بريطانيا فى العام السابق.

وحذرت شركة مكافحة الإرهاب فى بريطانيا من أن المزيد من الشباب يتم جرهم نحو النشاط الإرهابى، وقال مساعد المفوض نيل باسو إن جائحة كورونا قد خلقت عاصفة كاملة من خلال ترك الشباب والضعفاء يقضون وقتا أطول فى العزل وعلى الإنترنت، حيث تم تداول المزيد من المواد المتطرفة أكثر من أى وقت مضى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة