آخر صيحات مقاومة تداعيات كورونا.. دور للمسنين في أمريكا تبتكر ستائر بلاستيكية تتيح لمصابي كورونا احتضان أقاربهم

الأربعاء، 09 ديسمبر 2020 05:59 م
آخر صيحات مقاومة تداعيات كورونا.. دور للمسنين في أمريكا تبتكر ستائر بلاستيكية تتيح لمصابي كورونا احتضان أقاربهم

يبدو أن فكرة التباعد الاجتماعي التي فرضها فيروس كورونا بين البشر قد أصبحت مؤلمة لفئة معينة من كبار السن، الذين أجبرتهم الظروف على عدم المصافحة بالأيدي والعناق خوفا من الإصابة بالفيروس، حيث يكمن الأثر المؤلم في أن احتضانهم لأبنائهم كان أحد اسباب سعادتهم وكسر عزلتهم، ولعل ذلك هو ما دفع بعض دور المسنين في الولايات المتحدة الأمريكية إلى ابتكار فكرة تخصيص حاجز بلاستيكي يسمح بالاحتضان من خلاله.

من جانبها تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" عن عناق أم وأبنها لأول مرة منذ مارس الماضى من خلال جدار العناق البلاستيكي الذي أنشأه الناس في مجتمع لرعاية المسنين في ولاية فرجيينيا الأمريكية. وتشبث كلاهما ببعضهما البعض من أجل عناق بعد عناق وكان كلاهما يبكي ويلعن ستارة الحمام البلاستيكية التي تقف حائلا بينهما.

وقالت الصحيفة التي نشرت التقرير إن اللمسة البشرية لها قوة كبيرة، وفى حين أن كل لمسة بين البشر لديها القدرة على نقل فيروس كورون، فإن غياب اللمس هو ألم بطىء وممل فى حد ذاته.

تعقيم الجدار
تعقيم الجدار

وتقول تيفانى فيلد، مدير أبحاث معهد اللمس فى كلية ميلر للطب بجامعة ميامى، إن من المفارقة أنه فى كل وقت نحتاج فيه إلى كل هذا، فإننا لا تحصل عليه. ودرست فيلد اللمس لأكثر من أربعة عقود، وقالت إنه تأثيرات بيولوجية عميقة على أجسامنا.

وتابعت قائلة إن الناس متحمسين جدا من الناحية العاطفية لرؤية أشخاص آخرين، لكن عندما يذهبون إلى معانقة بعضهم البعض، فهذا أكثر من مجرد تجربة عاطفية.

فالضغط على الجسم يطلق تفاعلات كيميائية وكهربائية داخل النظام العصبى. ويتباطأ معدل ضربات القلب وكذلك ضغط الدم، وتتحول موجات المخ إلى ثيتا، والتى تقول فيلد أنها النمط المتذبذب للطاقة الكهربائية التى تظهر عندما نتأمل أو نسترخى أو نكون على وشك النوم.

من ناحية أخرى، يقول دوجلاس نيميك، المسئول الطبى عن الصحة السلوكية، إن الوحدة لها نفس التأثير على الوفاة مثل تدخين 15 سيجارة يوميا. ويضيف أن الأحضان مثل المعقم للتشريح الداخلى لجسم الإنسان.

وأراد الأشخاص فى ويسمنسر كانتربرى بشاطئ فرجينيا إيجاد طريقة سهلة للتعامل مع الصحة العقلية بالإضافة إلى الصحة البدينة.

وقال الرئيس التنفيذى بن أونكل: أردنا أن يحصل الناس على عناق فى إجازاتهم فنحن نعلم مدى أهمية ذلك.

وحتى الآن لديهم  إصابتين فقط بكورونا بين إجمالى أكثر من 760 شخص، وكان المصابان جزءا من المجموعة التى كان لديها زيارات من خارج أفراد الأسرة.

ويقول أنكل أن الفكرة لم تتجاوز تكلفتها 100 دولار، ويتم تعقيمها وتنظيفها بعد كل جلسة عناق.

جدار الاعناق
جدار الاعناق

 وتحدث مارك هاين البالق من العمر 56 عاما عن عناقه مؤخرا لوالده البالغ من العمر 86 عاما. وقال إننا لا نفهم قوة اللمسة حتى نفقدها، لكنه قال إن الجلسة الاولى كانت أكثر عاطفية من الثانية

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق