القوميات في إثيوبيا تنتفض.. الشعب يدفع ثمن قرار متسرع من «آبي أحمد» بمهاجمة تيجراي

الأربعاء، 09 ديسمبر 2020 10:04 م
القوميات في إثيوبيا تنتفض.. الشعب يدفع ثمن قرار متسرع من «آبي أحمد» بمهاجمة تيجراي
نازحون من تيجراي
دينا الحسيني

أكد الدكتور أيمن شبانة أستاذ مساعد العلوم السياسية، بكلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة إن إثيوبيا تشهد في الوقت الراهن صراعاً دامياً ما بين الحكومة المركزية الإثيوبية وجماعة إقليم تيجراي الواقعة في شمال إثيوبيا.

وقال إن هذا الصراع جاء نتيجة لصدام وخلاف على بعض المسائل المتعلقة بإدارة الحياة السياسية في إثيوبيا.

وأضاف: «آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي يقول إنه ينتهج نهجاً إصلاحياً يقاوم الفساد، ويحاول أن يستبدل برجال الحرس القديم قيادات جديدة، ويقيم حزباً جديداً هو حزب الرخاء، الذي يقوم على أنقاض الجبهة الديمقراطية الثورية لشعوب إثيوبيا الحاكمة منذ عام 1991، لكن مع استثناء وهو استبعاد جبهة تحرير تيجراي، وكان هذا هو الصدام الأول ما بين آبي أحمد وجبهة تحرير تيجراي وهي التي كانت تتولى السلطة في البلاد من خلال ميليس زيناوي منذ 1991».

وأوضح الدكتور شبانة في تصريحاتة خاصة لـ "صوت الأمة"، أن الصدام الثاني جاء بعد تأجيل الانتخابات التي كان من المزمع عقدها في أغسطس الماضي، والتي تم تأجيلها بسبب أزمة فيروس كورونا، والأمر الأخر هو أن حكام إقليم تيجراي اتجهوا إلى إقامة انتخابات لم يعترف بها من قبل الحكومة، وعند إذاً وقع الصدام ما بين الجانبين واتخذ شكل التراشق السياسي، ثم الاشتباكات المسلحة.

وأضاف: «آبي أحمد يتمناها حرباً قصيرة سريعة تأتي ثمارها في أقرب فرصه ويشترط لوقف إطلاق النار تسليم أسلحة جماعة تيجراي ونزع السلاح، والأمر الآخر هو القبض على قيادات تيجراي وتقديمهم إلى المحاكمة واستعادة الشرعية في الإقليم، فيما يُصر حاكم تيجراي على ضرورة تشكيل حكومة انتقالية تدير الانتخابات في إثيوبيا وهذا ما يرفضة آبي أحمد قطعياً».

وأوضح شبانة أستاذ مساعد العلوم السياسية ، بكلية الدراسات الإفريقية إن الإتحاد الإفريقي بدورة لا يملك أكثر من الوساطة الناعمة، والوساطة الدولية حتى الآن اقتصرت على مجرد دعوة أطراف الصراع إلى ضبط النفس وترك السلاح، تتوسط الآن أوغاندا من خلال رئيس موسيفيني الذي عقد إجتماعاً مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأثيوبي وحاكم إقليم تيجراي كلأً علي حدا ، كنوع من التفاوض غير المباشر من أجل الوصول إلى تسوية سلمية.

وأشار شبانة إلى أن هذا النزاع متوقع أن يتسع أكثر لأنه طال إقليم أمهره الذي يقع جنوب إقليم تيجراي، وطال أيضاً العاصمة الإريترية أسمره، حيث وجهت صواريخ جماعة تيجراي إلى الجانبين، وأيضاً ربما يتسع الصراع إذا ما تحركت أيضاً مليشيات مسلحة أخرى تابعة إلي جبهة تحرير "أوجدين" أو الأقليم الإثيوبي الصومالي، وأيضاً إذا ما حدثت تحركات في إطار إقليم أمهره، وهذه التحركات ليست متحالفة مع التيجراي ولكنها تحركات متوازية بمعنى أن القوميات في إثيوبيا إذا تنتفض.

واستكمل: أن هذا الصراع من شأنه التأثير أيضاً على السودان الذي يستقبل الآن موجات من اللاجئين تقدر حتى الآن بـ 24 ألف لاجيء، ومن المنتظر أن تزيد هذه الموجات خلال الأيام القادمة مع اشتداد وطئة الصراع، ربما تتأثر الصومال أمنياً لأن إثيوبيا سحبت حوالي 3 آلاف جندي من قواتها العاملة ضمن بعثة "أميسوم، وهي بعثة الإتحاد الإفريقي في الصومال، أي أن أثيوبيا تشكل قدراً مهماً من هذه البعثة، وعند سحب هذا العدد من جنودها من المنتظر أن تتأثر الأوضاع في الصومال.

وتابع: "بالنسبة للأزمة الإنسانية في إثيوبيا هي ناتجة عن حجم العنف المنتشر في الدولة واستخدام الأسلحة الثقيلة وتعدد المواقع القتالية، والتعتيم الإعلامي عن انتهاك حقوق الإنسان، والتضييق على عمل المنظمات الحقوقية الدولية، والإقليمية والمحلية نتجية لذلك، الكل ينتهك حقوق الإنسان، وآبي أحمد اتخذ قرارا متعجلا جداً بمهاجمة تيجراي ومحاولة اقتحام العاصمة، وتحريض المدنيين على الثورة ضد السلطة الحاكمة في تيجراي، بأن الضرب والقتال سيكون بلا هوادة، الأمر الذي أثار الزعر داخل البلاد.

واختتم: «الأزمة الإنسانية بإثيوبيا الآن مرشحة للتفاقم، وإقليم تيجراي مرشح أن يصبح أقليم دار فور جديد، وسيؤثر ذلك على الاستقرار السياسي ليس داخل إثيوبيا فحسب، بل في كل دول الجوار بوجه عام، والقرن الإفريقي بوجه عام، وحوض النيل».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق