طلال رسلان يكتب: الدبلوماسية المصرية.. كلمة السر في حصول القاهرة على لقاح كورونا الصيني

الجمعة، 11 ديسمبر 2020 06:24 م
طلال رسلان يكتب: الدبلوماسية المصرية.. كلمة السر في حصول القاهرة على لقاح كورونا الصيني

في الفترة ما بعد سقوط تنظيم الإخوان الإرهابي عام 2013، كانت للدبلوماسية المصرية الكلمة العليا في حسم الملفات العالقة خارجيا، وتغيير سياسة دول الخارج إلى مصر وبداية الاعتراف الفعلي برجوع مصر إلى المعادلة الدولية كرقم فعال ولاعب لا يمكن تجاهله.

ملف تلو الآخر وخاصة الشائكة منها على غرار "سد النهضة الأثيوبي"، خاضتها الدبلوماسية المصرية بخطوات ثابتة نحو حلو الأزمات دون المساس بالحقوق المصرية.

مرة أخرى، أثبتت الدولة المصرية أنها قادرة على قراءة المستقبل، والعمل على أساس هذا بشكل يصب فى الأساس لصالح الدولة والمواطن، وبرهنت على أن تحركاتها فى بداية أزمة وباء كورونا، والتى
 
ومع وصول الدفعة الأولى من لقاح كورونا إنتاج شركة سينوفارم الصينية إلى مطار القاهرة، ظهرت نتيجة تحركات الدبلوماسية المصرية جلية أمام العالم، ولم يعد هناك شك في قراءة الدولة المصرية للمستقبل بشكل يخدم مصالح مصر، فأصبحت أول دولة في أفريقيا تحصل على اللقاح.
 
الرسائل التي حملتها تصريحات وزيرة الصحة خلال استقبالها دفعة اللقاح الأولى في مطار القاهرة أخرست المشككين والمتربصين في جميع النواحي، في البداية أكدت الوزيرة على توفير اللقاح بالمجان وفقًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي لتغلق الباب أمام قنوات الإخوان في الخارج والمتاجرين بأزمة كورونا وخوف المصريين من الموجة الثانية.

رسائل حصول مصر على لقاح كورونا وتوفيره بالمجان بتوجيه القيادة السياسية، تمكن مصر الآن من التواجد فى الصفوف الأمامية للمعركة ضد كورونا، والحصول على اللقاح وسط صراع عالمي شرس على وقف النزيف الدموى فى الأرواح، ومنافسة بين الأقوياء على تأمين أكبر قدر من الجرعات من اللقاح.
 
ثم تصريحات وزيرة الصحة التي قطعت الطريق أيضا أمام المشككين عندما أكدت أن الأطقم الطبية في مستشفيات العزل جنبا إلى جنب مع مرضى الحالات الحرجة سيكون لهم الأولوية في الحصول على اللقاح، لتهدم بها معبد حملات المغرضين بالوقيعة بين الحكومة وجيش مصر الأبيض الذي كان حائط الصد الأول أمام الفيروس القاتل.
 
لم تكن مساعي الدولة المصرية إلى تقديم الدعم لحلفائها في أزمة كورونا، وعلى رأسهم الصين، هباء مثلما روجت قناة الجزيرة القطرية وغيرها من قنوات الإخوان، بل كانت جزءا من التعاون الدولي المثمر في مواجهة الفيروس القاتل، وظهرت نتائجه مع الصور الأولى لوصول اللقاح الصيني إلى مطار القاهرة.
 
بالطبع لم تنس بكين زيارة وزير الصحة هالة زايد مع طائرة مساعدات مصرية، وحظت بتقدير كبير من الجانب الصينى تحدث عنه السفير الصينى فى القاهرة ليا ولى تشانج حين أعرب عن شكره للرئيس السيسى لتضامنه مع بلاده وقوله أن هذه الزيارة ستترك أثرها فى التعاون بين البلدين. وأكد أن  الزيارة تدل على عمق العلاقات بين مصر والصين، كما أشار حينئذ أن بلاده مستعدة لتبادل الخبرات مع مصر وكافة الدول لمواجهة الفيروس وفقا لتوصيات الصحة العالمية.
 
وبعد الصين وتحديدا في أبريل الماضى، أرسلت مصر حزما من المساعدات الطبية لأمريكا بهدف مساعدتها في مواجهة فيروس كورونا المستجد، وجاءت هذه المساعدات بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي أدوية تخدير، ومضادات حيوية، وأكياس لحمل الجثث، وأقنعة، واختبارات طبية لفحص المصابين بكورونا، وقبلها كانت الطائرة المصرية إلى إيطاليا فى الوقت الذى كانت فيه الأكثر تضررا من الوباء فى أوروبا، ثم عدد من الدول العربية والأفريقية.
 
وانتهت وزارة الصحة والسكان من تخزين الــ 50 ألف جرعة من لقاح كورونا الصينى الذى انتجته شركة سينوفارم والتى وصلت مصر مساء أمس قادمة من دولة الإمارات بمخازن التموين الطبى بالشركة القابضة للمصل واللقاح فاكسيرا على أن يبدأ توزيعه على المديريات لتطعيم الفئات الأولى باللقاح بالمجان، وقالت وزارة الصحة والسكان، إن لقاح كورونا الصينى يتم حفظة فى درجة حرارة من 2 إلى 8 مئوية بمعنى أنه يتم حفظه فى الثلاجة بشكل طبيعى ويمكن نقلة فى صناديق التطعيمات العادية إلى مديريات الشئون الصحية مشيرة إلى أن الـ 50 ألف جرعة هى جرعات أحادية بمعنى أن الـــ 50 ألف يكفون 25 ألف شخص ممن هم أولى بالتطعيم ويفصل بين الجرعة الأولى والثانية 21 يوما بعد الحصول عليه فى عضلة الكتف.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق