مهرجان القاهرة السينمائى يعيد الروح والحياة للأفلام والسينمات

السبت، 12 ديسمبر 2020 08:00 م
مهرجان القاهرة السينمائى يعيد الروح والحياة للأفلام والسينمات
مهرجان القاهرة السينمائى
حسن شرف


اقبال جماهيرى كبير لمشاهدة الأفلام والندوات.. ووحيد حامد "أيقونة" مضيئة
 
في الهواء الطلق بدار الأوبرا المصرية، افتُتحت الدورة الـ42 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مساء الأربعاء 2 ديسمبر، وسط حضورٍ كبيرٍ لنجوم الفن المصري والعربي والأجنبي.
 
حِرصُ القيادة السياسية والحكومة المصرية، على عودة الحياة إلى طبيعتها مرة أخرى، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس "كوفيد 19"؛ ساهم في إقامة المهرجان الدولي- في تأكيد على قدرة الدولة المصرية- في السيطرة على الجائحة التي ضربت أغلب دول العالم وأجبرتها على الإغلاق الكامل.
 
ورغم كل الصعوبات والعراقيل في حركة السفر التي تزامنت مع إطلاق الدورة الـ42 من المهرجان، بسبب الموجة الثانية من فيروس "كوفيد 19"، إلا أن المهرجان حظي بمشاركة واسعة من الضيوف الأجانب، وصل عددهم إلى أكثر من 200- وذلك حسب تصريح لمحمد حفظي رئيس المهرجان.
 
عقد الدورة الحالية من مهرجان القاهرة السينمائى في هذا التوقيت تحديداً، عُد بمثابة بث الروح للسينما العالمية والسينمات المصرية، بعدما فاق حضور الجمهور للأفلام كافة التوقعات، مع اتخاذ كافة التدابير الاحترازية من جانب القائمين على المهرجان، حفاظاً على سلامة المشاركين، وهنا ظهر الدور التنظيمى المبهر الذى قامت به شركة "تذكرتى"، الذى حظى بتقدير من كل المشاركين.
 
وفي حفل الافتتاح كشف حفظي عن رسالة مصورة من رؤساء أهم ثلاثة مهرجانات على مستوى العالم (كان وبرلين وفينيسيا)، يرحبون فيها بمشاركتهم في حفل الافتتاح، مُعربين عن سعادتهم بإقامة المهرجان في صورته الكاملة، مشيدين بالتحدي الذي خاضه رئيس المهرجان وفريقه للخروج بهذه الدورة- وهو ما يؤكد وصول "الرسالة" إلى دول العالم؛ بأن مصر قادرة على مجابهة الفيروس "المخيف".
 
وخلال الأشهر الماضية، كما عبّر فيروس "كوفيد 19" عن وجوده وقوته، كذا فعلت الفنون ومن بينها السينما التي نجحت أن تكون متنفسًا للشعوب في فترات الحجر المنزلية الإجبارية، وأصبحت مشاهدة الأفلام والاستماع للموسيقى ضرورة للقدرة على المواجهة والحياة- وذلك حسب ما قالته الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، التي شددت على أن الدورة الحالية من المهرجات تأتي للاحتفاء بصناعة السينما، وقدرتها على الصمود في مواجهة العراقيل التي فرضها فيروس "كوفيد 19"، حتى لا تتوقف عجلة الإنتاج، ويعود النور إلى السينما بعد الظلام الذي حل بإغلاق دور العرض خلال الأشهر الماضية، وهي الفكرة التي يعبر عنها ببراعة الملصق الدعائي للدورة الثانية والأربعين.
 
وأكدت وزيرة الثقافة أن الدولة المصرية اختارت التحدي، بعودة الحياة لطبيعتها، مع الالتزام الكامل بالإجراءات الاحترازية التي أقرتها وزارة الصحة المصرية، ومنظمة الصحة العالمية، والتي يطبقها فريق مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لضمان سلامة الجميع من التعرض لخطر الإصابة بالفيروس.

استثنائية الأحداث
الكثير من الأحداث شهدتها الدورة الـ42 من المهرجان، واستطاعت أن تُضفي على هذه الدورة "بريقًا خاصًا"، بدأت بصعود المخرج يسري نصر الله إلى المسرح متحدثًا عن المخرج الإيطالي الراحل فيدريكو فيلليني (1993-1920)، وهو أحد أبرز المخرجين في تاريخ السينما.
 
ويحتفي مهرجان القاهرة بمئوية ميلاده هذا العام، وذلك بعرض نسخ مُرممة لأربعة من أشهر أفلامه هي (ليالي كابيريا عام 1957، الحياة الحلوة عام 1960، و½ 8 عام 1963، وأرواح جولييت عام 1965) وذلك بالإضافة إلى إقامة معرض صور خاص لكواليس أفلامه، للمصور الإيطالي ميمو كاتارينيتش، بالإضافة إلى عرض الفيلم التسجيلي "أرواح فيلليني" من إخراج سيلما ديلوليو من إنتاج إيطاليا وفرنسا وبلجيكا في عام 2020.
 
وكما تعد لحظات التكريم هي الأفضل في حياة الفنان، كذلك هي بالنسبة للجمهور الذي يسعد بتكريم الفنان الحقيقي الذي يقدم أعمالًا قيمة، وهو ما ظهر في نهاية حفل الافتتاح بدءًا من تكريم الفنانة منى زكي بجائزة فاتن حمامة للتميز، والتي سلمتها الفنانة منة شلبي، ولم تسعد منى وحدها بالتكريم، بل كذلك فعل جمهورها على وسائل التواصل الاجتماعي؛ في تأكيد على أحقيتها بالتكريم، وكذا ارتباط تكريمها باسم سيدة الشاشة العربية.
 
منى - المولودة في عام 1976 - والتي قدمت العديد من الأعمال الدرامية سواء في السينما أو التلفزيون، استطاعت أن تحجز مكانًا لها في كل بيت عربي- دخلت البيوت على أنها "الأخت"- لن تشعر أبدًا بغربتها عنك، ولا بغربتك عنها.
 
وكان الكاتب البريطاني كريستوفر هامبتون - المولود في عام 1946- هو ثاني تكريمات المهرجان، وقدمه المنتج محمد حفظي، مؤكدًا أن تكريمه ليس فقط لإسهاماته في السينما العالمية التي استحق عنها الأوسكار، ولكن أيضا لصلته العميقة بمصر.
 
أما آخر التكريمات الرسمية، والتي تَوجت "الأحداث الاستثنائية"، فكان تكريم الكاتب الكبير وحيد حامد، الذي استقبله الحضور بحفاوة كبيرة، ووقوف مع تصفيق حار استمر لدقائق؛ بعدما قدمه المخرج شريف عرفة.
 
كلمات الكاتب الكبير- المولود في عام 1944- التي اتسمت بالتواضع، أثرت في الحضور، لحرصه على تقديم الشكر والعرفان لمن "علموه" ومن "تعامل معهم" على مدار تاريخه الذي امتد لأكثر من 50 عامًا قدم فيها عشرات الأعمال الفنية "تأليفًا وإنتاجًا" لكل الوسائط (إذاعة، مسرح، تليفزيون، وسينما).
 
استطاع وحيد حامد أن يتمكن من صناعة "خلطة" ميزته عن غيره من الكُتاب، وهي أنه قدم أفلامًا ممتعة وناجحة تجاريًا وراقية فنيًا، وساهمت بصيرته الثاقبة في تقديم أعمال خالدة، حيث إنه يتم الاستعانة ببعض من حواراته المكتوبة منذ سنوات للتدليل على الواقع الحالي. استثنائية تكريم وحيد حامد لم تقتصر على حفل الافتتاح، بل انتقلت إلى الندوة التي عُقدت على هامش تكريمه، وحرص على حضورها العديد من نجوم الفن والمجتمع.
 
اللافت في حفل الافتتاح و"الاستثنائي"، هو حرص رئيس المهرجان على تقديم شهادة تقدير إلى سامح علاء مخرج فيلم "ستاشر" الفائز بجائزة السعفة الذهبية بالدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي الدولي.
 
استثنائية "التوقيت والأحداث" في الدورة الـ42 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، جعلها تتمتع بمكانة خاصة عند صناع السينما وعشاقها، خاصة وأنها لم تعقد لمجرد الانعقاد، حيث يتواجد فيها العديد من الأفلام العالمية التي حظيت بجوائز دولية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق