"صوت الأمة" ترصد كواليس الساعات الحرجة داخل القلعة البيضاء

السبت، 12 ديسمبر 2020 06:21 م
"صوت الأمة" ترصد كواليس الساعات الحرجة داخل القلعة البيضاء
الزمالك
محمد فزاع

الإدارة الجديدة للزمالك ترفع شعار "فريق الكرة أولوية" وتواجه حرب الشائعات.. وتدخل وزير الشباب يفشل مخطط عرقلة اللجنة الثلاثية 

حل أزمة الانقسامات وتأمين عقود مفاتيح اللعب بعقد جلسات مع ساسى وبن شرقى.. ونكشف أسباب التراجع عن صفقات «الثلاثي الأهم» والاكتفاء بـ«المثلوثي» و«روقة» و«أبو الفتوح» و«أحداد»
 
مع إطلاق الحكم الدولي الجزائري مصطفى غربال، صافرة نهاية لقاء القرن وإعلان فوز الأهلي ببطولة إفريقيا للمرة التاسعة في تاريخه على حساب غريمه التقليدي نادي الزمالك، بدا أن الأمور في القلعة البيضاء ستسير نحو منعطف خطير، لن ينتهي عند خسارة الزمالك للقب الأميرة الإفريقية، وحسب، فثمة قرارات أخرى في طريقها للخروج إلى النور.
 
والزمالك يعد واحدا من أندية مصرية لم يسبق لها أن هبطت إلى دوري الدرجة الثانية إلى جانب الأهلي، منذ انطلاق الدوري، فمنذ أن تأسس نادي الزمالك للألعاب الرياضية في يناير من عام 1911 على يد البلجيكي جورج مرزباخ، وهو يصول ويجول في الملاعب المصرية والإفريقية محققا الألقاب والبطولات.
في 29 نوفمبر الماضي، كان عشاق الزمالك على موعد مع وزارة الشباب والرياضة، بإيقاف مجلس إدارة نادي الزمالك برئاسة مرتضى منصور بشكل مؤقت، وكذلك المدير التنفيذي والمدير المالي من إدارة شؤون النادي، وإحالة أي مخالفات جرى رصدها في تقرير الضبطية القضائية للنيابة العامة.
 
وجاء في قرار وزارة الشباب والرياضة: في ضوء نتائج أعمال لجنة الفحص والتفتيش المالية والإدارية والمشكلة بقرار وزير الشباب والرياضة رقم 434 لسنة 2020 بتاريخ 23 سبتمبر 2020 من المختصين من وزارة الشباب والرياضة، والجهاز المركزي للمحاسبات بغرض مباشرة أعمالها للتفتيش المالي والإداري على مختلف الهيئات الرياضية والشبابية في مختلف ربوع الجمهورية، فقد أصدرت الوزارة القرار رقم 520 لسنة 2020 بتاريخ 29 نوفمبر 2020 وجاءت القرارات كالتالي: أولا: فيما يتعلق بنادي الزمالك للألعاب الرياضية فقد تقرر إحالة المخالفات المالية الواردة بالتقرير وما تضمنته من مخالفات للنيابة العامة، إضافة لوقف واستبعاد مجلس إدارة نادي الزمالك والمدير التنفيذي والمدير المالي من إدارة شئون النادي بصفة مؤقتة لحين انتهاء تحقيقات النيابة العامة، وما سوف تسفر عنه من نتائج، أو لحين انتهاء المدة القانونية المقررة قانوناً لمجلس الإدارة أيهما أقرب، وأيضا، تكليف مديرية الشباب والرياضة بالجيزة باعتبارها الجهة المختصة بالإشراف على نادي الزمالك وتشكيل لجنة مؤقتة لإدارة شئون النادي واختيار من يقوم بعمل المدير التنفيذي وضمه لعضوية اللجنة.
 
وبحسب الوزارة، فإن تلك الإجراءات تأتي في إطار الحرص على ضبط الأداء المالي والإداري لمختلف الهيئات الشبابية والرياضية في جميع المحافظات وفقاً للأوضاع المقررة قانوناً آخذا بعين الاعتبار حرص الوزارة على توفير كامل الدعم والرعاية للمنظومة الرياضية والشبابية المصرية بكافة مفرداتها وتهيئة المناخ المناسب لتحقيق الإنجازات التي تتناسب والنهضة الشاملة التي تشهدها الدولة المصرية حالياً فى شتى المجالات.
 
وشغلت تلك الإجراءات- ولا زالت- الأوساط الرياضية والإعلامية، وفيما رفض البعض إيقاف مجلس الزمالك بحجة الحفاظ على استقرار النادي، وأيضا الحفاظ على النتائج الجيدة التي حققها فريق كرة القدم في الآونة الأخيرة، اعتبرها الكثير قرارات جريئة وصائبة تعيد تصحيح الأمور في القلعة البيضاء، وتمنح الوسط الرياضي هواء منعشا بعيدا عن أجواء التعصب والمشاحنات.
 
وشهدت الساعات التي تلت قرار وزارة الشباب والرياضة بإيقاف عمل مجلس إدارة الزمالك برئاسة مرتضي منصور وتعيين لجنة مؤقتة تدير النادي برئاسة المستشار أحمد البكري، أحداثا سريعة ومتلاحقة، كانت بدايتها تشكيل لجنة مكونة من الثلاثي أيمن يونس وأشرف قاسم وعبد الحليم علي لإدارة ملف الكرة، لوضع خارطة الطريق لعبور نادي الزمالك الفترة الحالية.
 
ليس هذا وحسب بل أن الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، شكل لجنة رباعية أطلق عليها لجنة حكماء النادي سيكون دورها مساعدة اللجنة المؤقتة، في إدارة شئون النادي، لعبور الفترة الحالية عقب إيقاف مجلس الزمالك برئاسة مرتضي منصور مؤقتًا لوجود مخالفات مالية، وضمت اللجنة كل من: الكابتن أحمد مصطفي، والدكتور كمال درويش، والدكتور محمد عامر، وفهمي عمر.

تشكيل لحل أزمة الانقسامات
وبعد أيام من تشكيل اللجنة المؤقتة، حدثت انقسامات داخلية وقدم محمد عطية، عضو اللجنة المؤقتة، وعبدالحليم علي، مدير الكرة، استقالتهما من منصبهما، وأكدت مصادر أن ذلك يرجع بسبب الخلاف بين عطية وعبدالحليم علي من جهة، وأيمن يونس من جهة أخرى.
 
ولحل الأزمة تدخل الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، واستقر على التشكيل الجديد للجنة الكرة بنادي الزمالك بعد لقاء جمعه مع المستشار أحمد بكري رئيس اللجنة الثلاثية المؤقتة، وقرر تعيين لجنة كرة تضم كلا من: «فاروق جعفر، أحمد عبد الحليم، أيمن يونس، محمد حلمي، حسين السيد، تامر عبد الحميد»، فيما خرج أشرف قاسم من اللجنة ليعين في منصب المشرف العام على فريق الكرة، وكذلك عبد الحليم علي، الذي سيتولى منصب مدير الكرة. 
 
ووافق أشرف صبحي على استقالة محمد عطية مقررا تعيين المستشار عماد عبد العزيز بدلا منه في عضوية اللجنة الثلاثية، وشكل وزير الشباب والرياضة لجنة لتنمية الموارد تضم: خالد رفعت مديرا للتسويق ونصر عزام مديرا للعلاقات العامة.

الكيان هو الباقي
مع توالى القرارات الإدارية، شهدت الأجواء داخل النادى استقراراً نسبياً، لكن لم تنتهى الشائعات، وهو ما دفع رموز الزمالك للتعبير من استيائهم من حرب الشائعات التي تطال النادي واللجنة المؤقتة، ومنهم أيمن يونس، عضو لجنة الكرة في الزمالك، الذي قال «منذ تولينا المهمة قبل أقل من أسبوع، نتعرض لكل أنواع الفتن والشائعات والتشكيك، وأطالب الجماهير بمساندة كيان الزمالك، ولدينا إصرار على العبور بالنادي من هذا المأزق».
 
وأضاف يونس: «مهمتنا أن نحافظ على استقرار الزمالك، وأنا أحد أبناء النادي بجانب باقي عناصر لجنة الكرة، واللجنة المؤقتة، الجميع يعمل من أجل مصلحة الكيان»، مؤكدا أن القوام الأساسي لفريق الكرة مستمر، ولن يرحل أحد".
 
ورفض الدكتور كمال درويش رئيس لجنة الحكماء بنادي الزمالك، ما يردده البعض من أن النادي يتعرض لمؤامرة بعد قرار وزير الرياضة بوقف مجلس الإدارة وإبعاده، وقال: «عن أي مؤامرة يتحدثون؟! الدولة تقف بجوار الزمالك وتدعمه بشكل كامل، لأن الزمالك والأهلي هما أهم كيانين في الرياضة المصرية»، مضيفاً: «الزمالك عمره 110 أعوام، ويمتلك تاريخا عظيما يعلمه القاصي والداني، وكل شخص يأتي يؤدي دوره ثم يأتي الذي يليه وهكذا، فالكيان هو الباقي مهما تعاقب عليه الأشخاص».

الحفاظ على فريق الكرة أولوية
الهدف الأول الذى يسعى إليه القائمين الجدد على إدارة المنظومة الزملكاوية هو الحفاظ على كيان الفريق الكروى، خاصة أنه مقبل على افتتاح الدورى الجديد والمشاركة في بطولة أفريقيا، لذلك عقد أشرف قاسم المشرف العام على فريق الكرة وأحمد مصطفى عضو لجنة الحكماء والمستشار محمد عطية عضو اللجنة المعينة لإدارة النادي، وعبد الحليم علي مدير الكرة، جلسة مع الجهاز الفني واللاعبين لتحفيزهم، والتأكيد على أهمية المرحلة المقبلة للنادي ولجماهيره في الفترة الصعبة، مؤكدين صرف جميع المستحقات في موعدها بشكل طبيعي، بجانب توفير كافة متطلبات الفريق.
 
وأكد مصدر داخل نادي الزمالك أن تجديد عقد فرجاني ساسي، لاعب وسط الفريق، ما زال قائما وسيجري خلال أسبوعين بحد أقصى، موضحا أنه عقدت جلسة مع اللاعب ووكيله، ولا خلاف بشأن التجديد والبقاء مع الأبيض.
 
أما فيما يتعلق بالمغربي أشرف بن شرقي، قال المصدر أنه تم عقد جلسة مع وكيل أعماله، كريم بلق، وسيستمر مع الفريق، لانه يرتبط بعقد رسمي ما زال ممتدا مع القلعة البيضاء، لمدة موسمين.
 
وأوضح مسؤولو النادي أنه سيجري عقد جلسات مع اللاعبين خلال القليلة المقبلة من أجل حسم ملف تمديد تعاقد الثنائي، وزيادة المقابل المادي في الفترة المقبلة، لكن يتبقى أزمة لم تحل حتى الآن بشأن تعديل عقد عبدالله جمعة الظهير الأيسر للفريق، ويوسف أوباما صانع الألعاب الذي ينتهي عقده في يونيو من العام المقبل ويطالب بحوالي 12 مليون جنيه مصري سنويا.

صفقات الثلاثي الفاشلة
وأكد مصدر داخل القلعة البيضاء لـ«صوت الأمة» أن لجنة الكرة قررت إغلاق باب التعاقدات قبل بداية الموسم الجديد 2020-2021 وعدم إبرام أي صفقات جديدة والاكتفاء بالتونسي حمزة المثلوثي، الظهير الأيمن السابق للصفاقسي التونسي، بجانب إعادة الثلاثي محمد أشرف «روقة» وأحمد أبو الفتوح والمغربي حميد أحداد.
 
وبشأن الصفقات الفاشلة ومنها ضم أحمد الشيخ لاعب الأهلي السابق، قال أيمن يونس رئيس لجنة الكرة في الزمالك،: «وضعنا كل العناصر المتاحة أمام تقييم المدرب البرتغالي جايمي باتشيكو، والأولوية كانت الحفاظ على قوام الفريق، والصفقة التي نتعاقد معها يجب أن تكون ذات مواصفات خاصة، باتشيكو قال إنه قد يحتاج أحمد الشيخ وأشرف قاسم المشرف على الكرة قاد المفاوضات بناء على طلب المدرب، وعرض الأمر على اللجنة المؤقتة، ولكن مسؤولي اللجنة رفضوا، وباتشيكو تقبل الأمر لأن الزمالك يضم عدة لاعبين في نفس مركزه».
 
وبشأن تراجع التعاقد مع أمير عادل ياكوبسن، قال أشرف قاسم المشرف العام على فريق الكرة بنادي الزمالك، لـ«صوت الأمة»، إن النادي أعلن أن اللاعب رفض خوض اختبارات على أرض الملعب، بعد اشتراط باتشيكو خضوعه للتدريبات لتقييم مستواه ما أدى لعدم إتمام الصفقة.
 
وقال أيمن يونس، إن «باتشيكو تسلم بعض الفيديوهات الخاصة باللاعب وطلب مشاهدته على أرض الواقع في التدريبات من أجل حسم موقفه النهائي من انضمامه وهو لم يحدث»، مضيفاً: «علي غزال، لاعب لاريسا اليوناني السابق، جاء إلى مصر على ذمة نادي سموحة، الذي أرسل له تذاكر الطيران، والزمالك استأذن سموحة، ولكنه تمسك باللاعب، وحاول الزمالك حاول ضم أسامة جلال، مدافع المنتخب الأولمبي، وفريق إنبي، ولكن الصفقة تم تأجيلها».

عام التوقعات المتناقضة
عام 2020 كان بمثابة عام مليء بالمفاجآت والتناقضات لنادي الزمالك، بدأ بفبراير الأبيض وانتهى بنوفمبر الأسود، بداية من عدم توقف الزمالك أمام المنافسين وشق طريقه نحو التتويج بالألقاب بحصد السوبر الأفريقي والسوبر المصري في 6 أيام، ونهاية بخسارة لقبي دوري الأبطال وكأس مصر في 5 أيام، بعد توقف النشاط الرياضي لنحو 5 أشهر في ظل جائحة كورونا.
 
وقبل فبراير الأبيض كان يمر الزمالك بظروف فنية دون المستوى وتراجع الفريق ما أدى لإقالة الصربي ميلوتين سريدويفيتش «ميتشو» والتعاقد مع الفرنسي باتريس كارتيرون، وتوقع البعض تعرض الأبيض لخسائر فادحة في أكثر من مباراة بمختلف البطولات، إلا أنه خالف ذلك التوقعات وحقق العلامة الكاملة، بانتصارات صعبة في الدوري قبل مواجهة الترجي التونسي في السوبر الإفريقي، على حساب حرس الحدود والإسماعيلي، كما قدم واحدة من أفضل مبارياته أمام الترجي التونسي في الدوحة محققا الفوز (3-1)، ليخطف لقب السوبر الإفريقي. 
 
6 أيام مرت ليجد الزمالك نفسه محققا لبطولة ثانية في بداية 2020 على حساب غريمه التقليدي الأهلي، عندما فاز بلقب السوبر المصري في الإمارات.
ومع تفوق الزمالك بدنيا وفنيا وتألقه في بداية السنة راهن الجميع على حصده لقب دوري الأبطال الإفريقي من الأهلي بعد وصول الفريقين لأول مرة لنهائي البطولة.
 
ووسط تحفز اللاعبين لحصد اللقب الغالي السادس في تاريخه ببطولة إفريقيا والتأهل مجددا لخوض مباراة السوبر الإفريقي والمشاركة في كأس العالم للأندية، كانت النتائج مخيبة للآمال تماما، ورغم التفوق للأبيض في نهائي دوري الأبطال، إلا أنه فشل في حصد اللقب القاري بعد الخسارة أمام الغريم التقليدي بهدفين مقابل هدف، ليضيع الحلم الأفريقي والعالمي للاعبي الزمالك. وكذلك الحال لأن كرة القدم قاسية لم تمر سوى 5 أيام فقط حتى خسر الزمالك ثاني بطولاته بتوديع كأس مصر البطولة الإفريقية المفضلة من مرحلة نصف النهائي، بعد الخسارة من طلائع الجيش بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، ليواجه الأهلي الطلائع ويخطف اللقب الثالث بعد الدوري وكأس إفريقيا التاسع.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق