النمسا تتصدى للإرهاب.. إغلاق الجمعيات المتطرفة وإعداد قائمة بعناصر التهديدات المحتملة

الأربعاء، 16 ديسمبر 2020 06:43 م
النمسا تتصدى للإرهاب.. إغلاق الجمعيات المتطرفة وإعداد قائمة بعناصر التهديدات المحتملة

على قدم وساق تتخذ النمسا خطوات حازمة للتصدى للإرهاب والمتشددين، بعد الهجوم الذي طال العاصمة النمساوية أول نوفمبر الماضي، وراح ضحيته 4 أشخاص و20 مصابا، قبل أن تقتل الشرطة المهاجم الذي تبين أنه كان معروفا لأجهزة الأمن.

هجوم فيينا

ففى السابق اتخذت النمسا إجراءات ملموسة لمواجهة التطرف والتشدد، عندما أقرت في 2015 مراجعات للقانون الذي ينظم العلاقة بين الدولة والمجتمع المسلم فيها".، وأعاد مستشار النمسا سيباستيان كورتس تنظيم معايير تعيين الأئمة، بالإضافة إلى حظر التمويل الأجنبي للمؤسسات الإسلامية في النمسا، وقدمت الحكومة قانونا يحظر رموز تنظيم الإخوان الإرهابي.

كما شرعت فيينا فى إجراءات لإغلاق العديد من المساجد المتطرفة وطرد الأئمة المتشددين، وأنشأت مرصدا دائما للإسلام السياسي، وفى محاولة لتحقيق نجاح في مواجهة التطرف والإرهاب، حيث واجهت النمسا تهديدا إرهابيا خطيرا فى السنوات الماضية، عندما غادر الكثير البلاد للانضمام لتنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا والعراق، كما أن المتشددين قد وجدوا في النمسا ملاذا لهم منذ أمد بعيد، الأمر الذي أفضى فيما بعد إلى تنامي ظاهرة التطرف في البلاد.

قوات "كوبرا" جاهزة للتدخل السريع لإحباط أى هجوم إرهابى

 

وعقب الهجوم الإرهابى الذى طال العاصمة فيينا، أكد كارل نيهمر وزير داخلية النمسا أن قوات الانتشار السريع لمكافحة الإرهاب "كوبرا" جاهزة للتدخل السريع لإحباط أي هجوم إرهابي في البلاد، مشيرا إلى أنه تم تزويدها بالمعدات الثقيلة والمتطورة لتصبح في أفضل قدرات على مستوى الاتحاد الأوروبي والعالم.

وقال نيهمر، في بيان لوزارة الداخلية، أن هذه القوات تتمركز في ثمانية مواضع رئيسية في ولايات النمسا المختلفة وتستطيع الوصول إلى موقع أي هجوم فى المناطق الحضرية خلال دقائق قليلة وتصل إلى المناطق النائية في مدة لا تتجاوز 70 دقيقة.

وأشار الوزير إلى فخره الشديد بقوات "كوبرا"، لافتا إلى أنهم يقومون بأشياء لا تصدق في أصعب المواقف وأخطرها لحماية المجتمع ودعم زملائهم في قوات الأمن.

وأوضح الوزير أن انتشار قوات "كوبرا" يحدث في حالات معينة مثل التهديدات الإرهابية مثلما حدث في الهجوم الإرهابي في فيينا أوائل الشهر الجاري، إضافة إلى غيرها من المواقف الخطرة.

النمسا نموذجا يحتذى به للعديد من الدول الأوروبية فى تدريب قوات مكافحة الإرهاب

 

وأكد الوزير أن النمسا أصبحت نموذجا يحتذى به للعديد من الدول الأوروبية الأخرى في تدريب وتسليح قوات مكافحة الارهاب، مشيرا إلى أن مهامهم تتركز بشكل أساسي في المناطق الحضرية والمؤسسات الحكومية ومراكز التسوق والمعالم السياحية وفي تأمين البنية التحتية الحيوية مثل المطارات.

كما أكد وزير الداخلية النمساوى، أنه تم البدء في فرض سوار الكاحل الإلكتروني على المشتبه بهم في قضايا الإرهاب، مشيرا إلى أن هذا الإجراء يخلق تدابير جديدة لحماية المواطنين بشكل كامل وتعزيز جهود مكافحة الإرهاب.

أولى مراحل "مكافحة الإرهاب"

واستكمالا لحزمة الإجراءات لمواجهة التطرف والإرهاب، أطلقت الحكومة النمساوية اليوم الأربعاء، المرحلة الأولى من حزمة اجراءات مكافحة الإرهاب الجديدة التي كانت قد أعلنت عنها في نوفمبر الماضي.

وقالت مصادر فى المستشارية النمساوية اليوم الأربعاء إن "الحبس الوقائي" لمجرمي الإرهاب والذي يؤيده حزب الشعب " قائد الائتلاف الحكومي" لم يتم الانتهاء من الجوانب القانونية له في الوقت الحالي.

وأضافت المصادر أن الاجراءات والتشريعات المقترحة من الحكومة تم بها استبدال تعبير "الإسلام السياسي" بذكر عقوبات جنائية محايدة دينياً موضحة أن الحزمة التشريعية الاولى تشمل ايضا المراقبة الإلكترونية واعداد قائمة بعناصر التهديدات المحتملة .

ومن جانبه، قالت سوزانا راب وزيرة الاندماج فى النمسا اليوم إن تشريعات الإرهاب المقترحة ستكون من خلال نصوص محايدة دينيا وستركز على مكافحة التطرف ذو الدوافع الدينية بشكل عام دون تمييز ديانة على أخرى.

وأشارت إلى أن "حزمة مكافحة الإرهاب" لن تشمل الحبس مدى الحياة ولكن فى المقابل سوف تسهل إغلاق دور العبادة والجمعيات المتطرفة في حالة استغلالها فى الدعاية الإرهابية مع تشديد الحظر على التمويل الأجنبي.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق