مصر والإمارات.. نموذج للتعاون الاقتصادي وتاريخ من العلاقات الراسخة بين البلدين

الخميس، 17 ديسمبر 2020 01:13 م
مصر والإمارات.. نموذج للتعاون الاقتصادي وتاريخ من العلاقات الراسخة بين البلدين

تربط مصر والإمارات علاقات راسخة تكللت بزيارات متبادلة بين قياداتها بهدف تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
 
وألقت زيارة ولى عهد أبو ظبى ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى القاهرة أمس، ولقائه الهام بالرئيس عبد الفتاح السيسي، الضوء على العلاقات الاقتصادية التى تتمتع بها البلدين.
 
وتعد الإمارات داعم أساسي للاقتصاد المصري منذ اللحظة الأولى، حيث قدمت دولة الإمارات العربية، حزما من المساعدات العينية والمادية والعديد من الاستثمارات المباشرة خلال السنوات التي تلت ثورة 30 يونيو، وهو ما عزز التعاون بين البلدين؛ إذ خصصت نحو 3 مليارات دولار ضمن حزمة مساعدات خليجية لمصر بلغت 12 مليار دولار .
 
كما وقعت الإمارات مع مصر اتفاقية مساعدات بقيمة 4.9 مليار دولار، لدعم برنامج القاهرة التنموي في تلك الفترة، من أجل تنفيذ عدد من المشاريع لتطوير القطاعات والمرافق الخدمية.
 
وعلاوة على ذلك، قدمت الإمارات، منحة بلغت قيمتها مليار دولار مع توفير كميات من الوقود لمصر بقيمة مليار دولار أخرى، فضلا عن المشاركة في تنفيذ عدد من المشروعات التنموية في قطاعات اقتصادية أساسية في  مصر.
 
وتتمثل أهمها، بناء 25 صومعة لتخزين القمح والحبوب بهدف المساهمة في تحقيق الأمن الغذائى المصري، وإنشاء أكثر من 50 ألف وحدة سكنية في 18 محافظة وتشييد 100 مدرسة، واستكمال مجموعة من المشروعات في مجالات الصرف الصحى والبنية التحتية، وتوقيع اتفاقية لتدريب أكثر من 100 ألف شاب وفتاة لتأهيلهم وتدريبهم علي أحدث البرامج الفنية والتقنية وفق الاحتياجات ومتطلبات مختلف القطاعات الصناعية.
 
وفي مارس 2015 ، شاركت الإمارات في المؤتمر الاقتصادي المصري تحت عنوان "دعم وتنمية الاقتصاد المصري.. مصر المستقبل"، وأعلنت دعم مصر عن طريق تخصيص 4 مليارات دولار، بواقع إيداع مبلغ 2 مليار دولار في البنك المركزي، وتوظيف 2 مليار لتنشيط الاقتصاد عبر مبادرات اقتصادية.
 
ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل كانت الإمارات، خير سند للاقتصاد المصري، في نوفمبر 2016 وتحديدا عقب قرار تعويم الجنيه؛ إذ قررت شركة شركة موانئ "دبي السخنة"، وهي أحد كبار الشركات التي تمتلك موانئ على مستوى العالم، فى اتخاذ قرار تاريخي بالبدء من أول يوم فى شهر فبراير 2016، بإلغاء التعامل بالدولار على الخدمات الأرضية المقدمة لأصحاب ومستلمي البضائع، والتعامل بالجنيه المصري بد لا من العملة الأمريكية، كما قدمت الإمارات العربية المتحدة وديعة مالية قدرها مليار دولار لدى البنك المركزي المصري لمدة 6 سنوات لدعم سوق الصرف.
 
أوجه الشراكة بين الدولتين  تنظم علاقات التعاون بين مصر والإمارات من خلال مجموعة من الاتفاقيات والبروتوكولات، تجاوز عددها العشرين  اتفاقية منذ التسعينيات وحتى العام الجاري، فعلى سبيل المثال، وقعت الدولتين في فبراير الشراكة الاستراتيجية لتحديث العمل الحكومي، بالاستفادة من الخبرات التي تمتعت بها الإمارات على صعيد تميز الأداء الحكومي.
 
ومنذ توقيع الشراكة، تم تنظيم سلسلة من الورش التدريبية الفنية للتميز الحكومي  موظف حكومي مصري على 2400 موظف، كما تم تدريب نحو 3700لموظفي الحكومة المصرية بمشاركة 3 مختلف مجالات تطوير العمل الحكومي، عبر   ألف ساعة تدريب. 5
كما يعد صندوق "أبو ظبي للتنمية" من أهم شركاء التنمية في مصر حيث يبلغ نصيبه من المساعدات التنموية 530 مليون دولار؛ إذ شارك في تمويل شركة الزهراء الزراعية " توشكا"، وفي تطوير منطقة منشأة ناصر. في حين بلغ نصيب صندوق "خليفة لتطوير المشاريع" من المساعدات التنموية نحو 200 مليون دولار حيث يرتكز نشاط الصندوق في مصر على دعم وتمويل المشروعات متناهية الصغر.
 
 
 
وبالانتقال إلى السياحة، شهد البلدان معدلات تبادل سياحي مرتفعة، حيث بلغ عدد نزلاء المنشآت الفندقية من مصر في الامارات خلال 2018 نحو 612.6 ألف نزيل ما يعادل نسبة 2.4 % من إجمالي عدد نزلاء المنشآت الفندقية بالامارات. فيما يبلغ عدد الرحلات الجوية لشركات الطيران الوطنية 80 رحلة أسبوعيا إلى القاهرة.
 
 
وأخيرا، شهدت العلاقات بين مصر ودولة الإمارات عددا من الزيارات الرسمية الثنائية المتبادلة بين مسؤولي البلدين، حيث استقبل الرئيس "عبدالفتاح السيسي" ولي عهد أبو ظبي نحو 9 مرات منذ توليه الرئاسة في عام 2014 وحتى أواخر العام الماضي، بينما زار الرئيس "السيسي" دولة الإمارات أكثر من 6 مرات، وهو ما يدلل على رغبة الجانبين في ترسيخ العلاقات الثنائية بينهما على كافة المستويات والأصعدة.
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق