انفراد.. تفاصيل صفقة احتكار مستشفيات كليوباترا للخدمات الطبية.. و"حماية المنافسة" يتصدى ويطالب "الصحة" بالتدخل

السبت، 09 يناير 2021 08:00 م
انفراد.. تفاصيل صفقة احتكار مستشفيات كليوباترا للخدمات الطبية.. و"حماية المنافسة" يتصدى ويطالب "الصحة" بالتدخل
مستشفى كليوباترا
طلال رسلان

الجهاز يرفض صفقة استحواذ "مستشفيات كليوبترا" على مجموعة الاميدا للرعاية الصحية ويطالب "الصحة" بالتدخل 
 
صدمة كبيرة تلقتها شركة كليوباترا، بعدما أعلن جهاز حماية المنافسة ومنع المنافسات الاحتكارية رفضه لصفقة استحواذ الشركة على مجموعة الاميدا للرعاية الصحية.
 
وفي صفقة باطنها احتكار الخدمات الطبية في مصر والتأثير والإضرار بالرعاية الصحية للمواطن المصري ورفع أسعارها، أعلنت شركة "كليوبترا" عن توقيعها اتفاقية مشروطة للاستحواذ على مجموعة ألاميدا للرعاية الصحية، واندماج تشغيل المستشفيات والمراكز الطبية، ووفقا لبيان الشركة، التي لم تخف تفاصيل الصفقة، أفاد بأن شركة ألاميدا تمتلك وتدير من خلال شركاتها التابعة عددا من المستشفيات والمراكز الطبية في مصر منها مستشفى السلام الدولي في المعادي، ودار الفؤاد في السادس من أكتوبر، ودار الفؤاد في مدينة نصر، والسلام الدولي في القطامية، لافتة إلى أنه من المتوقع إتمام الصفقة وبدء عملية التشغيل في النصف الأول من 2021.
 
قبل ذلك وقعت شركة شركة مستشفى كليوباترا، اتفاقية نقل نشاط وأصول "شركة بداية للخدمات الطبية" فى مجال الإنجاب والإخصاب المساعد للمجموعة، موضحة أنه بموجب الاتفاقية الجديدة يتم نقل أصول مستشفى بداية لمؤسسها الدكتور إسماعيل أبو الفتوح، إلى شركة جديدة تحت التأسيس بملكية نسبتها 60% لكليوباترا و40% للمؤسس الدكتور أبو الفتوح، وقالت الشركة، إن الصفقة قدرت قيمة المعدات الطبية والأصول والعقارات بقيمة 105 ملايين جنيه، على أن يتم تحديد باقي قيمة الصفقة بناء على نتائج أعمال الشركة الجديدة خلال 2021 و2022.
 
 وبهذا يكون قطاع الخدمات الطبية أمام كارثة احتكارية، حيث أصبحت شركة "كليوباترا" تستحوذ رسميًا على 1450 سريرا من القطاع الصحي، وذلك بعد صفقتها بالاستحواذ على مجموعة "الاميدا" الطبية، لتصبح الأكبر بالقطاع الخاص، وتبلغ حصتها السوقية نحو 15% من إجمالي الأسرة العلاجية الخاصة بمنطقة القاهرة الكبرى و4% على مستوى الجمهورية.

جهاز حماية المنافسة يتدخل لمنع صفقة الاحتكار
لكن جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية تحرك على الفور بعد شكاوى تحذيرية من الصفقة، أصدر قرارًا بعدم منح الموافقة على صفقة الاستحواذ لوجود مؤشرات بالتأثير سلبًا على قطاع الرعاية الصحية في مصر، وقال الجهاز إن قراره جاء في ضوء حرصه على منع إنشاء كيانات احتكارية في سوق المستشفيات في مصر، وما قد يتبع ذلك من الإضرار بالرعاية الصحية للمواطن المصري ورفع أسعارها.
 
وقرر مجلس الإدارة إخطار وزيرة الصحة والسكان الدكتورة هالة زايد، بتقريره بشأن الآثار المحتمل حدوثها في حال استحواذ مجموعة مستشفيات كليوباترا على مجموعة مستشفيات ألاميدا، حيث إنه بعد القيام بدراسة مبدئية لسوق المستشفيات الخاصة متعددة التخصصات في نطاق محافظتي القاهرة والجيزة فقد تبين للجهاز أن من شأن الاستحواذ المذكور أن يؤدي إلى خلق كيان احتكاري في سوق الرعاية الصحية من خلال تعزيز هيمنة شركة كليوباترا على مستشفيات الدرجة الأولى والثانية في نطاق 80 كيلو متر أو نطاق محافظتي القاهرة والجيزة على أقصى تقدير باعتباره سوق معني منفصل.
 
 وأشار مجلس إدارة الجهاز في خطابه إلى أنه من شأن ذلك أن يؤدي إلى التأثير بالسلب على قطاع الرعاية الصحية الخاصة في مصر من خلال؛ رفع أسعار الخدمات الطبية وانخفاض جودتها وإضعاف فرص الاستثمار المحتملة أو المرجوة في هذا القطاع، ورفع أسعار الخدمات الطبية المقدمة للدولة بالنظر إلى إمكانية مشاركة مستشفيات القطاع الخاص في منظومة التأمين الصحي الشامل وخدمات الطوارئ الإلزامية.
 
ومن الآثار السلبية المحتملة كذلك التي رصدها الجهاز، أن يؤدي ذلك إلى سيطرة شركة كليوباترا على الكفاءات الطبية من الأطباء والأطقم الطبية المختلفة، والتحكم في أجورهم لعدم وجود بديل أو منافس قوي يمكن الاستعاضة به عن شركة كليوباترا في حال قيامها بالاستحواذ على أقرب منافسيها وهي شركة ألاميدا للرعاية الصحية.
 
وقبل صفقة ألاميدا تلقى جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية إخطارًا باستحواذ شركة مستشفى كليوباترا والمرتبطة بإدارة وملكية كل من مستشفى القاهرة التخصصي والنيل البدراوي والشروق والكاتب وكوينز ومستشفى بداية على مجموعة ألاميدا للرعاية الصحية المرتبطة بإدارة وملكية كل من مستشفيات السلام الدولي بالمعادي والسلام الدولي بالقطامية ومستشفى دار الفؤاد 6 أكتوبر ومستشفى دار الفؤاد مدينة نصر ومعامل يوني لاب والمركز الالماني لإعادة التأهيل ومجموعة عيادات طبيبي.

ارتباك داخل "كليوبترا"
حالة من الارتباك الشديد سيطرت على "مجموعة كليوباترا" في أعقاب صدور بيان جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، وأكدت مصادر قريبة الصلة من المجموعة، أن بيان الجهاز أحدث حالة من الارتباك الشديد داخل المجموعة، التي بدأت في دراسة البدائل المتاحة أمامها لتفادى العقبة القانونية التي وضعها الجهاز أمام إتمام الصفقة، ومن ضمن البدائل تأجيل أتمام صفقة الاستحواذ.
 
 وقالت شركة مجموعة مستشفيات كليوباترا، إن الشركة لم تتقدم رسمياً بتقديم الملف الكامل لجهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، بشأن صفقة ألاميدا، وأن الشركة بصدد تجهيز وإعداد الملف الكامل للطلب مشمولاً بكافة النقاط والدراسات المطلوبة لتقديمها ومناقشتها مع الجهاز، وأشارت الشركة، فى بيان للبورصة المصرية، أمس الخميس، إلى أن الاتفاقية المشروطة للاستحواذ على أسهم مجموعة ألاميدا هيلثكير جروب، مشروطة باستيفاء كافة الموافقات المطلوبة من الجهات الحكومية والرقابية ومن بينها وزارة الصحة والسكان وجهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية والهيئة العامة للرقابة المالية، وكذا موافقة الجمعية العامة للشركة.

توصية لوزارة الصحة بمنع إتمام الصفقة الكارثة
في غضون ذلك، كشفت مصادر لـ"صوت الأمة" أن جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، أوصى وزارة الصحة بتفعيل المادة رقم 2 من قرار وزير الصحة رقم 497 لسنة 2014، لمنع إتمام صفقة استحواذ مجموعة كليوباترا على "ألاميدا للرعاية الصحية"، كون الصفقة ستؤثر سلباً على قطاع الرعاية الصحية في مصر.
 
وأشارت المصادر إلى أن المادة التي يستند لها الجهاز في مخاطبته للدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، تحظر التصرف في المستشفيات الخاصة ومصانع الأدوية بأي نوع من التصرفات القانونية، إلا بعد الرجوع للإدارة المختص بوزارة الصحة والحصول على موافقة كتابية منها بإجراء التصرف، بعد التأكد من عدم المساس بحقوق المرضي وعدم التأثير على توفير الدواء اللازم لعلاجهم وكذلك التأكد من حقوق الأطباء والعاملين بالمنشأة.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة