أعضاء مجلس النواب ينتقدون أداء وسياسيات وزارة الدولة للإعلام ويطالبون باستقالة الوزير وإلغاء الوزارة

الثلاثاء، 19 يناير 2021 05:32 م
أعضاء مجلس النواب ينتقدون أداء وسياسيات وزارة الدولة للإعلام ويطالبون باستقالة الوزير وإلغاء الوزارة
مجلس النواب

الأغلبية والنواب تفتح النار على أسامه هيكل بسبب الفشل وسوء الإدارة.. اتهامات بمخالفة الدستور والقانون والتربح والجمع بين منصبين وخدمة القنوات المعادية لمصر.. ونواب يطالبونه برد ملايين مدينة الإنتاج الإعلامى
 
مواجهة ساخنة وهجوم حاد شنه أعضاء مجلس النواب على وزير الدولة للإعلام، أسامة هيكل، انتهت إلى مطالب واضحة باستقالة "هيكل" وإلغاء الوزارة، على خلفية ما اعتبروه فشلا فى إدارة الملف، وتعطيلا متعمدا لدور الإعلام، وتربحا غير مشروعا عبر الجميع بين منصبين والحصول على ملايين غير مستحقة نظير رئاسته لمدينة الإنتاج الإعلامى، والأخطر ما أثاره من صراعات مجانية خدمت مخططات الإخوان والقنوات الإرهابية المعادية لمصر، ولم تخدم الدولة أو الحكومة أو الإعلام الوطنى الجاد.
 
حالة الفشل وسوء الإدارة المسيطرة على أداء أسامة هيكل كانت محور الحديث تحت قبة البرلمان، وأثارت قدرا كبيرا من النقاش الحاد والمساءلة الجادة فى ضوء وقائع عديدة ومخالفات رصدها الأعضاء وجددوا استعراضها والتأكيد عليها. فقدت شهدت الجلسة العامة لمجلس النواب اليوم الثلاثاء، برئاسة المستشار الدكتور حنفى جبالى، هجوما شديدا وعنيفا من النواب على وزير الدولة للإعلام، ووجه بعضهم انتقادات واتهامات قوية للوزير الذى قدم نفسه على طبق من ذهب للإخوان والقنوات المعادية، بحسب أحاديث الأعضاء بالجلسة، كما طالبه كثيرون منهم برد الأموال التى حصل عليها من مدينة الإنتاج الإعلامى بغير وجه حق.
 
وقال النائب أشرف رشاد، ممثل الهيئة البرلمانية للأغلبية، خلال تعقيب النواب على بيان وزير الدولة للإعلام بشأن تنفيذ الوزارة لبرنامج الحكومة، إن هناك مخالفة للمادة 166 من الدستور تتمثل فى رئاسة "هيكل" لمدينة الإنتاج الإعلامى. متابعا: "لا أحد يقبل هذا الأمر، وهو أن يكون وزير الدولة للإعلام العضو المنتدب لمدينة الإنتاج، لأن فى ذلك مخالفة صريحة لقانون الشركات، فإما لدينا نقص فى الكوادر وعلينا الحل، أو أن هذا استثناء من القانون الذى أقسمنا وأقسم وزير الدولة للإعلام على احترامه، وهذا مرفوض ويستدعى وقفة من مجلس النواب".
 
وفى السياق ذاته، قال الإعلامى والكاتب الصحفى مصطفى بكرى، عضو المجلس، إننا "نواجه حروبا متعددة من الجيل الرابع حتى الجيل السادس، ونحتاج مواجهة قوية وفاعلة ومبدعة، ورؤية استراتيجية شاملة، للدفاع عن كيان الدولة الوطنية والنفاذ إلى الداخل الغربى الذى يناصبنا العداء". مستطردا: "الإعلام المصرى لم يستطع إرسال الرسالة أو التصدى للمتآمرين، رغم أن بعض القنوات الخاصة تجتهد فى محاولة لعب هذا الدور".
 
وأضاف "بكرى" أن الموقف الراهن يستدعى التوقف، مؤكدا أنه يتساءل عن "إعلام الدولة المثقل بالهموم والديون، خاصة أننا أمام اتحاد إذاعة وتليفزيون مثقل بـ40 مليار جنيه من الضرائب والديون، فهل نقف نتفرج على جهازنا يسقط من بين أيدينا؟ حتى الدول المتآمرة تحاول الحفاظ على إعلامها القومى، ويجب أن يأخذ المجلس موقفا من خلال مشروع قانون لحل المشكلة، ولا يجب ترك الصحافة القومية حتى تسقط أو نضطر لخصخصتها، ولا أن نترك ماسبيرو ليسقط، فهو مسألة أمن قومى". مشددا على أن "ما يحدث فى الواقع يتناقض مع كل الكلام الذى نسمعه عن ضرورة وجود إعلام قوى وفاعل، وأعتقد أن الإعلاميين المصريين هما اللى بيعملوا الإعلام فى الخارج، ولا يجب أن نتعامل مع الإعلاميين لدينا بهذه الصورة ونعتبرهم سقط متاع".
 
وبدوره، وجه النائب نادر مصطفى، وكيل لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب، هجوما شديدا على أسامة هيكل، مؤكدا أنه تسبب فى إثارة التباعد والفرقة بين الوزارة والصحفيين والإعلاميين والهيئات الإعلامية والصحفية، وأضاف فى تعقيبه على بيان الوزير: "وزير الدولة للإعلام أسامة هيكل أحدث تباعدا غير مسبوق بين الوزارة من جهة، والصحفيين والإعلاميين ومؤسسات الإعلام وهيئاته من جهة أخرى، وبُحّت أصوات النواب تحت القبة، وأنا منهم، وكم طالب الإعلاميون ونادوا بعودة وزير الإعلام ورجوع الوزارة المنتظرة التى ستضبط المشهد الإعلامى، إلا أننا فوجئنا منذ أيامه الأولى فى الوزارة بالاصطدام بالجميع علنا وبشكل عنيف".
 
وخاطب النائب نادر مصطفى، الوزير أسامة هيكل بالقول: "يا سيادة الوزير إن رجال الصحافة والإعلام هم الذراع الإعلامى الأولى، فكيف يحدث العداء بين وزير الإعلام ورجال الإعلام، فاختفت الأخبار عن وزارة تشتغل بالأخبار، الصدام أدى أن تغلق وسائل الإعلام أبوابها في وجه وزير الإعلام، فبعد أن كانت وزارة الإعلام المصرية توجه نيرانها في وجه الإعلام المعادى، استغلت القنوات المعادية تصريحات وزير الإعلام المصرى ضد رجال إعلام وطنه الشرفاء، وكأنه قدم نفسه على طبق من ذهب لأعداء الوطن فى واقعة لم أجد لها شبيها فى تاريخنا الإعلامى أو السياسى، أو حتى على المستوى الدولى. ويدور فى أذهان كثيرين بالمجلس وخارجه سؤال: هل تستطيع الوزارة إحداث الحد الأدنى من التناغم والاحتواء والتقارب مع الصحفيين والإعلاميين والهيئات بما يخدم مصلحة الوطن والمواطن؟".
 
وعلى الصعيد نفسه، طالب النائب مصطفى سالم، وكيل لجنة الخطة والموازنة، وزير الدولة للإعلام أسامة هيكل برد كل المبالغ المالية الضخمة التى حصل عليها نظير رئاسته لمجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي، نظرا لمخالفة ذلك للمادة 166 من الدستور، التى تحظر على الوزراء العمل بجهات أخرى، مضيفا: "بصفتى نائبا عن الشعب وحارسا على أمواله، أطالب الوزير برد كل ما حصل عليه فورا لخزينة الدولة. الوزير استهل كلمته بأن هناك خلطا لدى كثيرين بين اختصاصات وزارة الإعلام التى تنظمها المواد من 65 حتى 72 بالدستور، والمواد من 211 حتى 213 "، مؤكدا أن ما يقوله الوزير ملىء بالمغالطات والأخطاء، لأن المواد من 65 حتى 72 تنظم حرية الفكر والبحث العلمى والإبداع والمعلومات وحرية واستقلال الصحافة، في حين أن المواد من 211 حتى 213 تنظم العمل الإعلامى من خلال المجلس الأعلى للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للإعلام".
 
وشدد "سالم" على أن "الوزير ينسب لنفسه على غير الحقيقة مجهود الهيئة الوطنية للإعلام والقنوات الفضائية"، متسائلا عن صرف 8.5 مليون جنيه فى شراء أصول لاستخدامه الخاص خلال 6 أشهر، وما طبيعة تلك الأصول وجدواها، واختتم كلمته بالقول: "فى ضوء عدم تحقيق الوزارة أهدافها، وتحولها إلى عبء على الدولة، وفى ظل صراعات الوزير مع الهيئات والصحفيين والإعلاميين، وفى ضوء ما تنادى به لجنة الخطة والموازنة دائما بإزالة التشابكات الإدارية وتضارب الاختصاصات وتحميل الدولة أعباء مالية إضافية، فأنا أطالب بإلغاء هذه الوزارة لعدم جدواها".
 
من جانبه، هاجم النائب محمود بدر عضو المجلس عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وزير الدولة للإعلام أسامة هيكل ووصفه بيانه بـ"بيان التسويف"، مستنكرا أداء الوزارة خلال الفترة الماضية بسبب تدنى مستوى العمل، والتأخر فى وجود دورات تدريبية للمتحدثين الإعلامين. وشدد على حرصه وحرص كل النواب على الرقى بمستوى الأداء داخل الوزارة، للعب دور وطنى فى مساندة الدولة وشرح ما تقوم به الدولة من إنجازات، والرد المستمر على الهجوم وحملات القنوات المعادية، خاصة أننا نواجه حربا شرسة من عشرات النوافذ الإعلامية، مختتما بالقول: "لا بد من أن تكون وزارة الإعلام على القدر المطلوب لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية، وأداء الجلسة حتى الآن كأنه لم يكن"، وإلى ذلك شهدت الجلسة مطالبات من عديد من النواب باستقالة أسامة هيكل، وإلغاء الوزارة لأنها باتت عبئا على الدولة والإعلام الوطنى، بحسب تعبيرهم.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق