أزمة البرازيل ..احتجاجات تطالب الرئيس بالاستقالة بسبب إدارته السيئة لمشكلة كورونا

الإثنين، 25 يناير 2021 02:00 م
أزمة البرازيل ..احتجاجات تطالب الرئيس بالاستقالة بسبب إدارته السيئة لمشكلة كورونا

عدد من الكوارث تعرضت لها البرازيل منذ بداية عام 2021، لعل أخطرها تفشي فيروس كورونا بشكل كبير ، حتي أن السجلات رصدت وفاة حالة بالفيروس القاتل كل 6 دقائق في ساو باولو، علاوة علي خروج المحتجين ضد الرئيس اليمينى المتطرف جايير بولسونارو الذى أثار جدلا واسعا بسبب إدارته السيئة لأزمة كورونا وعدم فرض أى إجراءات وقائية، فضلا عن التأخير فى عملية التطعيم، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية العميقة التى تواجه البلاد والأزمات الاجتماعية التى منها ارتفاع نسبة الطلاق.

من جانبها أشارت صحيفة "فولها دى ساو باولو" إن الولاية البرازيلية ساو باولو أعلنت إغلاق الحانات والمطاعم طول أيام الأسبوع  وذلك للحد من انتشار فيروس كورونا ، وهي الإجراءات التي ستستمر حتى 7 فبراير.

ازمة البرازيل
 
 
وقال حاكم الولاية جواو دوريا إن "موجة ثانية من فيروس كورونا المستجد تضرب العالم وآثارها ملموسة في البرازيل وولاية ساو باولو". مضيفا أن "ارتفاع عدد الإصابات وعدد الذين يدخلون المستشفيات مقلق جدا".

وأكد قائلا :"ساو باولو ليس لديها حكومة شعبوية تتخلى عن مواطنيها"، في إشارة واضحة إلى بولسونارو الذي قد يكون منافسا له في الانتخابات الرئاسية في 2022".

احتجاجات ضخمة فى البرازيل من 500 سيارة تطالب باستقالة الرئيس

شهدت عدد من المدن البرازيلية احتجاجات ضخمة عندما سار آلاف الأشخاص في قوافل عبر عدة مدن للمطالبة بإقالة الرئيس جايير بولسونارو لإدارته للوباء واحتجاجًا على تأخر حملة التطعيم في الدولة الثانية التي سجلت أكبر عدد من الوفيات بسبب فيروس كورونا.

احتجاجات ضد رئيس البرازيل
 
احتجاجات ضد رئيس البرازيل

وعقدت الأحزاب والمنظمات اليسارية، مسيرة بنحو 500 سيارة سافرت في إكسبلانادا دي لوس الوزارات وغيرها من الطرق الرئيسية في برازيليا، ونوافذها مطلية بشعارات مثل "فويرا بولسونارو" (أخرج بولسونارو) ، "الإقالة !"، واللقاح للجميع الآن، حسبما قالت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية.

واحتج البرازيليون على إنهاء المساعدات الطارئة التي تمكن 68 مليون برازيلي، أي ما يقرب من ثلث السكان، من مواجهة الآثار المدمرة للوباء من أبريل إلى نهاية ديسمبر.

مظاهرات البرازيل
 
 

وأشارت الصحيفة إلى أن بولسونارو قلل مرارًا وتكرارًا من خطورة فيروس كورونا، الذى وصفه بأنه "إنفلونزا".

بدوره، تساءل عن فعالية اللقاحات وأوصى بـ "العلاج المبكر" بأدوية لم تثبت فعاليتها، كما انتقد مقاييس العزلة الاجتماعية، لآثارها الاقتصادية، واستخدام الكمامات.

الجدير بالذكر أن حكومته تتعرض لانتقادات لاذعة بسبب أخطاء الإدارة فى مواجهة الأزمة الصحية وللتأخير فى التطعيم، الذى بدأ هذا الأسبوع، متأخراً كثيراً عن البلدان الأخرى، والذى كان يعانى من مشاكل تنظيمية.

وستتواصل الاحتجاجات يوم الأحد فى المدن الرئيسية، وهذه المرة تنظمها المنظمات اليمينية، مثل حركة البرازيل ليفر (MBL) وفيم بارا روا (تعال إلى الشارع) اللتين دعمتا الرئيس عندما تولى السلطة فى يناير 2019، ولكنهم نأى بأنفسهم عنه فيما بعد لإدارته للوباء.

والموجة الثانية من الوباء تخلف أكثر من ألف حالة وفاة يوميا فى البرازيل، وتعيث فسادا فى ماناوس عاصمة ولاية أمازوناس، حيث لم تعد المستشفيات بها أسرة للعناية المركزة وتوفى عشرات الأشخاص اختناقا بسبب نقص فى الأكسجين.

على المستوى الوطنى، تم بالفعل تسجيل أكثر من 215000 حالة وفاة، وهو رقم تجاوزته الولايات المتحدة فقط.

انخفاض شعبية بولسونارو لأول مرة

وأظهر استطلاع أجراه معهد داتافولها انخفاضًا حادًا فى شعبية الرئيس، وهو الأسوأ خلال عامين فى منصبه، حيث يعتقد 31٪ من البرازيليين أن الرئيس اليمينى المتطرف يقوم بعمل "جيد" أو "جيد جدًا"، مقارنة بـ 37٪ فى استطلاعات الرأى فى كل من أغسطس وديسمبر الماضى، عندما وصل إلى الحد الأقصى من التأييد.

ووفقا للاستطلاع فإن معدل رفض بولسونارو وصل الى 51٪ بين الأشخاص الذين يخشون الإصابة بفيروس كورونا.

من جانبهم قال مسئول بوزارة الاقتصاد أن الربع الأول من هذا العام سيكون "صعبًا بعض الشيء" على النشاط الاقتصادى فى البرازيل، مع انتهاء برنامج التحويلات النقدية الطارئة مع استمرار وباء فيروس كورونا.

وقال أدولفو ساشيدا، وزير السياسة الاقتصادية بالوزارة، أن المساعدات للبرازيليين من ذوى الدخل المنخفض تكلف حوالى 25 مليار ريال (4.67 مليار دولار) شهريًا، مما يجعلها غير مستدامة فى ظل قيود الميزانية الحالية.

كانت البرايل قد ضخت 45 مليار دولار لدعم الاقتصاد فى مواجهة كورونا، ولكنها اعترفت بعجزها عن مواصلة الدعم، ما يعرض 68 مليون برازيلى للفقر

ومع بداية العام الجديد 2021، تتمنى فالكيريا فيريرا تمديد دفع المخصصات الحكومية التى تتلقاها، للتمكن من الصمود خلال جائحة كورونا، وقالت فيريرا البالغة من العمر 35 عاما وهى أم لثلاثة أطفال تعيش فى أحد الأحياء الفقيرة فى سانتا لويزا فى برازيليا "بدون هذه الأموال، لن يكون لدى ما يكفى من الطعام"، مضيفة "إذا لم تقرر الحكومة تمديد دفع هذه المساعدات، لا أعرف ماذا سأفعل، سيكون عام 2021 صعبا جدا بالنسبة إلى".

ومن خلال ضخ ما يقرب من 45 مليار دولار فى الاقتصاد، ساهم برنامج المساعدات هذا فى انتعاش الناتج المحلى الإجمالى فى الربع الثالث بنسبة نمو 7.7%.

وأدى هذا النمو لخروج البلاد من الركود بعد انخفاضه بنسبة 1.5% فى الثلث الأول و9.6% فى الثلث الثاني.

وتتوقع الحكومة الآن تراجعا بنسبة 4.5% فى أكبر اقتصاد فى أمريكا اللاتينية لعام 2020، فى بلد يضم أكثر من 14 مليون عاطل عن العمل وسجل نحو 195 ألف وفاة بفيروس كورونا.

وفقا لمؤسسة "جيتوليو فارجاس"، أسهم هذا البرنامج فى انتشال 12.8 مليون برازيلى من الفقر (مع دخل يقل عن 5.5 دولارات فى اليوم)، و8.8 مليون من الفقر المدقع (أقل من 1.90 دولار فى اليوم)، لكن مع انتهاء المخصصات من المرجح أن يكون مستوى الفقر المدقع أعلى بكثير مما كان عليه قبل انتشار الوباء.

وشكل الدين العام ما نسبته 88.1% من الناتج المحلى الإجمالى فى نوفمبر الماضى، مقارنة بـ75.8% فى ديسمبر 2019.

وأوضح مارسيلو نيرى، مدير مركز بحوث السياسات الاجتماعية التابعة لمؤسسة "جيتوليو فارجاس"، أن "البرازيل بين المطرقة والسندان، لأن هناك ضغوط السوق من جهة والفقر المتزايد من جهة أخرى".

وكانت وزارة الخزانة البرازيلية أعلنت فى يوليو الماضى، بأن حجم الدين العام لبلاد السامبا قد ارتفع إلى 85 مليار دولار.

تسجيل ارقام قياسية لحالات الطلاق

وسط أزمة فيروس كورونا التى ضربت العالم واحتجاز الملايين من الناس، سجلت البرازيل عددًا قياسيًا من حالات الطلاق خلال النصف الثانى من عام 2020، ، وفقًا للبيانات الصادرة من قبل كلية التوثيق فى البرازيل.

وأشارت كلية التوثيق فى البرازيل فى تقرير لها إلى أنه بين شهرى يوليو وديسمبر من العام الماضى، تلقى كتاب العدل فى جميع أنحاء البلاد 43859 طلبًا لفسخ الزواج، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 15٪ مقارنة بـ 38174 طلبًا تم تقديمه فى نفس الفترة من عام 2019، هذا هو أعلى مستوى تم تحقيقه فى فصل دراسى واحد منذ أن بدأت الكلية فى مراقبة السجلات فى عام 2007.

وفقًا للدراسة، كان شهر أكتوبر هو الشهر الذى شهد أكبر عدد من حالات الطلاق، حيث كان هناك أكثر من 7600 حالة فى جميع أنحاء البرازيل.

وكشفت الدراسة أيضًا أن عدد حالات الطلاق ارتفع فى 23 ولاية من أصل 27 ولاية برازيلية، من بينها سانتا كاتارينا، فى جنوب البلاد، حيث ارتفعت حالات الطلاق بنسبة 95٪.

وتظهر الأرقام أن أزمة كورونا،التى خلفت بالفعل أكثر من 214 ألف قتيل و8.7 مليون مصاب فى عملاق أمريكا الجنوبية، أثرت أيضًا على العلاقات الزوجية للبرازيليين.

وبحسب المؤسسة، فإن الأرقام هى انعكاس لتعايش أكبر بين الأزواج، الذين اضطروا إلى الانعزال والتشارك فى الحياة 24 ساعة فى اليوم، بسبب إجراءات العزلة الاجتماعية التى فرضتها الحكومات على مدى شهور فى محاولة لوقف تقدم الفيروس.

أوضحت رئيسة التوثيق البرازيلية Colegio Notarial do Brasil، جيزيل أوليفيرا دى باروس، "أحدثت هذه السنة غير النمطية لعام 2020 العديد من التغييرات، سواء فى التعايش بين الناس أو فى تقديم الخدمات للمواطنين".

ولفتت إلى أن تطبيق منصة افتراضية للأزواج للإبلاغ عن طلاقهم عبر الإنترنت ساهم أيضًا فى هذه الزيادة، بمجرد أن سهل عملية الانفصال الرسمية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة