بعد مأساة "أرزيق" السورى.. قصة لقمان الأسترالي في "سلخانات قطر" السرية

الجمعة، 29 يناير 2021 08:48 م
بعد مأساة "أرزيق" السورى.. قصة لقمان الأسترالي في "سلخانات قطر" السرية

كشفت صحيفة الجارديان أن أستاذًا أستراليًا للصحة العامة تعرض للتعذيب واحتُجز سراً في زنزانة ‏قطرية قبل إطلاق سراحه بعد خمسة أشهر من الاحتجاز، وقبض على الإحصائي الحيوي البروفيسور لقمان طالب ، 58 عامًا، وابنه إسماعيل طالب ، 24 عامًا ، في ‏منزلهما في الدوحة فى 27 يوليو وتم احتجازهما في أماكن غير معروفة.‏

وسلطت الصحيفة البريطانية الضوء علي الجانب المظلم لتعامل الأجهزة الأمنية في إمارة قطر مع مواطنيها والأجانب علي حد سواء، والتي تخالف في كثير من الأحيان القواعد المتعارف عليها دوليا لمعايير حقوق الإنسان.

ولم يتم تقديم أي تهمة أو تفسير لاحتجازهما، على الرغم من أن الاعتقالات جاءت قبل ثلاثة أشهر من ‏تسمية الولايات المتحدة لابن آخر من أبناء البروفيسور طالب ، وهو أحمد لقمان طالب، المقيم في ‏فيكتوريا ، بصفته "الميسر المالي" المزعوم لتنظيم القاعدة.‏

وقال لقمان طالب وابنه إسماعيل أنهما تعرضا للتعذيب أثناء احتجازهما في قطر، حيث قالا إنهما ‏وضعا في أوضاع مجهدة لفترات طويلة، وأنهما عانيا من الحرمان من النوم على مدار 24 ساعة في اليوم.‏

وقالت نائلة أحمد رئيسة قسم القضايا في منظمة ‏CAGE‏ إنها تعتقد أن الضغط الإعلامي على الحكومة ‏القطرية أدى إلى الإفراج مضيفة: "من الأهمية بمكان أن تشرح السلطات الأسترالية بالكامل مستوى مشاركتها وتشرح افتقارها ‏المحير إلى الدعم لعائلة طالب طوال هذه المحنة".

وكانت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، قد قدمت نداء عاجل إلى الأمم المتحدة، وخاصة الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفى، والمقرر الخاص المعنى بالتعذيب وضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، بشأن المطالبة والضغط من أجل الإفراج الفورى عن المواطن السورى "عبد الرزاق أحمد أزريق" المقيم فى دولة قطر، والذى تم احتجازه بشكل تعسفى من قبل السلطات القطرية خلال شهر مايو الماضى، وذلك دون تهم أو حتى إطلاع أسرته على أى تفاصيل تفيد بظروف أو أسباب احتجازه ومنعه لفترة طويلة من التواصل معهم.

وكان أرزيق قد اختفى من مقر إقامته بمدينة اللقطة القطرية فى الثامن والعشرين من مايو الماضى، حيث قام 3 أشخاص يرتدون الزى المدنى باختطافه واقتياده لمكان غير معلوم.
 
وقد فقد شقيقه الاتصال به منذ ذلك التاريخ وبالبحث فى كل المراكز التابعة لوزارة الداخلية والبحث الجنائى والأمن الوقائى تم الإفادة من قبل مركز شرطة الريان بأنه محتجز فى جهاز أمن الدولة القطرى، وحتى الآن لم يتم إعلامه بالأسباب القانونية المؤدية لحبسه، ولم توجه له السلطات القطرية أى تهمة.
 
وكانت مؤسسة ماعت قد أرسلت شكوى سابقة إلى الفريق العامل المعنى بالاختفاء القسرى، فى أغسطس الماضى، لمعرفة مصير أرزيق، بعد أن ظل مختفى قسرياً لأكثر من ثلاثة أشهر، ونتيجة للضغوطات والحملة التى أطلقتها مؤسسة ماعت للتضامن مع أرزيق ومعرفة مصيره، سمحت له السلطات القطرية بمهاتفة أسرته لثوان معدودة ليخبرهم بأنه مازال على قيد الحياة، وأنه لا يستطيع الحديث عن مكان أو أسباب احتجازه.
 
وفى اتصال هاتفى آخر قال أرزيق أنه معتقل فى جريمة لم يرتكبها، وأنه يعيش فى أوضاع سيئة وظروف صعبة جداً، قد تهدد حياته.
 
من جانبه حمل أيمن عقيل، رئيس مؤسسة ماعت، السلطات القطرية السلامة الجسدية والنفسية للمواطن السورى "أرزيق"، مطالباً كافة المنظمات الدولية والهيئات الأممية إلى اتخاذ مواقف حاسمة ضد السلطات القطرية من أجل إنقاذ حياة أرزيق.
 
وأوضح عقيل أن الشكوى التى تقدمت بها مؤسسة ماعت طالبت بتدخل الفريق العامل المعنى بالاحتجاز التعسفى، ومكتب المفوض السامى لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فى جنيف لتذكير السلطات القطرية بالتزاماتها باحترام وضمان حقوق الإنسان الأساسية للمواطنين القطريين والمقيمين فى جميع الظروف، ووضع حد للقمع الحالى الذى تمارسه السلطات القطرية ضد كل من يمارس حقه فى التعبير عن رأيه.
 
وأضاف عقيل أن مؤسسة ماعت سوف تطلق حملة تضامنية لإنقاذ حياة أرزيق، والضغط على السلطات القطرية من أجل الإفراج عنه.
 
وأكد شريف عبد الحميد، مدير وحدة الأبحاث والدراسات بمؤسسة ماعت، أن حالة احتجاز السلطات القطرية للمواطن السورى "أرزيق" دون تهمة أو حتى إطلاع ذويه على أى تفاصيل تفيد بظروف وأسباب احتجازه، تمثل اتجاها نظاميا تبنته السلطات القطرية وتمارسه على نطاق واسع خلال الفترة الأخيرة مع كل من يعارض أو يبدى رأيه.
 
وأضاف عبد الحميد أن احتجاز "أزريق" يمثل أحدث مثال على الإجراءات الصارمة التى تتخذها الحكومة القطرية ليس فقط ضد المواطنين بل أيضا الأجانب المقيمين داخل قطر، وأنه حان الوقت الآن لمساءلة الحكومة القطرية عن هذه الانتهاكات وغيرها من الجرائم المرتكبة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق