من سور مجرى العيون.. رئيس الوزراء: هدفنا إعادة رونق ووجه القاهرة الحضارى

السبت، 13 فبراير 2021 07:08 م
من سور مجرى العيون.. رئيس الوزراء: هدفنا إعادة رونق ووجه القاهرة الحضارى

أدلى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، بتصريحات عقب جولته التفقدية اليوم بمشروعات تطوير منطقة سور مجرى العيون، استهلها بالتأكيد أن الأعمال التى يتم تنفيذها فى مختلف مشروعات تطوير المناطق التاريخية، تأتى فى إطار تنفيذ الاستراتيجية التى تتبناها الدولة فى التعامل مع هذه المناطق، والتى ترتكز على ضرورة التزام مخططات إعادة التأهيل والإحياء العمرانى داخل أى منطقة تاريخية بكافة المعايير والاتفاقيات الدولية، التى وقعتها مصر، فيما يتعلق بالحفاظ على مناطق التراث العمراني.

كما أكد الدكتور مصطفى مدبولى أن عمليات التطوير تعتبر بمثابة تدخل جراحى، وبحرص شديد على النسيج والطابع العمرانى، وطبقا لمعايير التدخل المتعارف عليها عالميا فى المناطق التاريخية ويستهدف إحياء النسيج العمرانى للقاهرة التاريخية، الذى يعبر عن الحقبة التاريخية التى نشأ فيها، مع مراعاة إعادة الاستخدام التكيفى للمبانى الأثرية، وترميم المبانى التراثية غير المسجلة، وإزالة التشوهات الصارخة فى الطابع المعمارى، إلى جانب توفير خدمات وأنشطة ثقافية وحرفية وسياحية تتناسب مع طبيعة المنطقة، وتيسير حركة المشاة، وتنسيق المسارات والشوارع لتتناسب مع طابع المنطقة التاريخية.

وأشار رئيس مجلس الوزراء خلال تصريحاته إلى أن مشروعات التطوير تستهدف كذلك التأهيل الاجتماعى والاقتصادى للمنطقة التاريخية لتحقيق استفادة مباشرة لسكانها، وتتضمن تطوير الحرف والأسواق التقليدية لزيادة الدخل، وتوفير فرص عمل، وتشجيع السياحة الثقافية للمدينة القديمة؛ سواء من الزائرين المحليين أو الأجانب.

وفى مؤتمر صحفى عقب انتهائه من جولته، قال رئيس الوزراء: سعدت بتواجدى اليوم مع وزير الإسكان ومحافظ القاهرة وقيادات الوزارة والمحافظة؛ لتفقد الأعمال الجارية فى مشروع تطوير المنطقة المحيطة بسور مجرى العيون، ضمن مشروع تطوير منطقة القاهرة التاريخية الإسلامية، حيث تستهدف الدولة من هذه الأعمال إعادة رونق ووجه القاهرة الحضارى، حيث يقع المشروع على مساحة تقترب من 95 فدانا، وهى المساحة التى كان يقام عليها منطقة المدابغ. 


وأضاف رئيس الوزراء: "كلنا نعرف حجم التلوث الشديد الذى كان يسود المنطقة، والذى يبدو آثاره فى الأرض نفسها، نحن نعمل على إنهاء آثار هذا التلوث الموجود منذ عقود طويلة، حيث لم تمتد يد أحد من قبل لتطوير هذه المنطقة.

وأشار الدكتور مصطفى مدبولى، إلى أن الحكومة استطاعت نقل المدابغ لمنطقة الروبيكى، حيث تمت إقامة منطقة صناعية حديثة تضم ورشا ومساكن للعاملين، مضيفا أن الدولة تعمل على تطوير مشروع حضارى بكل المقاييس يراعى الطابع الأساسى للمنطقة وهو طابع العمارة الإسلامية، وأنها تحترم الآثار الموجودة بالمنطقة، من اجل أن تبقى المنطقة جزءا من المركز التاريخى الإسلامى الذى يميز مدينة القاهرة.

وأضاف رئيس الوزراء: "أود أن انتهز هذه الفرصة للإشارة إلى المناقشات التى ثارت حينما بدأنا فى الإعلان عن مشروع تطوير القاهرة التاريخية، حيث بدأ ما وصفه بأنه جدل ونقاش صحى حول ما سيتم اتخاذه من إجراءات لتطوير المنطقة، وهنا تجب الإشارة إلى أن المنطقة هى منطقة تراث عالمى مسجلة فى منظمة "اليونسكو" العالمية لحفظ التراث، ومن أجل إيضاح الصورة للجميع، نحن لدينا ثوابت واضحة جدا، وهى أن هذه المنطقة المسجلة كتراث عالمى، يكون التحرك لتطويرها فى إطار ثوابت محددة تماما، وكان الهدف منها هو ترميم واستعادة الآثار إلى ما كانت عليه".

ولفت الدكتور مصطفى مدبولى، إلى أنه قبل البدء فى أعمال التطوير كانت الحكومة حريصة للغاية على التواصل مع جميع الجهات المعنية بهذا الأمر، مثل المجلس الأعلى للآثار، والجهاز القومى للتنسيق الحضارى، وفى هذا الصدد أيضًا قامت إحدى أهم كبار القيادات فى منظمة اليونسكو العالمية قامت بزيارة مصر الأسبوع الماضى، حيث تم استعراض الأفكار المقترحة بشأن تطوير المنطقة عليها، وتم التوافق على قيام اليونسكو بتقديم دعم فنى من جانبهم بالإضافة إلى الخبرات الوطنية المعنية بتطوير هذه المنطقة. 

وتابع رئيس الوزراء : هذه المناطق تأثرت بشدة وذلك منذ أكثر من 50 عاما من خلال ما أقيم عليها من مساكن عشوائية، لم تكن موجودة أصلا من الأساس، وتزايد هذا الأمر فى الوقت الذى لم تكن هناك قوة حقيقية وحوكمة من قبل الدولة، وبالتالى فالموضوع متجذر، وهنا أيضًا تنبغى الإشارة إلى الزلزال الذى ضرب مصر عام 1992 الذى أثر بشكل كبير على مبانى كثيرة داخل القاهرة الإسلامية، وقام السكان بعده بنقل منازلهم إلى هذه المنطقة التى كان بعضها أماكن أثرية، وبدأت تظهر أنشطة لم يكن لها أبدا أن تظهر فى المنطقة، حيث كانت أنشطة خطرة ملوثة للبيئة، تمثل تهديدا حقيقيا للمنطقة.

وأضاف الدكتور مصطفى مدبولى، أنه ومن هذا المنطلق عملت الحكومة على ترميم المبانى الأثرية، وكان المبدأ هو الحفاظ على هذه المبانى من خلال ترميمها، وكذلك الحفاظ على النسيج العمرانى الذى يميز هذه المنطقة، وذلك فيما يخص المبانى القديمة غير المسجلة كآثار ولكنها تمثل تراثا حضاريا، وجزءا من نسيج المنطقة. 

كما أنه فى الفترات الأخيرة بدأ فى الظهور بالمنطقة مبان دخيلة أو مبان متهدمة بالكامل، عبارة عن حطام أو اراض خربة، وهذه هى المناطق التى لدينا مقترحات للتطوير بشأنها، حيث يوجد لدينا توثيق بالصور لهذه المناطق حول حالتها قبل 200 عام، قام بتوثيقها خبراء التوثيق من المستشرقين، وتستهدف مقترحات التدخل استعادة هذه المبانى إلى ما كانت عليه خلال هذه الفترة.

وتساءل رئيس الوزراء، فيما يتعلق بالمبانى التى اقيمت فى غيبة من القانون والحوكمة، وأحواش بعض المبانى الأثرية، التى بنى بها مبان خرسانية، هل من الطبيعى أن نترك هذه النوعية من المبانى، أم لابد من التدخل والتعامل مع هذا الموقف، قائلا: أكرر مرة أخرى أن الهدف من ذلك هو أن نعيد للقاهرة التاريخية الرونق الحضارى التى كانت تتمتع به عندما كانت حاضرة العالم العربى والإسلامى، وكل هدفنا كدولة اليوم، أن نقوم بحجم هائل من الإنفاق لرفع كفاءة البنية الأساسية، إلى جانب تطوير وترميم المبانى الأثرية، والحفاظ على النسيج الحضرى الذى كان قائما، والعمل على إعادة صياغته بطريقة سليمة، وإدخال أنشطة متوافقة بيئيا، مثلما يحدث فى دول العالم أجمع، التى تقوم بإضافة أنشطة لها طابع سياحى وتتوافق مع المنطقة، وكل هذه أسس نقوم بطرحها للنقاش والعمل عليها. 

وتابع رئيس الحكومة: "من الطبيعى أن نجد بعض النقاشات المحمودة حول بعض التفاصيل لا ضير من طرحها للنقاش، إلا أننا جميعا متفقون على الثوابت والأسس، التى نطمئن جميع من تحدثوا فى هذا المجال أن الحكومة المصرية تنطلق من هذه الأسس والثوابت، كأساس لمخططات التطوير وتضعها دائما فى اعتبارها وفى يقينها، وهو ضرورة العمل على الحفاظ على هذه المنطقة، واستعادة شكلها الحضارى المتعارف عليه على مدار العصور التاريخية، فى إطار التطوير الشامل لعاصمتها، ونحن أمام "كنز حقيقي" وهو القاهرة الإسلامية والتاريخية، وحريصون على إعادتها لما كانت عليه وأفضل بإذن الله."

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق