بيتسو موسيماني.. حين يصبح «الصياد» فريسة

السبت، 06 مارس 2021 10:00 م
بيتسو موسيماني.. حين يصبح «الصياد» فريسة
السعيد حامد

 هل يلملم قناص الأهلي خططه وأفكاره ويعيد حساباته قبل لحظة الحساب؟
 
ربما لا يكون الفوز والهزيمة، هما ما يحددان مستقبل المدير الفني الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني، داخل جدران النادي الأهلي، لكن بالتأكيد قد تكشف شخصية الفريق الأحمر، في المباريات الماضية، ملامح هذا المستقبل؛ فحين يكون نجم الفريق الأول ولفترة طويلة، هو نفسه حائط الصد الأخير، وحارس العرين، يعني أن قائد الفريق، على وشك الهزيمة، ولملمة خططه وأفكاره، استعدادا للمحاسبة وربما الرحيل.
 
يقود بيتسو فريق الأهلي، معتمدا على ثقافته وإرثه في جنوب إفريقيا، حيث التربص بالفرائس ونصب الفخاخ لها، مهارة يمتلكها كثيرون، لكن فرائس الأهلي في مصر وإفريقيا، باتت أكثر مهارة وقوة وشراسة واستعداداً.
 
وجد بيتسو أو كما يلقبه جماهير الأهلي بـ«الموس»، نفسة فريسة متاحة وفي المتناول، أمام أي فريق يمتلك الشجاعة والجرأة، سواء في الدوري المصري أو كأس مصر، أو في دوري أبطال إفريقيا، الذي لم يمر شهور على فوز الأهلي بهم، وحصده البرونزية في كأس العالم للأندية.
 
في مباراتيه الأخيرتين، قدم بيتسو أداء هزيلا وباهتا وضعيفا، الأولى كانت أمام فريق سيمبا التنزاني في دور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا، والثانية أمام طلائع الجيش، في الأولى تلقى هزيمة أفريقية، وفى الثانية فاز في الدقائق الأخيرة بأداء غير مقنع لجمهور الأحمر.
 
أداء الأهلي أمام الفريقين، لا يعكس شخصية الأهلي، وما قدمه الفريق الأحمر في كأس العالم للأندية، ظهر الفريق بإدارته الفنية، في المباراتين خائفا ومذعورا، ومتقهقرا مرتكنا للخطوط الدفاعية، معتمدا ً على خط الدفاع القوى بوجود رباعى الدفاع بقيادة المغربى بدر بانون، ومعه أيمن أشرف وياسر إبراهيم ومحمد هانى، ومن خلفهم الأخطبوط محمد الشناوى الذى كان وجوده في عرين الأهلى مطمئناً للأهلى، لأنه أستطاع أن يحفظ شباكه من تلقى أهداف كانت ستحرج القلعة الحمراء.
 
هذا التقهقر جعل المنافسون، ينالون من هيبة سيد القارة السمراء، ومهارة قناص جنوب إفريقيا، وقائد الفريق الأحمر.
 
ما يعقد من ورطة موسيماني، مع الشياطين الحمر، حساسيته وضيق صدره، تجاه انتقادات المحللين والنقاد وجمهور السوشيال ميديا، التي يبدو أنه لم يجد معها حل، سوى اللجوء إلى إدارة النادى ليعبر لها عن استياءه ورفضه لتلك الانتقادات، ربما لو استمع لها وتفهمها وفكر بها مليا، لأحدث الفارق مع فريقه في مختلف المباريات، إذ يرى كثيرون أن الانتقادات تحمل وجهات نظر صحيحة وصائبة.
 
وتتحدث تقارير إعلامية، عن أن موسيماني، يعمل على إعداد وكتابة تقرير فني مفصل عن أسباب الخسارة ضد سيمبا، لتسليمه إلى مجلس إدارة الأهلى، ويشمل التقرير أيضا، شكواه، واستياءه من الانتقادات، معتبرا في تقريره أن ما تقوله وتزعمه تلك الانتقادات ليس بصحيح وفي غير محله، إذ حقق الفريق الأحمر، في عهده القصير، بطولات عديدة، خاصة الأميرة الإفريقية.
ويبدو بيتسو، في شكواه، إلى أسطورة الأهلي، مستنكرا ورافضا تقبل الانتقادات التي توجه له، وهو يرى أنه حقق ما تمنته الجماهير الحمراء، طوال 7 سنوات من المحاولات الإفريقية، غير الناجحة، وأمام منافس بحجم فريق الزمالك، غريم الأهلي التقليدي، لكن دون أن يتطرق إلى دور السويسري رينيه فايلر، مدرب الأهلي السابق، ودوره الكبير مع الفريق- وفقاً لما يقوله المحللون.
 
وقطع فايلر، برأي محللين، كل الأشواط المحلية والإفريقية بنجاح، وأوصل الفريق إلى المربع الذهبي في دوري الأبطال، بأداء هجومي، و«شخصية أهلاوية» افتقدها الفريق في معارك كروية فاصلة، لسنوات طويلة ماضية، بل وحقق لقب الدوري بشكل رسمي، قبل سبعة أسابيع من نهاية المسابقة، مقدما في الوقت ذاته أداء رائعا وعروضا قوية، وهزيمة وحيدة.
 
ولعب الأهلي تحت قيادة فايلر، 36 مباراة في مختلف البطولات، حقق 28 فوزا و6 تعادلات، وخسارتين في لقاءين فقط، إذ لم يتمكن من هزيمة «أهلي فايلر»، سوى فريقين، النجم الساحلي التونسي، في افتتاح دور مجموعات دوري أبطال إفريقيا، والزمالك في الدوري المحلي، بل واستقبلت شباك مرمى فريقه 16 هدفًا فقط، وقت كان يعاني فيه الفريق، من غياب عناصر خط الدفاع بصفة مستمرة، قبل أن يحرز خط هجومه المرعب 78 هدفا.
 
ولا ترتكز معظم الانتقادات الموجهة للمدرب الجنوب إفريقي، على الهزيمة أمام سيمبا التنزاني بهدف وحيد، في دوري أبطال إفريقيا، وحسب، بل وعلى طريقة موسيماني نفسها في إدارة كثير من المباريات، وأمام كل المنافسين، حتى اختيار التشكيل الأساسي للفريق، مرورا بقراءة الخصوم المنظمين، الذين يمتلكون لاعبون على مستوى جيد من المهارة الفردية والجسدية.
 
ويعتقد محللون، أن موسيماني حتى هذه اللحظة لم تظهر له أي بصمات على الفريق الأحمر، فبيتسو في البداية ورث تركة السويسري فايلر الخططية والفنية والبدنية، ولعب عليها، لكن في الوقت الراهن، لا يوجد له- أي موسيماني- أي بصمة على أداء الفريق الفني، وأن إدارة القلعة الحمراء، عليها تجهيز بديل للمدير الفني الجنوب إفريقي، لأن الأداء الفني للفريق ليس المطلوب لنادي بحجم الأهلي، يضيف المحللون.
 
ويرى المحللون، أن بيتسو، غير مقنع فنيا، وهو ما يهدد وضع الاهلى فى دور المجموعات ببطولة دوري أبطال إفريقيا بهذا الأداء السيء مع الفريق الأحمر، فلا أحد يعرف كيف يفكر خلال المباريات ولا بأي طريقة يريد أن يلعب بها، ولم يظهر الأهلي بشكله الطبيعي والكبير في كأس العالم للأندية، والفريق الأحمر تحت قيادته قد يمر بأوقات عصيبة، في المباريات المقبلة.
 
ورغم إشادة نقاد، أخرون، بمجمل نتائج فريق الأهلي، المحققة على يد بيتسو موسيماني، يبدو مستقبل الجنوب إفريقي، في قيادة الشياطين الحمر، مرهون بقدرته، ليس على تحقيق الفوز المتتالي والعريض وحسب، بلا وقدرته على الوصول بالفريق إلى منصات التتويج سواء في الدوري المحلي أو دوري أبطال إفريقيا، وأخيرا قدرته على الإفلات من فخاخ وشباك المنافسين الأقوياء.
 
ارتكاز موسيماني على ما حققه من بطولات خلال الفترة الماضية للنادي الأهلي، واعتماده على هذا الأمر في البقاء داخل جدران القلعة الحمراء لفترة طويلة، لن يفلح أبداً، جماهير الأهلي غير أي جماهير للكرة حول العالم، متعطشة دائماً للبطولات، حصد فريقها للأميرة التاسعة بعد طول غياب، لم يمنعها من المطالبة بالعاشرة، فوزها بالثلاثية لم يحرجها من المطالبة بحصد كأس العالم للأندية، استحواذها على بطولة الدوري المصري العام لن يكون مبرراً لأن تحجب نقدها عن الجهاز الفني والإدارة، ستظل تطالب بالمزيد ما دام فيهم نفراً يخرج منه شهيق وزفير.
 
في المقابل يرى أخرون أن الحظ السئ لازال يعاند الجنوب أفريقى، خاصة بعدما أفتقد الفترة الماضية لجهود أثنين من أعمدة الأهلى الرئيسيين، وهما التونسى على معلول، والحاوى وليد سليمان، خاصة أن أنهما يملكان قدرات خاصة لتنفيذ المهام باحترافية شديدة، وهو ما ظهر في غيابهما، حيث أفتقدت الجهة اليسرى الفاعلية الهجومية، رغم أن محمود وحيد يحاول سد الفراغ، لكنه بالتأكيد لن يكون في نفس المكانة التي يستحوذ عليها "معلول"، خاصة أن فترة أصابة وحيد امتدت لأشهر جعلته يفتقد لخبرة الملاعب.
 
كما أن غياب الحاوى كان مؤثراً على أداء الفريق، خاصة مع تراجع مستوى حسين الشحات، والأداء المتذبذب لمحمد مجدى قفشة، وهو ما أثر على منطقة المناورات في الأهلى، وجعلتها في متاح الفرق المنافسة، وأثر على حجم الكرات المرسلة لخط هجوم الاهلى، الذى يشهد هو الأخر تذبذباً في المستوى، بعدما لجأ الجنوب أفريقى إلى التغيير المستمر في خط الهجوم وعدم الاستقرار على مهاجم صريح، رغم امتلاكه لمهاجمين على مستوى عال من نوعية محمد شريف والكونغولى والتر بواليا ومن خلفهم العائد بقوة النيجيري جونيور أجاى.
 
ربما يرى البعض انه من السابق لآوانه الحكم على بيتسو موسيمانى، خاصة ان نتائج الفريق حتى اليوم مطمئنة، لكن يبقى أمر مهم وهو أن النتائج ليست هي الحكم الوحيد على أي مدير فنى للقلعة الحمراء، خاصة أن الجماهير دوماً حريصة على ظهور شخصية النادى في كل مباراة يؤديها حتى وأن لم انتهت بالخسارة، وهو الأمر الذى يجب ان يستوعبه الجنوب أفريقى جيداً، ليحافظ على مكانته وسط قلوب الأهلاوية.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق