عظم شهيدك.. 9 مارس يوم رحيل الجنرال الذهبي عبد المنعم رياض

"لا تتسرع في قراراتك وحينما تقرر لا تتراجع أو تتردد، وكن بين جنودك فى أحلك الظروف ولا يرون منك علامات القلق والارتباك"، بهذه الكلمات أوصى الفريق عبد المنعم رياض، الذي كان يلقب بـ "الجنرال الذهبي"، القادة العسكريين قبل رحيله في مثل هذا اليوم من عام 1969 والذي تحول لـ "يوم الشهيد" تكريما لدوره في القوات المسلحة المصرية.

 

ولد الجنرال الذهبي في اسرة عسكرية، فوالده كان أحد القيادات العسكرية في الجيش المصري، فهو نجل العقيد محمد رياض قائد بلوكات طلبة الكلية الحربية، حيث ولد في نهاية عام 1919 بإحدى قرى مدينة طنطا وهي قرية سبرباي بمحافظة الغربية.

 

ثم سافرت أسرته لمحافظة الفيوم وعاشت هناك مع جده عبد الله طه على الزريقي، وهو أحد أعيان محافظة الفيوم، ثم ألتحق بالمدرسة وبعدها دخل كلية الطب تلبية لمطالب اسرته ولكن لم يستمر فيها سوى عامين، وبدء بعدها رحلته مع القوات المسلحة، فالتحق بالكلية الحربية في منتصف الثلاثينات وبعدها حصل علي شهادة الماجستير في العلوم العسكرية في منتصف الأربعينيات فكان ضابطا متميزا في كل شيء حتى انه كان ترتيبه الاول علي الدفعة.

 

حياة الفريق عبد المنعم رياض كانت مليئة بالأحداث والمواقف والبطولات منذ اليوم الأول لتخرجه من الكلية الحربية حيث عين بعد تخرجه في سلاح المدفعية، والتحق بإحدى البطاريات المضادة للطائرات في المنطقة الغربية، حيث اشترك في الحرب العالمية الثانية وأكتسب خبرات كبيرة من تعامله مع القادة العسكريين الاجانب كذلك شارك فى حرب العدوان الثلاثي عام 1956، وحرب 1967 وحرب الاستنزاف.

 

وشارك رياض في حرب فلسطين في عام 1948 من خلال إدارة العمليات والخطط في القاهرة وتم تكريمه علي هذا الدور ومنح وسام الجدارة الذهبي لقدراته العسكرية واستمر تنقله بين الوحدات المختلفة داخل القوات المسلحة حتى سافر الي الاتحاد السوفيتي عام 1959 في بعثة تعليمية لإتمام دورة تكتيكية تعبويه في الأكاديمية العسكرية العليا وحصل وقتها علي لقب الجنرال الذهبي.

 

وعين في عام 1964 رئيسا لأركان القيادة العربية الموحدة حيث كانت هناك الوحدة العربية بين مصر وسوريا وبعدها بعامين تمت ترقيته الي رتبة فريق وفي 11 يونيو 1967 اختير رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية فبدأ مع وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة الجديد الفريق أول محمد فوزي إعادة بنائها وتنظيمها.

 

كان وفاة الجنرال الذهبي نقطة تحول في وضع الجيش المصري آنذاك، وتوفي يوم 9 مارس عام 1969، بعد يوم بطولي للقوات المسلحة المصرية خلال حرب الاستنزاف حيث شارك في وضع خطة لتدمير خط بالليف بدأ تنفيذها يوم 8 مارس من خلال تدمير بعض النقاط الحيوية لمدفعية العدو الإسرائيلي وهو ما تم بالفعل وتكبد العدو خسائر فادحة علي طول الجبهة.

 

وفي اليوم التالي قرر الجنرال الذهبي زيارة الجبهة وتحديدا النقطة رقم 6 أحد اقرب النقاط مع العدوى الإسرائيلي فلم يفصل بينهم سوى 250 مترا فقط وبالفعل تفقد الفريق رياض، موقع ضرب النار المصري وكيف استطاعت الجنود والضباط الحاق الخسائر بالمدفعية الإسرائيلية تدمير جزء من خط بليف.

 

و فجأة فتح العدوى الصهيوني النيران علي المنطقة التي كان يقف فيها الفريق رياض واستمرت المعركة التي كان يقودها الفريق بنفسه حوالي ساعة ونصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء توفي عبد المنعم رياض بعد 32 عاما قضاها في القوات المسلحة المصرية، وأطلاق اسمه على عدد من الشوارع والميادين في مختلف المحافظات تكريما له.