"وثيقة القاهرة للحوار" تصدر بموافقة 35 دولة وتطالب بتشريعات دولية تجرم التحريض على التطرف والإرهاب

السبت، 20 مارس 2021 10:00 م
"وثيقة القاهرة للحوار" تصدر بموافقة 35 دولة وتطالب بتشريعات دولية تجرم التحريض على التطرف والإرهاب
منال القاضي

 
"وثيقة القاهرة للحوار".. هو ما انتهى إليه المؤتمر الدولى الحادى والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة، الذى عقد الأسبوع الماضى، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى تحت عنوان: "حوار الأديان والثقافات، بحضور ممثلين من نحو 35 دولة.
 
على مدار 9 جلسات علمية وعدد من ورش العمل انتهى المشاركون إلى إصدار الوثيقة التي تتضمن 31 مبدأ، وتهدف إلى فتح باب الحوار مع جميع الاديان السماويه وقبول الاخر من اجل التعايش السليمي كصورة جديدة لتجديد الفكر الديني، وتصحيح صورة الاسلام الوسطي الذين حاول اصحاب الفكر المتطرف تشويهها مما نتج عنها ظاهرة الاسلام فوبيا في عدد من بلدان العالم وبخاصه دول الغرب.
 
كما انتهى المؤتمر إلى الموافقة على تأسيس مركز حوار الأديان والثقافات بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة، ليكون منارة إشعاع فى ترسيخ أسس الحوار والتعايش السلمى بين البشر جميعا.
 
وتشمل محاور "وثيقة القاهرة للحوار"، التأكيد على إن الحوار البناء يهدف إلى التفاهم والتلاقى على مساحات مشتركة وأهداف إنسانية عامة، لا تمييز فيها على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو القبلية، وإن إعلاء قيمة الحوار مطلب أكدت عليه جميع الشرائع السماوية، باعتباره صمام أمان للجميع، مع ضرورة العمل على نشر لغة الحوار ومراعاة ضوابطه عبر وسائل الإعلام المختلفة، وترسيخ مبدأ الرأى والرأى الأخر، وعدم التعصب الأعمى والاستعلاء بالرأى على حساب الرأى الآخر، وكذلك إحلال لغة الحوار محل لغة الصدام والاحتراب، بما يسهم فى تحقيق الأمن المجتمعى والسلام العالمى
 
كما أشارت الوثيقة إلى التأكيد على أن وحى السماء ما نزل إلا ليرسم للإنسان طريق السعادة فى الدنيا والآخرة، ويعلمه قيم الرحمة والحق والخير، ويحفظ دمه وماله وعرضه، وأن من خرج عن ذلك فقد خرج عن فهم صحيح الدين، وكذلك التأكيد على أن أوطاننا أمانة فى أعناقنا يجب أن نحافظ عليها – أفرادًا ومؤسسات، وشعوبًا وحكومات – وبكل ما أوتينا من قوة وأدوات وفكر، مع الإشارة لأهمية دور الإعلام فى دعم قيم التسامح ونبذ العنف وأهمية التغطية الإعلامية المهنية للأحداث، وضرورة وضع ميثاق شرف إعلامى دولى يوفق بين ضرورات حرية التعبير والرأى وبين مقتضيات احترام الثقافات والأديان.
 
 وأكدت الوثيقة الرفض المطلق للتطرف والإرهاب وللكراهية والتعصب ورفض التوظيف السياسى لهم كأداة لتفتيت الدول وهدمها أو لحصد الأصوات وكسب الانتخابات، والتأكيد على رفض ربط التطرف والإرهاب بأي دين، ورفض الزج بالأديان والمقدسات في ساحات الصراعات الانتخابية والسياسية والتحذير من أن مخاطر الإساءة للمقدسات والرموز الدينية هي تهديد للأمن والسلم الدولى، والتى لا ينجم عنها سوى المزيد من العنف والتطرف وتأجيج المشاعر وخلق العداوات.
 
 وشددت الوثيقة على أهمية دور المرأة في ترسيخ ثقافة الحوار، والاستفادة من جهودها الدعوية والثقافية فى هذا المجال، مؤكدة في الوقت ذاته إدانة التوظيف السياسي للأديان، والضرب بيد من حديد على أيدي النفعيين والمتاجرين بالقيم والمبادئ الدينية والإنسانية.
 
وطالبت الوثيقة البرلمانيين بإصدار تشريعات تجرم التحريض على التطرف والإرهاب والتحريض على الكراهية والتعصب، وإصدار قوانين تجرم الإساءة للأديان والرموز والمقدسات الدينية كجريمة تدخل فى خانة التمييز العنصرى والدينى، والمحظورة بموجب المادة (20) من العهد الدولى للحقوق المدنية والسياسية، والتي تنص على: "تحظر بالقانون أية دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضًا على التمييز أو العداوة أو العنف"، مع التأكيد على دور البرلمانات التشريعى والرقابي فى ترسيخ دولة المواطنة التي لا تميز بين المواطنين على أساس الدين أو العرق أو اللون والتي تحترم التعددية الثقافية وتمكن لكل ثقافة من التعبير عن نفسها.
 
كما طالبت بإنشاء مراكز بحثية متخصصة في مختلف دول العالم تهتم بقضية الحوار، والتصدي للأفكار التي تعمل على هدم أسسه، والعمل على تدعيم مناهج التعليم في مراحله المختلفة بما يعزز أسس ومفاهيم الحوار وضوابطه، وغرسها في نفوس الدارسين منذ الصغر، وتكثيف جهود العلماء والمفكرين والمثقفين في مواجهة ظواهر الكراهية والتمييز العنصري لبناء حضارة إنسانية آمنة، والوصول بعملية الحوار إلى هدفها المنشود.
 
وخلال المؤتمر التقت "صوت الأمة" مع عدد من المشاركين، وكانت البداية مع الدكتور نفع الله عفتير، مفتي روسيا الاتحادية الذى قال «إننا نؤمن بلغه الحوار للتقريب بين المذاهب والعقائد، حيث أن الأزهر هو منارة العلوم، كما أن العالم يعلم أنه راية العلوم الشرعية الوسطية».
 
كما قال السيد أبو بكر يوجورئيس اتحاد الجمعيات ببروكينا فاسو إننا جئنا لمصر بلد الأزهر وبلد الصحابة أعظم الحضارات ليس من أجل الحوار فقط لكن للوصول إلى حوار هادف يعمل على تقريب وجهات النظر، ما يعطي انطباعات إيجابية بين الأفراد وبين الدول والمؤسسات، وينبغي على المحاور أن يعرف من أين يبدأ ؟ وأين ينتهي ؟ وإلى أي شيء يهدف ؟ ومن يحاور ؟ وتحديد نوعية الفئة وبخاصه الشباب لأن الجماعات الإرهابية تحاول فرض سيترطتها عليهم لانضمام لهم .
 
وأشار أبو بكر بورجور لـ"صوت الأمة"، إلى أن هناك سلبية خطيرة عند بعض المحاورين الذين يظنون في أنفسهم أنهم على الحق وأن غيرهم على الباطل، وهو ما بدى من الجماعات المتطرفة المتشددة بخطاب متعصب ويبعد عن كل الأديان، موضحاً أن وزارة الأوقاف والأزهر نجحا في نشر الفكر الوسطي المستنير، وبيان صحيح الدين الإسلامي، واستفدنا كثيرا من تجربة مصر في ذلك، فتحية إعزاز وتقدير للجهود المبذولة على ظهور هذا المؤتمر بهذه الصورة المشرفة التي تتناسب ومكانة مصر الريادية.
 
وأضاف أن مصر بلد عظيم في تجربة محاربة الإرهاب، والأزهر أطلق قوافل دعوية ومساعدات لجميع دول أفريقيا ونحن نقدر ونحترم مصر شعبا.
وأكد القس جان أجاه توري رئيس مجلس إدارة التحالف المسيحي بالنرويج، أنه متأثر بالقيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، مضيفا "إنه رجل سلام من طراز فريد"، لافتاً إلى ان "الحوار والاستماع للآخرين ضروريان للغاية، فالكرامة شرف لكل الناس جميعًا ، وعلينا جميعًا أن نلتزم بأخلاقيات الحوار في جميع مناقشاتنا".
 
وأردف: "يجب أن نجد أرضًا مشتركة بين الأديان المختلفة ، فالجميع إنسان ، والله خالق الجميع ، وجميع الرسالات السماوية تتحدث عن حق الجميع في الحياة ، فعلينا جميعًا احترام عقائد الآخرين واتجاهاتهم الفكرية".
 
وقال الدكتور محمد عيضة مهدي شبيبة، وزير الأوقاف اليمني، إن فضل مصر على اليمن لا يمكن نسيانه منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ولن ننسى مشاركة مصر في تحرير اليمن والتاريخ سجل بدم المصريين الطاهرة، مؤكداً لـ"صوت الأمة"، "أننا نأمل التعاون مع وزارة الأوقاف المصرية التي أصبحت مدرسة رائدة نقتدي بها ونستعين بأفكارها في مواجهة التطرف والإرهاب".
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق