فاطمة الورواري.. سيدة المستحيل المثالية

الثلاثاء، 23 مارس 2021 12:00 ص
فاطمة الورواري.. سيدة المستحيل المثالية
فاطمة السيد أحمد الورواري الأم المثالية

كشفت فاطمة السيد أحمد الورواري، الأم المثالية الأولى على مستوى الجمهورية، ابنة عزبة الزهراء التابعة لمركز ومدينة التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية، عن سعادتها الغامرة لاختيارها الأم المثالية هذا العام على مستوى الجمهورية، مشيرة إلى أن اختيارها يعد تاج وتكريم لمسيرتها خلال رحلة تربية بناتها وكفاحها.
 
وتعمل السيدة فاطمة مجال البناء والتشييد منذ 45 عامًا لمواجهة أعباء الحياة خاصة بعد انفصالها عن زوجها، تاركا لها طفلتين، لتسطر قصة كفاح حقيقية. وقالت، عقب وصولها الإسماعيلية، بعد تكريمها من الرئيس عبد الفتاح السيسى- إن اللواء شريف فهمى بشارة، محافظ الإسماعيلية، استقبلها اليوم بمكتبه، وقدم لها التهنئة، وتعرف على مشاكل العزبة التى تقيم بها ووعدها بحل كل المشاكل.
 
وأشارت إلى أن مشوارها بدأ فى المرحلة الابتدائية، حيث نشأت فى أسرة متوسطة الحال وتعلمت البناء والمحارة من والدها منذ الصغر وفى الكبر بدأت العمل فى العمار بمجال البناء والمحارة وتصنيع الطوب الأسمنتى وبيعه للأسواق، بالإضافة إلى تشطيب الشقق بجانب الدراسة.
 
وأوضحت فاطمة، أن من هوايتها التصوير الفوتوغرافى الذى دفعها إلى افتتاح استديو وتصوير الطلاب فى المدارس، والتصوير المجانى للطلاب اليتامى وأصحاب الظروف الاقتصادية الصعبة، مضيفًا أنها تزوجت وأنجبت طفلة ولكن لم يحالفها الحظ وتعرضت للطلاق، ثم أكملت المرحلة الدراسية حتى وصلت إلى الالتحاق بكلية الحقوق بعد المعهد الفنى التجاري.
 
وأشارت فاطمة الورواري، إلى أنها تبرعت بـ 4 أفدنة أقامت عليها مسجد ومدرسة ودار مناسبات وعدد من المشروعات، كما لقبت بالعمدة والقاضى العرفى الذى يحل مشكلات المواطنين والأستاذة والمرأة الحديدية. ولفتت فاطمة، أن حالتها فردية حاولت من خلالها كسر الروتين، وكان والدها معترض رحمة الله عليه، ولكن شعرت بذاتها عندما عملت فى ذلك المجال.
 
وقالت الأم المثالية على مستوى الجمهورية، أنها شعرت بالفرحة بعد الفوز وكاد أن يغشى عليها، متابعة: "بكيت عندما أعلن عن اسمى الأولى على مستوى الجمهورية، وشعرت أن الله كلل جهدي". أما عن تكريم الرئيس أكدت فاطمة الورواري، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، اعترف بالسيدة المصرية الموجودة فى الريف المصرى وكان سعيد بالسيدات المثاليات، حيث وصلت السيدات فى عهده لكل المناصب، مضيفة "الرجال بتغير مننا"، وحصلت المرأة المصرية على كافة حقوقها فى عهد الرئيس السيسى.
 
وأوضحت الأم المثالية، أن محافظ الإسماعيلية عرض عليها المساعدة وطرح المشكلات التى تعانى من القرية ودونها لحلها، ورسالتها للأمهات المثاليات تستحقوا أن تكونوا أمهات على مستوى الجمهورية، كما تناشد الحالات الفردية التى لا تعمل سوف تحاسبون على تلك الصحة "اشتغلوا فى أى حاجة".
 
وأضافت السيدة فاطمة، أن لديها بنتان متزوجتان، ولديها أحفاد وأمتهنت عدة مهن منها البناء والزراعة، وعملت سائق جرار، ومهن أخرى كثيرة، وتبرعت لبناء مسجد ومدرسة ودار مناسبات وأمحت أمية 300 شخص من أهالى القرية.
 
ولقبت الحاجة فاطمة 62 عامًا بالمرأة الحديدية بمحافظة الإسماعيلية، وأصبحت كلمتها كالسيف على رقاب أبناء منطقتها، والذين أعتبروها عمدتهم الشرعية، بعد أن دفعتها الظروف القهرية إلى أن تتخلى عن أمومتها وأحلامها، وأن تخلع روب المحاماة وتستبدله بجلباب الرجال وتناطحهم فى مجال البناء والتشييد.
 
تضيف فاطمة: "رغم رسوبى فى الثانوية العامة لعامين لوفاة أخواتي، استكملت دراستى  وحصلت على الثانوية منازل، والتحقت بالمعهد الفنى التجارى بالزقازيق ولم يتوقف طموحى  عن هذا الحد، فاستكملت دراستى وحصلت على ليسانس الحقوق من جامعة الزقازيق وفضلت العمل فى مهنة المعمار التى توارثتها عن والدي، ظنًا بأن الوظيفة لم تحقق الدخل التى سوف احققه من المعمار، كما عملت بهز الحجارة واستخراج الزلط".
 
لم تتوقف قصة كفاح الست فاطمة عند هذا الحد بل إمتدت ليصل إلى ما هو أعمق واجدر بالتحية والاحترام، خاصة بعدما ايقنت أن لديها دور مجتمعى وخدمى لا يقل أهمية عن دورها كأم، مستغلة مقومات المرأة الشقيانة القوية المعيلة، لتسير قاضى عرفي، تحل المشكلات بين الناس وتقيم الجلسات العرفية ويؤخذ بكلمتها عين الاعتبار. ساعدت فاطمة، أبناء منطقتها، فاقامت مدرسة ذات الفصل الواحد لتعليم الأطفال وتبرعت بأرض لبناء مسجد، وأنشأت مصنع لتدوير القمامة، ونجحت فى توفير فرص عمل لأبناء قريتها.
 
وأضافت، أنها صممت على استكمال دراسة أبنائها، وتحقيق الحلم الذى كانت تحلم به، بأن يستكمل بناتها الدراسة، والحمد لله تحقق الحلم بالكفاح والمثابرة والصبر، وتعليم البنات الاعتماد على النفس والإيمان بالله، والمحافظة على الصلاة فى أوقاتها، واحترام الصغير قبل الكبير.
 
وأوضحت الأم المثالية، أنها لم تتوقع أنها تكون من الفائزين فى مسابقة وزارة التضامن، خاصة أن هناك أعداد كبيرة تقدمت للمسابقة، وأقنعنى أبنائى بالتقدم للمسابقة، ثم كانت المفاجأة بالفوز، وبالطبع كنت مسرورة وفرحانة بالفوز، وأيضًا أسرتى ومعارفي، خاصة بناتى، وأتمنى أن ينجى الله بلادنا، ويوفق الرئيس عبدالفتاح السيسى والمسؤولين، للخروج من هذا الوباء، وأن يحمى مصر وجيشها وشعبها من كل سوء.

وقصة كفاح حقيقية تسطرها

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق