تستعيد مشاهد الماضي.. صيادون يعرضون مجسمات لمراكب صيد قديمة في أيام الشارقة التراثية

الأحد، 04 أبريل 2021 10:16 ص
تستعيد مشاهد الماضي.. صيادون يعرضون مجسمات لمراكب صيد قديمة في أيام الشارقة التراثية

عروض تراثية هامة شهدتها فعاليات أيام الشارقة التراثية المقامة حاليا فى إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والمستمرة حتى 10 أبريل، تربط ماضى الأجداد بحاضر أحفادهم من خلال مشاهد لحياة البحارة قديما، يجسدها من عايشوا تلك المراحل، كما شهدت الفاعليات عروضًا أخرى لما قام بصنعه طلبة جامعات من مشغولات تراثية، هى مشروعات تخرج لهم، تبين ارتباطهم بماضي أجدادهم، وحلقات تعريفية للفتيان والأطفال بالألعاب القديمة؛ لحثهم على ممارستها .

ولعل من أبرز مشاهد هذه الفاعليات، تجسيد نقل المياه وسحبه من أعماق الآبار على ظهور البغال فى مناطق المزارع من خلال مشهد حقيقى يتوسط حديقة التراث، حوله اصطف الزائرون يشاهدون ويلتقطون صورا تذكارية لمراحل سحب المياه والأدوات البدائية المستعملة التى تمثل مراحل لما قبل نصف قرن .

 

وفى ركن خاص بالصيد، تم عرض مجسمات لمراكب صيد قديمة، يقوم بالشرح والتعريف بها النوخذة صالح الشحى، من إمارة رأس الخيمة، ومصطلح النوخذة يعنى "ربان السفينة" و"البحار" المعنىّ بقيادة سفينة الصيد المخصصة للأسماك، وهى حرفة سكان مناطق الإمارات الساحلية .

وقال "الشحى"، الذي ينتمي لإمارة رأس الخيمة إنهم يقومون بعرض مراحل صناعة السفن، وحياكة "الألياخ" وهى" شباك الصيد"، بكل أنواعها والحبال وأقفاص تجميع الأسماك وطريقة حفظها وتجميدها وتصديرها .

 

وأضاف أنه امتهن الصيد فى سن السابعة من عمره، وكانت رحلاتهم فى عمق السواحل تمتد لعشرات الكيلو مترات يوميا لصيد الأسماك والعودة بها للشاطئ وبيعها للتجار، مؤكدا أنها كانت حياة صعبة ومحفوفة بالمخاطر وأهوال البحار، واليوم أصبحت ميسرة بفضل التقنيات الحديثة، ووسائل الأمان بكل مركب وسفينة .

 

وأكد أن تواجده فى الفعاليات بهدف إحياء تراث حرف الصيد، وعرض للجمهور خصوصا الشباب مهن وحرف الماضى لتبقى فى ذاكرتهم .

وقال أبوبلال، وهو صياد وغواص، الذى اتخذ جانبا ليقوم بفلق "المحار" المستخرج من قاع البحر ومنه يستخرج "اللؤلؤ"، إنه فى الماضى كانت حرفته الغوص والبحث عن المحار وجلبه، ثم فلقه؛ بحثا عن جوهرة اللؤلؤ الثمينة لبيعها، مؤكدا أن هذا كان دور الصيادين وهذه حرفتهم .

وأشار إلى أنه خلال هذه الفعاليات، يقوم بنفس الدور ليستعيد ماضى الحرفة، وأنه ليس سهلا العثور على اللؤلؤ، حيث إنه من بين 100 إلى 200 محارة يعثر  فى إحداها على اللؤلؤة .

 

وقال على عبد الله، إنه صياد مهمته صناعة شباك الصيد وخلال الفعاليات، يقدم للأجيال الحاضرة نماذج من طرق صناعة الشباك التى يقوم الصيادون باستخدامها.

وبدورهم استعاد طلبة جامعيون إماراتيون تراث أجدادهم، بعروض حملت عنوان "حداثة التراث" فى داخله قدموا مشغولات هى مشروعات تخرج خاصة بهم تشمل صناعات المجوهرات وأركان المنزل والملابس وأدوات الطعام، والأثاث والمصابيح .

كما خصصت إدارة الفاعليات ركن خاص بالألعاب الشعبية القديمة، حيث قامت لجنة مكونة من كبار سن بتعليم الأطفال الألعاب التى كانت تمارس فى الماضى داخل الإمارات، ومشغولات بسيطة كانت هى لعب الأطفال.

 

من جانبه قال "عبيد راشد"، الباحث فى معهد الشارقة للتراث، إنهم يعلّمون الصغار ألعاب الكبار، وتتضمن أهازيج وحركات منوعة، فضلا عن عرض متحفى تُستعرض فيه اللعب القديمة المصنوعة من أدوات بسيطة .

وأشار "سهيل بطى" مدير بيت الألعاب الشعبية، إن الهدف هو أن لا تغيب ذاكرة الأطفال والفتيان عن يوميات آبائهم وأجدادهم .

وأضاف أنهم فى معهد الشارقة للتراث يخصصون مساحات ودورات لتعليم الأطفال هذه الألعاب، وخلال الفعاليات يتم تقديم عروض لهم .

 

وتابع أن متخصصون من كبار السن يدربون الأطفال والفتيان والفتيات، ممن فى ماضيهم عاشوا هذه الألعاب، وكانت تشكل يوميات حياتهم .

أما الدكتور عبد العزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا لأيام الشارقة التراثية فقال: إن الحدث يحمل هذا العام رسالة الشارقة إلى العالم فى ظل الظروف الاستثنائية التى يواجهها جراء جائحة فيروس كورونا، التى تؤكد أن التراث يحمى هويتنا الإنسانية الكبيرة، ويقربنا من بعض كبشر، ويكشف كم نحن متشابهون فى العمق، وهذا ما نحن بحاجة إليه اليوم أكثر من أى وقت مضى.

وأضاف، أن الدول المشاركة بعرض تراثها الثقافى هى جمهورية مصر العربية وبيلاروسيا ومقدونيا وباشكورستان وطاجيكستان وبلغاريا وكازاخستان والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ودولة الكويت ومملكة البحرين والمالديف واليمن وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا والسودان ولبنان والمغرب وفلسطين والجزائر والجمهورية العربية السورية وكينيا وتونس هولندا وموريتانيا والعراق والهند، وتحل "مونتينيغرو" ضيف شرف هذه الدورة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق