رمضان شهر القرآن والانتصارات الباهرة (3ـ 4)

انتصارات رمضانية.. فتح المسلمون الإسكندرية ثم وقفوا مبهورين بعمارة وضواحي زهرة الإمبراطورية الرومانية

الأحد، 02 مايو 2021 02:00 ص
انتصارات رمضانية.. فتح المسلمون الإسكندرية ثم وقفوا مبهورين بعمارة وضواحي زهرة الإمبراطورية الرومانية
حمدي عبد الرحيم

- فتح المسلمون الإسكندرية ثم وقفوا مبهورين بعمارة وضواحي زهرة الإمبراطورية الرومانية

- قدم المصريون لجيش عمرو بن العاص مساعدات لم ينكرها.. وفرق مصرية كانت تقوم بأعمال الاستطلاع لصالح جيش المسلمين

 

من العجائب والغرائب التي نعيشها، تلك العجيبة، التي يقول ملخصها: إذا قامت الدولة المصرية بصنع عمل مبهر، قام فريق من النخبة المصرية بإلقاء حفنة تراب على تورتة الاحتفال!

حفنة التراب تلك تفرغ الإنجاز من محتواه ولا تترك للجماهير فرصة الفرح به والسعادة بتحقيقه، ثم أن حفنة التراب تلك تشتت الأنظار وتفرع المسائل فلا يدري أحد ماذا يحدث على وجه القطع واليقين؟

ولكي تكون على بينة من الأمر سأذكرك بأمر لم يمض على وقوعه سوى فترة وجيزة.

كانت الدولة قد نجحت في إقامة موكب مبهر لنقل مومياوات ستة وعشرين ملكة وملكًا من ملوك بلدنا القدامى.

فريق من النخبة، ترك كل شيء وراح يلح في طرح سؤال الهوية!

هل هذا وقته؟

هل انتهيا من مناقشة كل مشاكلنا ولم يبق أمامنا سوى مشكلة الهوية؟

ثم هل هويتنا مشكلة أصلًا؟

إننا مصر، كنا قبل تدوين التاريخ، كنا بلدًا له ريادته ومكانته، وكنا نتمتع بدولة مركزية قوية جدًا، حتى أنها في زمن نبي الله يوسف بن يعقوب استطاعت إنقاذ الشرق كله من مجاعة قاتلة.

ثم جاءنا فرس وروم ورمان وعرب، ولكن ظلت مصر هى مصر، معدة كونية خرافية تستطيع هضم القادم والتعامل معه، بل تستطيع تمصيره ووضع نكهتها ومذاقها فوقه.

فهل ستقع كارثة لو سلمنا بأمر بلدنا صاحب التاريخ العريق جدًا، ورضينا بأننا بلد متعدد عاشر حضارات وجرب أمما، ثم ظلت له مكانته وبقي له تفرده؟

إن الحديث عن فرعونية مصر مقابل عروبتها، حديث سخيف، مصر هى مصر، وقد قبلت بالإسلام دينًا وبالعربية لسانًا، وانتهى الأمر.

ومصر لم تتنكر قط لتاريخها، بل تنظر له بعين التبجيل والاحترام، فلماذا ينكر عليها فريق من نخبتها حاضرها بل ومستقبلها.

القبول المصري

هل غزا المسلمون مصر أم فتحوها؟

كثيرًا ما نجد هذا السؤال مطرحًا على الأرصفة، وبعضنا يضيق صدره به، وللحق فلا حاجة لنا بضيق الصدر.

وإجابة السؤال تكون في الوقوف على دلالة الألفاظ على المعاني.

لفظا الغزو والفتح هما لفظان غير محايدين ومنحازين منذ بدايتهما التي لا يعلمها إلا الله.

فأنا المسلم أقول: فتح مكة.

وسأكون ظالمًا لنفسي ولغيري لو طلبت من أبي جهل أن يقول: فتح مكة.

هو سيرى الفتح غزوًا، وسيظل على رأيه، وأنا سأرى الغزو فتحًا وسأظل على رأيي.

ولا حل سوى أن نتعامل مع الخواتيم والمحصلة النهائية للأمر، أكان فتحًا أم غزوًا.

هل قبل المصريون بالفتح العربي أو الغزو العربي أو الوجود العربي.

أنا أقول لك: نعم.

ونعم هذه مبنية على حقائق كانت موجودة على الأرض، وبالنظر المنصف لها ستتضح لك جوانب الصورة.

معظم المصادر الإسلامية تقول: إن جيش عمرو بن العاص جاء الي فتح مصر لم يكن يضم سوى أربعة آلاف مقاتل، وبعض المصادر تقول: بل ثلاثة آلاف وخمسمئة، وعندما تعاظم الجيش وجاءه المدد لم يزيد على عشرين ألفًا

فماذا عن عدد المصريين في ذاك الوقت.

أنقل فقرات من دراسة نشرها موقع "جودة" تقول: "وفقا للدراسة الجامعة التي أجراها ج راسيل في ١٩٥٨ وأكدتها دراسة الدكتور محمد صالح للدكتوراه في جامعه جنوب كاليفورنيا – ودراسات جامعه شيكاجو الأمريكية، فإن عدد سكان مصر وقت الفتح الاسلامي كان ٢,٥ مليون. وإن عدد سكان الجزيرة العربية كان مليونا واحدا. وتقديرات سكان الشام والعراق كانت حوالي ٤ مليون، وهذه التقديرات تعتبر دقيقه لأن حمله نابليون في مصر في ١٧٩٨ قدرت عدد سكان مصر كذلك بحوالي ٢,٥ مليون، كما أن أعلي تقديرات سكان مصر وقت يوليوس قيصر وفقا لتلك المراجع هو ٤,٥ مليون (وهو الرقم الأقل دقه بسبب الزمن وتخلف وسائل الحصر). إذن حتى إذا هاجر كل سكان الجزيرة والشام والعراق إلى مصر يستحيل أن تتحول مصر لدوله ذات أغلبية مسلمة كاسحة، فلكي يحدث ذلك تحتاج مصر أن يهاجر لها على الأقل ٢٥-٣٠ مليون عربي وهو رقم ببساطه غير موجود أساسا ولا حتى نصفه بفرض أن كل الجزيرة العربية وكل الشام وكل العراق برجالهم بأطفالهم بنسائهم هاجروا لمصر وتركوا بلادهم خاويه تماماً.

هل عاقل يقبل على عقله أن يقول: إن جيشًا من أربعة آلاف مقاتل قد غزا وسيطر على بلد تعداده مليونين ونصف المليون إنسان؟

لولا القبول المصري لفتك المصريون بجيش ابن العاص وهذا لا نقاش فيه.

لقد حدثت تفاهمات بين المصريين وبين عمرو بن العاص، تلك التفاهمات يمكن تصورها على النحو الآتي.

فريق من المصريين انجاز لجيش عمرو يكاد يكون قد شارك في قتال الرومان.

الفريق الثاني: شكًل ما يعرف بقوات استطلاع تعمل لصالح عمرو وجيشه.

الفريق الثالث: كان يود التخلص من الرومان بأي سبب وبأي يد.

الفريق الرابع: نفض يديه من الأمر كله، فهو مقيم في بلده سواء كان الحكام من الرومان أم من العرب.

على ذلك تغلب جيش الأربعة آلاف على كل قوات الرومان وهزموها شر هزيمة وقد استغرق ذلك قرابة العامين، ثم أصبح الطريق ممهدًا لفتح الإسكندرية، وما أدراك ما الإسكندرية.

زهرة الإمبراطورية

يقول الأستاذ راغب السرجاني: كانت الإسكندرية عاصمة لمصر منذ أنشأها الإسكندر الأكبر في شتاء عام 331-332 ق.م وفي العصر الروماني صارت المدينة الثانية بعد روما، وبقيت تحت سلطان الرومان أكثر من قرن من الزمان، ثم نما حجم الإسكندرية وأنشأ البطالمة فيها المتحف والمكتبة التي حوت 500.000 مجلدٍ، وفيها تمَّ ترجمة التوراة إلى اليونانية، وصارت الإسكندرية مركزًا للتجارة بين دول أوروبا والشرق، واستمر ذلك الحال حتى دُمِّرَ المتحف والمكتبة خلال الحرب الداخلية في القرن الثالث الميلادي.

بجملة واحدة نستطيع وصف الإسكندرية بأنها زهرة الإمبراطورية الرومانية، وكان على المسلمين تأمين حدود مصر والوصول إلى الإسكندرية بأي ثمن كان.

الزحف إلى الإسكندرية لم يكن سهلًا، فثمة قوات مدربة ومنظمة للرومان تعسكر ما بين الفسطاط ( القاهرة ) وبين الإسكندرية، وعمرو بن العاص مطالب بالتقدم مضحيًا بأي شيء، والذي يطالبه بالتقدم كان الفاروق عمرو، وتصور لنا المصادر الإسلامية ما حدث فتقول إن الفاروق قد أرسل رسالة حادة لعمرو جاء فيها: "أما بعد، فقد عجبتُ لإبطائكم عن فتح مصر، إنكم تقاتلونهم منذ سنتين، وما ذاك إلا لما أحدثتم، وأحببتم من الدنيا ما أحب عدوكم، وإن الله تبارك وتعالى لا ينصر قومًا إلا بصدق نياتهم، وقد كنت وجهت إليك أربعة نفر، وأعلمتك أن الرجل منهم مقام ألف رجل على ما كنت أعرف، إلا أن يكونوا غيَّرَهم ما غيَّر غيرهم، فإذا أتاك كتابي هذا فاخطب الناس، وحُضَّهم على قتال عدوهم، وَرَغِّبْهم في الصبر والنية، وقَدِّم أولئك الأربعة في صدور الناس، ومُر الناس جميعًا أن يكون لهم صدمة كصدمة رجل واحد، وليكن ذلك عند الزوال يوم الجمعة، فإنها ساعة تنزل الرحمة، ووقت الإجابة، وليعجّ الناسُ إلى الله ويسألوه النصر على عدوهم".

تلقى عمرو الرسالة الحادة ثم نظر حوله فوجد أمرين في غاية الأهمية.

الأول: هو تأكده من وصول إمدادات كثيرة وضخمة للعدو.

والثاني: إن تفاهماته مع المصريين قد تعاظمت حتى أن الأكثرية قد عزمت على التعاون الواضح الصريح مع المسلمين ضد الرومان.

نعود إلى الأستاذ راغب فنجده يقول:" قد ذكرنا من قبل أن فتح بابليون كان يوم الجمعة 29 من ذي الحجة 20هـ / 7 ديسمبر641م؛ وتقول الروايات: إن عمرو بن العاص ظل أمام الإسكندرية مُحاصِرًا لها ثلاثة أشهر. وتعني هذه الروايات أن المسلمين قطعوا ما بين بابليون حتى الإسكندرية في ستة أشهر، ثم أقاموا أمامها ثلاثة أشهر، وعلى ذلك يكون وصول المسلمين إلى الإسكندرية كان نحو 19جمادى الآخرة 21 هـ/ 23 مايو 642م، ويكون فتحها حدث نحو 19رمضان من العام 21 هـ ".

أمام الأسوار

قبل الوصول إلى أسوار الإسكندرية المنيعة خاض المسلمون عدة معارك مع قوات الرومان، وقد ربح المسلمون المعارك كلها.

وقد خصص الاستاذ الدكتور محمد حسين هيكل فصلًا من كتابه عن الفاروق عمر لفتح الإسكندرية، ومنه أنقل باختصار يسير: "فلما اقترب (يعني عمرو ابن العاص) من أسوارها وقف الجند كله أمامها وقد أخذه البهر من كل مكان لمرآها، فأين منها دمشق! وأين منها بيت المقدس، بل أين منها أنطاكية! بل أين منها المدائن وفيها أبيض كسرى! فتح هؤلاء العرب أبناء البادية عيونهم واسعة على منظر رائع تسحر روعته العقول والقلوب، وظلوا وقوفًا يجيلون أعينهم يَمْنَةً ويَسْرَةً فلا تقع إلا على ما يزيدهم سحرًا وبهرًا، فهذه ضواحي المدينة أمامهم نثرت فيها الحدائق نثرًا، وقامت فيها القصور والأديار خلال غابات من أشجار ضخمة، بعضها مثمر وبعضها لا ثمر له، ومن بعد الضواحي تقوم أسوار وحصون يصغر أمامها كل ما رأوا من أسوار وحصون، ولا يزيد حصن بابليون الذي وقفهم أمامه ما وقفهم على أنه واحد من هذه المجموعة الضخمة القائمة حول العاصمة الفاتنة تحدث عن مناعتها وقوة دفاعها.

عسكر عمرو شرق المدينة فيما بين الحلوة وقصر فاروس، وسرعان ما أدرك أن مهاجمة المدينة ليست بالأمر الميسور، فقد كان البحر يحميها من شمالها، وكان الروم وحدهم هم المتسلطين عليه، فلم يكن للعرب فيه شراع واحد، وكانت بحيرة مريوط تحميها من الجنوب، وكان اجتيازها عسيرًا بل غير مستطاع، وكانت ترعة الثعبان تدور حولها من الغرب، بذلك لم يبقَ إليها طريق إلا من الشرق، وهو الطريق الجاري بينها وبين كريون، وكانت المدينة حصينة من هذه الناحية بأسوارها وحصونها، كما كانت حصينة بهما من سائر نواحيها، لم ييأس عمرو مع ذلك من التغلب على عدوه، وكان أول رأيه أن يقف حياله بعيدًا عن مرمى مجانيقه، فإذا طال بالروم الحصار شعروا بما في ذلك من مذلة لهم، فغامروا بالخروج فتمكن المسلمون منهم؛ لذلك أقام بعسكره بين الحلوة وقصر فاروس شهرين كاملين، لم يخرج له الروم في أثنائها ولم يحاولوا مناجزته.

على أن أمداد الروم إلى الإسكندرية ما لبثت أن انقطعت بعد قليل من موت هرقل؛ فقد شغل أهل بزنطية بما ساد بلاطهم من الاضطراب، وبما نشأ في عاصمتهم من الانتقاض على مرتينا وابنها، فنسوا الإسكندرية ونسوا مصر، ولم يَعُدْ منهم أحد يفكر في الدفاع عنها.

يقول المؤرخ ابن عبد الحكم:" لما أبطأ على عمرو بن العاص فتح الإسكندرية استلق ظهره ثم جلس فقال: إني فكرت في هذا الأمر فإذا هو لا يُصْلِحُ آخِرَه إلا مَنْ أَصْلَحَ أوَّلَه — يريد الأنصار — فدعا عبادة بن الصامت فعقد له ففتح الله على يديه الإسكندرية في يومه ذاك".

انتصر المسلمون بمساعدة حقيقية وجادة من المصريين، ودخلوا المدينة التي هى أهم مدن الإمبراطورية.

داخل المدينة

يقول الدكتور هيكل: لا حاجة بي إلى أن أذكر ما تركته عمارة الإسكندرية، وما امتازت به من جمال وجلال، من الأثر العميق في نفوس العرب الذين فتحوها، وحسبك، لتدرك عمق هذا الأثر، أن تتلو عبارة عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب في هذا الفتح إذ يقول: «أما بعد فإني فتحت مدينة لا أصف فيها، غير أني أصبت فيها أربعة آلاف بنيةٍ بأربعة آلاف حمام، وأربعين ألف يهودي عليهم الجزية، وأربعمائة ملهى للملوك.» فهذا الإيجاز من رجل اشتهر بالإطناب ودقة التصوير في الوصف حجة على أن عمرًا رأى كل وصف يقصر عن تصوير ما رآه بالإسكندرية على حقيقته، بل لقد بعث عمرو بن العاص معاوية بن حديج رسولًا إلى عمر ينبئه بالفتح، فسأله معاوية: «ألا تكتب معي كتابًا؟» فكان جواب ابن العاص: «وما أصنع بالكتاب؟ ألست رجلًا عربيًّا تبلغ الرسالة وما رأيته وما حضرت؟!» وقد كان هذا جوابه وهو يعرف حرص عمر على أن يقف على الدقيق والجليل من كل شيء، وأن يقف عليه مفصلًا أوفى تفصيل.

يقول المؤرخ ابن عبد الحكم: «وكان بالإسكندرية فيما أُحصي من الحمامات اثنا عشر ديماس، أصغر ديماس منها يسع ألف مجلس، كل مجلس منها يسع جماعة نفر.» ويقول: «لما فتحت الإسكندرية وجد بها اثنا عشر ألف بقال يبيعون البقل الأخضر.» ويذكر السيوطي أن أهل الإسكندرية جميعًا كانوا يلبسون الثياب السود والحمر؛ لأن أرضها وبناءها من المرمر الأبيض، وكان تألق الرخام سببًا في اتخاذ الرهبان السواد في لباسهم، وكان من المؤلم أن يسير الإنسان في المدينة بالليل فإن ضوء القمر إذا وقع فيها على الرخام الأبيض جعلها تضيء، حتى كان الحائك يستطيع أن يضع الخيط في الإبرة بغير أن يستضيء بمصباح؛ وما كان يستطيع أحد أن يدخل المدينة إلا إذا اتخذ غطاء لعينيه يقيه بريق الطلاء والمرمر. ويقول المؤرخ المسعودي في وصف السرابيوم: «وكان في ذلك القصر مائة عمود، وفي صدره عمود عظيم لم يُرَ مثله في الحجم وله قمة كالتاج وكان ذلك العمود يهتز عند هبوب الريح عليه".

 ويقول السيوطي: «إنه قد بنى الجان لسليمان في الإسكندرية إيوانًا للاجتماع، به ثلاثمائة عمود علو كل منها ثلاثون ذراعًا.» وكانت من المرمر المجزع، بلغ من صقله أن صار كالمرآة يرى الإنسان فيه من يسير خلفه، وكان في وسط الإيوان عمود علوه مائة ذراع وإحدى عشرة ذراعًا، وكان سقفه قطعة واحدة من المرمر الأخضر نحته الجن، وكان هؤلاء الجان على صورة الإنسان لهم رءوس كالقباب وعيون تمزق الأسد.

رد الجميل

مر بك أن المصريين كانوا في صف عمرو بن العاص بطريقة من الطرق، ولذا رأي عمرو أن يرد إليه جميل المساندة وعدم التحالف مع العدو فعقد اتفاقًا مع حاكم الإسكندرية تضمن البنود الآتية:

- أن يدفع أهل الإسكندرية الجزية المستحقة عليهم دينارين كل عام.

- أن يحافظ المسلمون على الكنيسة المسيحية، فلا يتعرضون لها بسوء، ولا يتدخلون في شئونها.

- أن يتمتع أهل الإسكندرية بالحريات الدينية.

- أن تعقد هدنة مدتها 11 شهرًا، يبقى المسلمون في أثنائها عند مواقعهم الأولى.

- أن يكف الروم عن القتال، وألا يحاولوا استرداد مصر، ولا تعود إليها قوة حربية.

- أن ينسحب البيزنطيون، ويأخذون معهم أموالهم وأمتعتهم عن طريق البحر. وإذا تمَّ الانسحاب دخلت قوات المسلمين واحتلت المدينة.

- أن يكون عند المسلمين من الروم 150 جنديًّا، و50 مدنيًّا رهينة؛ لتنفيذ المحافظة على الجالية اليهودية، وكان عددها عظيمًا.

- أن يرحل جند الروم من الإسكندرية في البحر على أن يحملوا متاعهم وأموالهم، ومن أراد الرحيل برًّا فليدفع كل شهر جزءًا معلومًا من المال، ما بقي في أرض مصر أثناء رحلته.

ثم بعد سنوات عاشت مصر قلبًا نابضُا بالعروبة والإسلام، بل أصبحت القاهرة مقرًا لخلافة مترامية الأطراف، وعودًا على بدء فلولا القبول المصري بالعرب والمسلمين ما مكثوا في مصر ساعة من نهار.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق