المعايير المزدوجة لتنظيم «داعش» تزيد من خيبة أمل أتباعه..الاهالى يشتكون عرف «الجهاديين» في عرض الجثث المقطوعة الرأس في الأماكن العامة..وأعضاء تنظيم الدولة يحصلون على امتيازات على حساب الفقراء

الثلاثاء، 19 يناير 2016 01:06 م
المعايير المزدوجة لتنظيم «داعش» تزيد من خيبة أمل أتباعه..الاهالى يشتكون عرف «الجهاديين» في عرض الجثث المقطوعة الرأس في الأماكن العامة..وأعضاء تنظيم الدولة يحصلون على امتيازات على حساب الفقراء
داعش

تسببت الاوضاع الاخيرة فى الدول التى يسطير تنظيم «داعش» على عدد من بلدانها والقرى فيها، إلى خيبة أمل أتباع التنظيم الذى وعدهم بتطبيق الشريعة الاسلامية وتحقيق العدالة والمساواة بين الجميع فى ظل حكم التنظيم، ولكن سرعان ما انكشفت الاعيب «داعش» فى بعدهم التام عن احكام الشريعة والحصول على امتيازات على حساب الفقراء الأمر الذى أدى إلى فرار الاهالى من تبعية حكم التنظيم.



تعذيب الأسرى
محمد سعد، ناشط سوري، كان أسيرا لدى تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميًا بـ«داعش»، تم تعليقه من ذراعيه وتعرض للضرب بشكل منتظم، بعد ذلك بيوم واحد، قام سجانوه بسحبه ومعه أسرى آخرين لأسفل وخبأوهم في أحد المراحيض.

وقال سعد، في أحد الأيام، قام رجل دين مسلم بارز بزيارة لتفقد السجن، وهناك قال للمقاتلين الذين يديرون السجن إنه ينبغي عليهم عدم تعذيب الأسرى وأن أي شخص احتجز بدون اتهام ينبغي اطلاق سراحه في غضون ثلاثين يوما، لافتًا إلى أنه بمجرد رحيل الرجل، عاد الأسرى إلى عذابهم.

واضاف سعد، متحدثا من تركيا التي فر إليها: «إنها عصابة إجرامية تدعي بأنها دولة»، مضيفًا أن كل الكلام عن تطبيق الشريعة والقيم الإسلامية مجرد دعاية، فتنظيم «داعش» وظيفته التعذيب والقتل.


خيبة أمل العامة
السوريون الذين فروا مؤخرا من حكم تنظيم الدولة الإسلامية يقولون إن خيبة أمل العامة تتزايد في ظل فشل تنظيم الدولة في الارتقاء إلى مستوى وعوده في اقرار المثل العليا للحكم "الإسلامي" في العدالة والمساواة والحكم الرشيد.

وبدلا من ذلك، أصبح حكم التنظيم شبيها بالحكم الديكتاتوري للرئيس السوري «بشار الأسد» الذي سعى الكثير من السوريين لإسقاطه، في ظل اعتماده على الوشاة والمخبرين الذين أسكتوا الجماهير الخائفة.


تنظيم سيء السمعة
وبدلا من المساواة، شهد المجتمع صعود طبقة النخبة الجديدة وهم «المقاتلين الجهاديين» الذين يتمتعون بالامتيازات الخاصة والأفضلية في المحاكم، وينظرون بتعال إلى العوام ويتجاهلون حتى الفتاوى الصادرة عن رجال الدين المنتمين إلى التنظيم.

وعلى الرغم من الفظائع التي جعلت منه سيء السمعة، فقد أثار تنظيم الدولة الآمال في أوساط بعض أتابعه من السنة عندما اجتاح أراضيهم عبر أجزاء من سوريا والعراق وأعلن عن إقامة «الخلافة الإسلامية» في صيف عام 2014.


الوضع سىء
وقال نايف، أحد أهالى بلدة الشدادي الواقعة بسوريا والخاضعة لسيطرة «داعش» والذي فر إلى تركيا في نوفمبر الماضى، برفقة عائلته بسبب الغارات الجوية الروسية إلى حد كبير: «عدالة داعش غريبة الأطوار بدأوا بشكل جيد، وبعد ذلك وبشكل تدريجي، ازداد الوضع سوءا»، بالإضافة إلى قيام التنظيم بتجنيد مخبرين في البلدات والمدن التي يسيطر عليها لمراقبة أي علامة على المعارضة.


فقد التنظيم 30 بالمائة من أراضيه
وقالت فاطمة، التى فرت مع زوجها وأطفالها الخمسة هربا من الغارات الجوية الروسية والسورية إلى تركيا: «مثلما كان الحال في ظل حكم نظام (الأسد) كنا نخاف أيضا من الحديث عن «داعش» إلى أي شخص لا نثق فيه تمام الثقة».



وأضافت، على مدار العام الماضي، فقد التنظيم 30 بالمائة من أراضيه التي كان يسيطر عليها يوما في العراق وسوريا، بحسب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة المناهض لتنظيم الدولة، وانقطاع المياه والكهرباء لفترات طويلة في بلداتهم ومدنهم وأن أسعار النفط والغاز ارتفعت.


الاستخدام العشوائي لعقوبات الشريعة
وقال أبو مناف، أحد أهالى «دير الزور»، إن بعض رجال الدين تحدوا من يقومون بتنفيذ قوانين التنظيم لإفراطهم في الاستخدام العشوائي لعقوبات الشريعة الصارمة مثل قطع الرؤوس والرجم حتى الموت والجلد وقطع الأطراف.

وقال رجال الدين الأكثر اعتدالا في تنظيم الدولة إن مثل هذه العقوبات يمكن تنفيذها فقط في إطار شروط محددة، كما اشتكوا من عرف «الجهاديين» في عرض الجثث المقطوعة الرأس في الأماكن العامة لتكون عبرة للآخرين، حيث يعد هذا انتهاكا للتعاليم الإسلامية التي تأمر بالدفن السريع للموتى.


تجاوزات تنظيم الدولة
وقال حسام، الذين كان يمتلك متجرا لبيع الملابس النسائية في الرقة، إن أعضاء تنظيم الدولة يحصلون على امتيازات تجعلهم بعيدين بشكل حاد عن أي أحد آخر.

وأوضح حسام، وفي حالات كثيرة، ينضم الشباب إلى التنظيم هربا من الفقر أو حماية لأنفسهم من تجاوزات تنظيم الدولة.


وتابع حسام: «هؤلاء الذين ينضمون إلى داعش يرتقون خطوة على السلم الاجتماعي، فرجال التنظيم يقودون السيارات الفارهة ويتناولون الطعام في أفضل المطاعم وأي شخص لديه صديق أو قريب في داعش فإن حياته تكون أفضل».



وقالت ختار، البالغة من العمر 26 عاما، وهي في طريقها إلى أوروبا الغربية، إن لديها اختان أصغر منها في الرقة، وأن الجهاديين «يطرقون باب الأسرة مرة واحدة على الأقل شهريا لطلب الزواج منهما وكذب والدها عليهم وقال لهم إنه ليس لديه بنات للزواج، لكنهم مستمرون في العودة».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة