وزير الرى يكشف تفاصيل التعامل مع الملء الثانى لسد النهضة.. عبد العاطى: عدم الوصول لاتفاق مرضي يسبب مشكلة للجميع

الخميس، 20 مايو 2021 02:26 م
وزير الرى يكشف تفاصيل التعامل مع الملء الثانى لسد النهضة.. عبد العاطى: عدم الوصول لاتفاق مرضي يسبب مشكلة للجميع
الدكتور محمد عبد العاطى، وزير الموارد المائية والرى

أكد الدكتور محمد عبد العاطى، وزير الموارد المائية والرى، إن مصر جاهزة ببنية تحتية قوية للموارد المائية فى حالة الملء الثانى لسد النهضة، مشدداً على أن عدم الوصول لاتفاق مرضى لملء وتشغيل سد النهضة يسبب مشكلة للجميع" سيدخلنا فى دوائر أخرى نحن فى غنى عنها، وهذا مهم للجميع".
 
وشرح الدكتور محمد عبد العاطى خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "مساء DMC"، مع الإعلامى رامى رضوان، آليات التعامل مع الملء الثانى لسد النهضة الإثيوبى حال حدوثه، وقال "أننا عندما نتحدث عن إدارة الموارد المائية، لابد أن نفكر فى البنية التحتية وقدراتها على تحمل الصدمات، فمثلا عند حدوث جفاف يكون السؤال ما هى المدة التى من الممكن أن نتحملها؟.. وإذا حدثت فيضانات عالية من الممكن أن نتحملها إلى متى؟.. وكذلك فى حالة حدوث سيول كيف سنتعامل معها؟ كما أن التغيرات المناخية مثلها مثل الفيضان العالى والجفاف والسيول".
 
وأضاف عبد العاطى أن ملء سد النهضة يعتبر صدمة من الصدمات، وقال "بمعنى أن أى مياه سيتم تخزينها سوف تنتقص من المياه الواردة إلى مصر، وهذا يسمى جفاف صناعى، لأنه لو افترضنا سقوط 50 مليار متر مكعب من المياه سوف نخصم منهم المياه التى سيتم تخزينها"، مشيراً إلى أنه من المخطط لدى اثيوبيا تخزين 13 مليار متر مكعب من المياه العام الحالى، لكن هناك أمور فنية وتقنية ومؤشرات تؤكد أن لديهم مشاكل فنية.
 
وأشار عبد العاطى إلى أن "الملء الثانى للسد من الممكن أن يتسبب فى مشكلة كبيرة لدولة السودان ويمثل لنا صدمة، خاصة إذا كان هناك جفاف وجفاف قوى فالمياه التى ستقل نتيجة الجفاف سيضاف إليها المياه التى ستنقص نتيجة التخزين وهو ما يسمى بالجفاف الصناعى، ونفس الأمر بالنسبة للسودان لو تم حجز مياه فى فترة قصيرة ستحدث مثلما حدث العام المياه، حيث عانت السودان من 3 مشاكل، الأولى جفاف نتيجة الملء الأول، ثم خرجت المياه من سد النهضة وحدث فيضان بالتزامن مع السيول التى سقطت على الخرطوم وتسببت فى مشاكل، وفى شهر نوفمبر فتحت إثيوبيا البوابات بدون تشاور مع السودان وأطلقت كمية من الطمى وعكرت المياه فى سد الروصيرص وهو ما نتج عنه مشكلة فى مياه الشرب فى السودان كل ذلك نتيجة الفعل الأحادى".
 
أوضح عبد العاطى أن الملء الثانى من الممكن أن يؤثر علينا إذا كان هناك جفاف طبيعى مع الجفاف الصناعى الناتج عن التخزين فى سد النهضة، ولو إذا كانت المناسيب منخفضة والبنية التحتية غير جاهزة من الممكن أن يتسبب فى مشكلة، مشيراً إلى "أننا نتحدث عن 3 سيناريوهات مختلفة أن يأتى فيضان عالى وتكون مناسيب المياه فى بحيرة السد العالى آمنة وكافية أن تستوعب الصدمة، وبالتالي ستكون قدرتى على استيعاب الصدمة عالية، أما السيناريو الثاني أن يكون الفيضان متوسط سوف تخصم منه المياه التى سيتم حجزها في سد النهضة وبالتالى قدرتى على استيعاب الصدمة شكلها ايه، أما السيناريو الثالث أن يحدث مع الملء الثانى جفاف طبيعى مع الجفاف الصناعى وأن تسقط كميات مياه أقل من المتوسط وسيكون جفاف مضاعف".
 
وقال عبد العاطى أن درجة الجاهزية لمدى قدرتى على استيعاب تلك الصدمة، حيث شبه الأمر بأنه "لو بنى جار عمارة سكنية أمامك وعمل واجهة كل ما تشوفها يجيلك اكتئاب، بالتأكيد سيكون هناك تأثير فما بالنا بتأثير سد على دول، وشكل التأثير، لابد أن نتعامل مع كل الامور بجدية ونأخذها على محمل الجد، ونحن لا نتهاون فى مشكلة المياه، أو أى مشكلة قد تطرأ على كل كافة المستويات".
 
وأوضح عبد العاطى الإجراءات التى اتخذتها وزارة الرى خلال الخمس سنوات الماضية،وقال أن مصر كانت تزرع أكثر من مليون فدان أرز تم خفضها إلى 700 ألف فدان، وتم تحديد مساحات قصب وموز، وانشاء 120 محطة خلط ولم يشعر بهم أحد حيث ساهمت تلك المحطات فى وصول المياه إلى نهايات الترع، وسدود حصاد أمطار وأكبر محطتين فى العالم تحت الانشاء حالياً لمعالجة مياه الصرف الزراعى، نحطة بحر البقر 5.6 مليون متر مكعب، ومحطة الحمام حوالى 6 مليون متر مكعب لمياه الصرف الزراعى، ملوحتها تصل إلى 7  آلاف جزء فى المليون يتم خلطها مع المياه العادية سواء جوفية أو أخرى لحل أزمات المياه، هذه إجراءات اتخذتها الدولة للحفاظ على كل قطرة مياه.
 
وقال عبد العاطى أن هناك زيادة سكانية، نزيد 2.5 مليون نسمة فى العام، وفى خلال العشر سنوات الأخيرة حدثت زيادة 25 مليون نسمة فنحن لدينا تحديين الأول التعامل مع التغيرات الخارجية، وتوفير احتياجاتنا مع الزيادة السكانية، مشيراً إلى أن الدولة أخذت إجراءات شدشدة فى 2016 بعدم توصيل مياه النيل إلى المناطق الساحلية والاعتماد على تحلية مياه البحر وهو ما يتم تطبيقه فى مدينة العالميين الجديدة.
 
أشار عبد العاطى إلى أن مشروع تبطين الترع أحد الإجراءات التى اتخذتها الحكومة حيث سيتم تبطين 20 ألف كيلو متر، وتكلفة الكيلو الواحد 4 مليون جنيه، لتصل التكلفة الإجمالية نحو 80 مليار جنيه، وعملنا أيضاً على تحويل الرى فى الأراضى القديمة من الغمر إلى الحديث بتكلفة تصل إلى 40 مليار جنيه، وتطوير المساقى بنحو 40 مليار جنيه، كل هذه الاستثمارات من أجل زيادة قدرتى على تحمل الصدمات التى تشمل تغيرات مناخية وتغيرات خارجية نتيجة كمية المياه التى تصل إلينا وامتصاص صدمة الملء التى سوف يؤثر علينا حتى يعلم الجميع لكن ما نعمل عليه هو تقليل هذه الصدمة بما يضمن عدم التأثير على استخدامتنا المائية" قائلا" احنا بندير المياه فى مصر بالشعرة.. بندير الجفاف والفيضان واحتياجات مختلفة، بنحاول نقلل شكاوى المياه للمزارعين، كل ذلك يعمل فى منظومة متكاملة تعمل على مدار 24 ساعة".
 
وأكد عبد العاطى أن كنا نعمل خلال إجازة العيد كل ذلك تحديات نضعها أمام أعيننا حتى نضع البرامج والخطط للتعامل معها والتخفيف منها، و منهج أساسى عدم الوصول إلى اتفاق مرضى لملء وتشغيل سد النهضة مشكلة للجميع وليس لطرف عن طرف وسوف يدخلنا في دوائر أخرى نحن فى غنى عنها،  ومثلما هو مهم لنا، مهم لإثيوبيا ومهم للسودان بالتساوى، والجميع لابد أن يعلم ذلك.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق