لا تنازل عن اتفاق مرضي للجميع.. هذه تفاصيل تحركات مصر للتعامل مع الملء الثانى لسد النهضة

الخميس، 20 مايو 2021 03:03 م
لا تنازل عن اتفاق مرضي للجميع.. هذه تفاصيل تحركات مصر للتعامل مع الملء الثانى لسد النهضة

أكد الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، إن مصر جاهزة ببنية تحتية قوية للموارد المائية في حالة الملء الثاني لسد النهضة، مشدداً على أن عدم الوصول لاتفاق مرضي لملء وتشغيل سد النهضة يسبب مشكلة للجميع" سيدخلنا في دوائر أخري نحن في غني عنها، وهذا مهم للجميع".
 
وشرح الدكتور محمد عبد العاطي خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "مساء DMC"، مع الإعلامي رامي رضوان، آليات التعامل مع الملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي حال حدوثه، وقال "أننا عندما نتحدث عن إدارة الموارد المائية، لابد أن نفكر في البنية التحتية وقدراتها على تحمل الصدمات، فمثلا عند حدوث جفاف يكون السؤال ما هي المدة التي من الممكن أن نتحملها؟.. وإذا حدثت فيضانات عالية من الممكن أن نتحملها إلى متي؟.. وكذلك في حالة حدوث سيول كيف سنتعامل معها؟ كما أن التغيرات المناخية مثلها مثل الفيضان العالي والجفاف والسيول".
 
وأضاف عبد العاطي أن ملء سد النهضة يعتبر صدمة من الصدمات، وقال "بمعني أن أي مياه سيتم تخزينها سوف تنتقص من المياه الواردة إلى مصر، وهذا يسمي جفاف صناعي، لأنه لو افترضنا سقوط 50 مليار متر مكعب من المياه سوف نخصم منهم المياه التي سيتم تخزينها"، مشيراً إلى أنه من المخطط لدي اثيوبيا تخزين 13 مليار متر مكعب من المياه العام الحالي، لكن هناك أمور فنية وتقنية ومؤشرات تؤكد أن لديهم مشاكل فنية.
 
وأشار عبد العاطي إلى أن "الملء الثاني للسد من الممكن أن يتسبب في مشكلة كبيرة لدولة السودان ويمثل لنا صدمة، خاصة إذا كان هناك جفاف وجفاف قوي فالمياه التي ستقل نتيجة الجفاف سيضاف إليها المياه التي ستنقص نتيجة التخزين وهو ما يسمي بالجفاف الصناعي، ونفس الأمر بالنسبة للسودان لو تم حجز مياه في فترة قصيرة ستحدث مثلما حدث العام المياه، حيث عانت السودان من 3 مشاكل، الأولي جفاف نتيجة الملء الأول، ثم خرجت المياه من سد النهضة وحدث فيضان بالتزامن مع السيول التي سقطت على الخرطوم وتسببت في مشاكل، وفي شهر نوفمبر فتحت إثيوبيا البوابات بدون تشاور مع السودان وأطلقت كمية من الطمي وعكرت المياه في سد الروصيرص وهو ما نتج عنه مشكلة في مياه الشرب في السودان كل ذلك نتيجة الفعل الأحادي".
 
أوضح عبد العاطي أن الملء الثاني من الممكن أن يؤثر علينا إذا كان هناك جفاف طبيعي مع الجفاف الصناعي الناتج عن التخزين في سد النهضة، ولو إذا كانت المناسيب منخفضة والبنية التحتية غير جاهزة من الممكن أن يتسبب في مشكلة، مشيراً إلى "أننا نتحدث عن 3 سيناريوهات مختلفة أن يأتي فيضان عإلى وتكون مناسيب المياه في بحيرة السد العالي آمنة وكافية أن تستوعب الصدمة، وبالتالي ستكون قدرتي على استيعاب الصدمة عالية، أما السيناريو الثاني أن يكون الفيضان متوسط سوف تخصم منه المياه التي سيتم حجزها في سد النهضة وبالتالي قدرتي على استيعاب الصدمة شكلها ايه، أما السيناريو الثالث أن يحدث مع الملء الثاني جفاف طبيعي مع الجفاف الصناعي وأن تسقط كميات مياه أقل من المتوسط وسيكون جفاف مضاعف".
 
وقال عبد العاطي أن درجة الجاهزية لمدي قدرتي على استيعاب تلك الصدمة، حيث شبه الأمر بأنه "لو بني جار عمارة سكنية أمامك وعمل واجهة كل ما تشوفها يجيلك اكتئاب، بالتأكيد سيكون هناك تأثير فما بالنا بتأثير سد على دول، وشكل التأثير، لابد أن نتعامل مع كل الامور بجدية ونأخذها على محمل الجد، ونحن لا نتهاون في مشكلة المياه، أو أي مشكلة قد تطرأ على كل كافة المستويات".
 
وأوضح عبد العاطي الإجراءات التي اتخذتها وزارة الري خلال الخمس سنوات الماضية، وقال أن مصر كانت تزرع أكثر من مليون فدان أرز تم خفضها إلى 700 ألف فدان، وتم تحديد مساحات قصب وموز، وانشاء 120 محطة خلط ولم يشعر بهم أحد حيث ساهمت تلك المحطات في وصول المياه إلى نهايات الترع، وسدود حصاد أمطار وأكبر محطتين في العالم تحت الانشاء حاليا لمعالجة مياه الصرف الزراعي، نحطة بحر البقر 5.6 مليون متر مكعب، ومحطة الحمام حوالى 6 مليون متر مكعب لمياه الصرف الزراعي، ملوحتها تصل إلى 7  آلاف جزء في المليون يتم خلطها مع المياه العادية سواء جوفية أو أخري لحل أزمات المياه، هذه إجراءات اتخذتها الدولة للحفاظ على كل قطرة مياه.
 
وقال عبد العاطي أن هناك زيادة سكانية، نزيد 2.5 مليون نسمة في العام، وفي خلال العشر سنوات الأخيرة حدثت زيادة 25 مليون نسمة فنحن لدينا تحديين الأول التعامل مع التغيرات الخارجية، وتوفير احتياجاتنا مع الزيادة السكانية، مشيراً إلى أن الدولة أخذت إجراءات شديدة في 2016 بعدم توصيل مياه النيل إلى المناطق الساحلية والاعتماد على تحلية مياه البحر وهو ما يتم تطبيقه في مدينة العالميين الجديدة.
 
أشار عبد العاطي إلى أن مشروع تبطين الترع أحد الإجراءات التي اتخذتها الحكومة حيث سيتم تبطين 20 ألف كيلو متر، وتكلفة الكيلو الواحد 4 مليون جنيه، لتصل التكلفة الإجمالية نحو 80 مليار جنيه، وعملنا أيضاً على تحويل الري في الأراضي القديمة من الغمر إلى الحديث بتكلفة تصل إلى 40 مليار جنيه، وتطوير المساقي بنحو 40 مليار جنيه، كل هذه الاستثمارات من أجل زيادة قدرتي على تحمل الصدمات التي تشمل تغيرات مناخية وتغيرات خارجية نتيجة كمية المياه التي تصل إلينا وامتصاص صدمة الملء التي سوف يؤثر علينا حتي يعلم الجميع لكن ما نعمل عليه هو تقليل هذه الصدمة بما يضمن عدم التأثير على استخداماتنا المائية" قائلا" احنا بندير المياه في مصر بالشعرة.. بندير الجفاف والفيضان واحتياجات مختلفة، بنحاول نقلل شكاوي المياه للمزارعين، كل ذلك يعمل في منظومة متكاملة تعمل على مدار 24 ساعة".
 
وأكد عبد العاطي أن كنا نعمل خلال إجازة العيد كل ذلك تحديات نضعها أمام أعيننا حتي نضع البرامج والخطط للتعامل معها والتخفيف منها، و منهج أساسي عدم الوصول إلى اتفاق مرضي لملء وتشغيل سد النهضة مشكلة للجميع وليس لطرف عن طرف وسوف يدخلنا في دوائر أخري نحن في غني عنها،  ومثلما هو مهم لنا، مهم لإثيوبيا ومهم للسودان بالتساوي، والجميع لابد أن يعلم ذلك.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق