عنف مرتقب في أفغانستان.. لماذا هددت طالبان حراس السفارة الأسترالية؟

الأحد، 30 مايو 2021 01:00 م
عنف مرتقب في أفغانستان.. لماذا هددت طالبان حراس السفارة الأسترالية؟

توترات جديدة تشهدها العاصمة الأفغانية كابول، حيث هددت حركة طالبان علانية حراس الأمن الأفغان الذين عملوا فى السفارة الأسترالية التى ستغلق قريبًا.
 
ونشرت حركة طالبان، صورًا لحراس الأمن على الإنترنت وحذرت من أنهم سيكونون مستهدفين لتعاونهم مع حكومة أجنبية.
 
وأعلنت الحكومة الأسترالية هذا الأسبوع أنها ستغلق سفارتها فى كابول، مستشهدة ببيئة أمنية غير مؤكدة بشكل متزايد، وقالت إن دبلوماسييها لن يكونوا فى مأمن فى ضوء الانسحاب العسكرى الدولى الوشيك من أفغانستان.
 
ووفق صحيفة الجارديان البريطانية، يقول المواطنون الأفغان العاملون بموجب عقد من قبل الحكومة الأسترالية كحراس أمن فى سفارة كابول، إن عملهم المرئى للغاية، والوقوف خارج مجمع السفارة جعلهم أهدافًا لانتقام طالبان، ويقول كثيرون إنهم لن يكونوا بأمان داخل أفغانستان.
 
وقالت الصحيفة، طالبان علانية إن أى شخص عمل مع أو إلى جانب حكومات أو قوات عسكرية أجنبية هو خائن وعدو وسيتم استهدافه.
 
وفي سياق متصل، قال الجيش الأمريكى إنه يعمل بسرعة لتطوير خطط لإجلاء المترجمين الفوريين وغيرهم من الموظفين الذين عملوا جنبًا إلى جنب مع القوات الأمريكية ويصل عددهم إلى 18 الف شخص لكن الدول الحليفة الأخرى لم تصدر تصريحات مماثلة.
 
ورصدت صحيفة الجارديان البريطانية، عدة منشورات على الإنترنت تهدد الأفغان الذين عملوا فى السفارة الأسترالية، احتوت إحداها على صورة للحراس وهم يحتجون خارج المجمع الدبلوماسى هذا الأسبوع، تحمل رسالة مكتوبة بلغة الباشتو: "تجمع المترجمون الفوريون وحراس الأمن أمام السفارة الأسترالية فى كابول لطلب اللجوء من الحكومة الأسترالية".
 
وقال أحد الحراس إن الحراس فى سفارات الدول التى لها قوات فى أفغانستان يواجهون بانتظام تهديدات بالقتل من طالبان، ضدهم وضد أطفالهم وعائلاتهم.
 
ولم يكن حراس الأمن المعينون "كمقاولين" لتوفير الأمن للسفارة الأسترالية مؤهلين لبرنامج إعادة التوطين الإنسانى للموظفين المعينين محليًا التابع للحكومة الأسترالية، والمفتوح للموظفين الآخرين المعينين بشكل مباشر، مثل المترجمين الفوريين. بحسب الصحيفة: قيل لحراس الأمن على وجه التحديد: "إن المواطنين الأفغان التاليين لن يكونوا مؤهلين لإعادة التوطين بموجب هذه السياسة"
 
وقالت المراسلات من وزارة الشؤون الخارجية والتجارة، التى اطلعت عليها صحيفة الجارديان انه يمكن للمقاولين وموظفى الأمن أيضًا التقدم بطلب للحصول على تأشيرة إنسانية للموظفين المعينين محليًا.
 
يقول الحراس إنهم يرحبون بالسماح لهم بالتقدم بموجب الخطة، لكن مع استمرار فترات المعالجة فى كثير من الأحيان لأكثر من خمس سنوات، فإنهم يخشون أن تكون بطيئة للغاية. ويقولون أن الإغلاق المفاجئ للسفارة تركهم عرضة لعنف المتمردين، والشعور بأن البلد الذى خاطروا بحياتهم من أجله تخلى عنهم.
 
قال بات رايان، وهو مدافع عن الموظفين الوطنيين الأفغان الأستراليين، أن هناك "تهديدًا حقيقيًا وقائمًا للموظفين الوطنيين المحليين الذين عملوا لحماية مبانى السفارة والقنصلية"، ويزداد هذا التهديد مع انسحاب قوات التحالف والدبلوماسيين.
 
وقال جيسون سكانز، كابتن سابق بالجيش الأسترالى خدم فى أفغانستان، إن أستراليا لديها "التزام أخلاقي" تجاه أولئك الذين اعتمدت عليهم لمدة 20 عامًا، مضيفاً: "سيكون هناك قدر كبير من الخزى الذى يشعر به العديد من المحاربين القدامى فى حكومتنا مع إغلاق السفارة إذا تخلينا عن أولئك الذين شكلنا روابط وثيقة معهم والذين ساعدونا فى جميع أنحاء أفغانستان وفى ساحة المعركة".
 
ولم ترد السلطات على أسئلة حول إعادة التوطين المقترحة لموظفى الأمن وغيرهم من الموظفين.
 
ووفقا للتقرير، مع مغادرة الولايات المتحدة وقوات التحالف لأفغانستان بحلول سبتمبر، فإن احتمالات أفغانستان قاتمة، حيث تسيطر حركة طالبان المنبعثة من جديد على مساحات شاسعة من البلاد، وتهدد أكثر من ذلك بكثير.
 
واستندت الصحيفة لتقرير استخباراتي أمريكي: "من المرجح أن تحقق طالبان مكاسب فى ساحة المعركة واحتمالات التوصل إلى اتفاق سلام "منخفضة".
 
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك ميلى، هذا الأسبوع أن الولايات المتحدة تضع خططا "بسرعة" لإجلاء المواطنين الأفغان الذين عملوا مع الجيش الأمريكى، قبل انسحاب القوات فى سبتمبر، مضيفاً: "إنه من المهم أن تظل الولايات المتحدة "وفية لأولئك الذين دعموا المجهود الحربى.. وأن نفعل ما هو ضرورى لضمان حمايتهم، وإذا لزم الأمر، إخراجهم من البلاد".
 
وأضاف: "هناك خطط يتم تطويرها بسرعة كبيرة جدًا هنا، ليس فقط المترجمين الفوريين ولكن الكثير من الآخرين".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق