النمسا والمجر في يورو ٢٠٢٠.. صراعات سياسية وتاريخية لا تنتهي

الأربعاء، 09 يونيو 2021 10:00 م
النمسا والمجر في يورو ٢٠٢٠.. صراعات سياسية وتاريخية لا تنتهي
كتب- محمد أبو ليلة:

ساعات قليلة وتنطلق أولى مباريات كأس الأمم الأوربية يورو ٢٠٢٠، وقد يواجه منتخب النمسا نظيره المجري إذا عبرا للدور ثمن النهائي. وستجد النمسا نفسها مضطرة للعب دور الـ16 في قلب بودابس إذا تصدرت مجموعتها الثالثة.

مباراة المجر والنمسا هي ثاني أكثر مواجهة دولية جرت عبر التاريخ، أقيمت 137 مرة. المواجهة الأكثر هي الأرجنتين وأوروجواي التي جرت 194 مرة.

قد لا تمثل مباراة النمسا والمجر أهمية كبرى للجمهور العادي نظرا لأنها بين منتخبين ليسا ضمن نخبة القارة العجوز في الوقت الراهن.

لكنها بالنسبة للنمساويين والمجريين تمثل صراعا طويلا يمتد إلى الحرب العالمية الأولى.

في يورو 2016 بفرنسا جرت واحدة من أهم مباريات الفريقين عبر التاريخ، تواجها في الجولة الأولى من دور المجموعات وتفوقت المجر بهدفين قبل أن تتصدر المجموعة لاحقا، بينما ودعت النمسا مبكراً.

بداية الصراع

في يوم ما في القرن التاسع عشر، كانت الإمبراطورية النمساوية المجرية تمتد مساحتها إلى ما يقرب من 677 ألف كيلو متر مربع.

إمبراطورية عظيمة تمثل مساحة شاسعة في قلب أوروبا ويسكنها أكثر من 52 مليون إنسان.

كانت الإمبراطورية الكبيرة تضم الأراضي الكاملة لخمس دول حالية هي التشيك وسلوفاكيا وسلوفينيا والبوسنة والهرسك وكرواتيا. إضافة إلى أراض تتبع حاليا صربيا وإيطاليا والجبل الأسود ورومانيا وأوكرانيا وبولندا.

هذه الإمبراطورية الضخمة، التي شملت حكومتين منفصلتين لكل واحدة منهما حكم ذاتي الأولى في فيينا والثانية في بودابست، كانت في شد وجذب مستمر مع جيرانها، خاصة الصرب.

وبسبب سياستها الخارجية التي تميل للنزاعات والحروب، وبعد اغتيال ولي عهدها فرانس فرديناند في 1914 في سراييفو، أعلنت الحرب على صربيا في شرارة الحرب العالمية الأولى.

خاضت إمبراطورية النمسا والمجر الحرب مع ألمانيا والدولة العثمانية ضد دول الحلفاء فرنسا وبريطانيا وروسيا وإيطاليا. انتهت المملكة مع الحرب في 1918 وتقلصت أراضيها واضطر العديد من سكانها للعيش في دول أخرى.

وبعد معاهدتي تريانون وفرساي اضطرت المجر للتخلي عن جزء من أرضها الغربية للنمسا، لأن هذه الأرض كان يسكنها الألمان لقرون.

لكنها تمسكت بالسيادة على مدينة شوبرون، وأجبرت الحلفاء على إجراء استفتاء للسكان الذين اختاروا أن تكون المدينة تابعة للمجر.

الأمر الذي يعتبره النمساويون غير شرعي.. ومن هنا تأجج الصراع بين الدولتين.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق