الزعاترة تزف شهيدها.. «محمد يونس» أيقونة للشهامة والجدعنة (فيديو)

الأحد، 13 يونيو 2021 06:00 م
الزعاترة تزف شهيدها.. «محمد يونس» أيقونة للشهامة والجدعنة (فيديو)
محمد يونس النادي
محمد الشرقاوي

حالة من الحزن، خيمت على قرية الزعاترة، إحدى قرى محافظة دمياط، بعد وفاة شاب استشهد عند محاولة إنقاذه لـ 3 أشخاص قبل غرقهم في مياه البحر المتوسط، بشاطئ مدينة رأس البر.
 
محمد يونس مسعد النادي، أحد العاملين في ملاهي رأس البر، هرع إلى الشاطئ، حين شاهد 3 أطفال من محافظة الشرقية يصارعون الموت، دون تفكير، فتمكن من إنقاذ اثنين ولم يستطع إنقاذ الطفل الثالث، واستشهدا سوياً.
 
هشام عبدالجليل الشوبكي، رئيس فرق إنقاذ الوجه البحري، كتب أمس السبت، على صفحته بفيسبوك: "الرجاء من الجميع الدعاء لهذا الشاب شهيد الرجولة والجدعنة محمد يونس مسعد النادي، من الزرقا قرية الزعاترة، يعمل في ملاهي رأس البر".
 
وتابع الشوبكي: "شاهد محمد أمس تلت أطفال من الزقازيق يغرقون في الماء في شاطئ 101، فنزل مسرعاً وأنقذ اثنين وعند نزوله لإنقاذ الثالث ويدعى زياد أحمد عبدالعال جاد 14 سنة من الحسينية فاقوس، غرق الإثنان معاً وتم انتشال الجثتين الآن بمعرفة إنقاذ دمياط ورأس البر.. شكراً لكل من شارك في عملية الانتشال".
 
1a2bb194-8771-4846-a437-f5598b42266c
 
لم يستوعب أهالي قرية الزعاترة الصدمة، منذ خبر الإعلان عن الوفاة، وأن موعد الجنازة حين وصول الجثمان، ولم يطيقوا الانتظار لاستلامه، ولكن قطعوا بسياراتهم، من أقصى جنوب محافظة دمياط وهي قرية متاخمة لحدود محافظة الدقهلية، إلى شمالها حيث ساحل مدينة رأس البر، للبحث عن شهيدهم، وهي مسافة تزيد عن 60 كم وساعة زمن من المواصلات.
 
لم يترك أهالي قرية الزعاترة ساحل المدينة التي صارت مشؤومة – في نظرهم- حتى عادوا بجثمان محمد يونس، يزفونه كما يزفون عريساً ليلة زفافه، إلى مثواه الأخير.
 
مسافة تقترب من الساعة، وينتظر مئات من أهالي القرية والقرى المجاورة على مدخلها، يتراصون على جانبي الطريق، في انتظار عريسهم، وفور دخوله القرية، ارتفعت الزغاريد والهتافات "الشهيد حبيب الله".
 
لم يصل الجثمان بسهولة إلى مسجد الدكتور ماهر عرام "الجمعية الشرعية"، حيث صلاة الجنازة، من شدة الزحام، لكنه كان يتخطى الرقاب مهرولاً، كأن لم يعطله شيء. نساء القرية بفتياتها، خرجن جميعاً.
 
 
وقع الصدمة لم يكن سهلاً على أهالي قرية الزعاترة، فما بين زغاريد وهتافات وتصفيق أحياناً وبين نحيب وإغماءات وصراخ وعويل، رجال قبل النساء، كان المشهد. 
 
مضى محمد يونس إلى مثواه الأخير، عريساً إلى جنة الخلد، في مشهد درامي ولقطات متسارعة، لن تنساها أذهان أهالي القرية. 

صفحات مواقع التواصل الاجتماعي كانت هي الأخرى دفتر عزاء لمحمد يونس محمد النادي، لكن كانت هناك لقطات بارزة، منها
ما دعا له وسيم عرام، أحد أهالي القرية، لأن يكون محمد أيقونة لشبابها: "لازم محمد يونس يكون قدوة لولادنا وياخدوا درس ويتعلموا ويشوفوا حسن الخاتمة، عاش محترم بين الناس ومات بطل نحسبه عند الله شهيد، ونغير من نفسنا ونبعد عن العادات السيئة زى سب الدين والبلطجة والحاجات الوحشة".
 
 
2
 
 
بينما كتب آخر، عبد الله ربيع: "البطولة قرار مبني عليه كل شئ, مش بس الموت !.. بيطلب شفاعتك ألاف الناس دلوقتي، متعطرة سيرتك بالكلام الطيب يامحمد، خفيفة روحك وتقيلة جدعنتك".
 
1
 
 
1

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة