"حياة كريمة".. قاطرة توعية مجتمعية

السبت، 19 يونيو 2021 10:00 م
"حياة كريمة".. قاطرة توعية مجتمعية
أمل غريب

لم تكتف المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" لتنمية قرى الريف المصرى بالجانب التنموى والتطويرى، بل تحولت خلال الأسابيع الماضية إلى قاطرة توعية مجتمعية هي الأكبر في تاريخ مصر، بعدما طال نشاطها مختلف المجالات والقطاعات، فقد استهدفت المبادرة قضية هامة لطالما أثرت على المجتمع ككل على مدار عقود طويلة وهى ظاهرة ختان الإناث، حيث أطلقت المبادرة حملة جديدة لطرق الأبواب جابت مختلف محافظات الجمهورية تحت شعار "احميها من الختان".
 
وخلال الأيام الماضية جابت "احميها من الختان"، قرى ومدن محافظات كفر الشيخ فى إطار أنشطة اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث، بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة والمجلس القومى للأمومة والطفولة ففى مدينة مطوبس فقط، تمكنت الحملة من توعية 8456 سيدة و7993 رجلا و 10734 طفلا، بإجمالي أكثر من 26 ألف موطن من خلال 5099 زيارة.
 
وقالت الدكتورة آلاء عبد الحميد خفاجي، مسئول المجلس القومى للأمومة والطفولة بكفر الشيخ، إن الحملة تهدف لنشر الوعى فيما يخص تجريم ختان الإناث وأهمية إقناع السيدات والفتيات بخطورة ختان الإناث، والعقوبات التى تقع على مرتكبها أو الداعى لها، مؤكدة أنه لا يجب الاكتفاء بالجانب الإعلامى ولكن لابد من الوصول للمواطنين بمنازلهم، لمناقشتهم وإقناعهم.
 
وتتمثل الأهداف الرئيسية لمبادرة حياة كريمة فى تحسين المعيشة والاستثمار فى البشر من خلال الحماية والرعاية الاجتماعية، سكن كريم، ووعى مجتمعى، إلى جانب تحسين مستوى خدمات البنية الأساسية والعمرانية (صرف صحى، مياه شرب، رصف طرق) علاوة على تحسين جودة خدمات التنمية البشرية (التعليم، الصحة، الخدمات الرياضية والثقافية)، فضلا عن التنمية الاقتصادية والتشغيل (قروض للمشروعات الصغيرة، تدريب مهني).
 
كما عملت "حياة كريمة" على دعم المزارعين، والفلاحين، ببرامج توعوية وتمويلية تحسن من الإنتاج الزراعى وإقامة وحدات إنتاجية على مستوى الريف لخفض البطالة وتوعية المقبلين على الزواج، ورعاية المسنين والأسر الفقيرة إلى جانب تخصيص وحدة اكتشاف مبكر للإعاقة، للكشف على الأطفال أقل من 5 سنوات وكذلك إنشاء مراكز للاستشارات الأسرية المنتشرة على مستوى محافظات الجمهورية.
 
ومنحت المبادرة اهتماما كبيرا بخدمات الطفولة المبكرة، التي تصل في الريف لنسبة 8% فقط كما عملت على تقديم خدمة الحضانات للأطفال الأقل من 5 سنوات بكثير من القرى المحرومة، قبل مرحلة الكي جي إلى جانب تكثيف كل برامج وزارة التضامن الخاصة بالتوعية بكافة القضايا منها التصدى للتنمر.
 
وتعمل الحكومة على توسيع القوافل الطبية الموجهه للريف المصرى، والتى وصلت لـ255 قافلة بالمرحلة الأولى، كما تم التنسيق مع منظمات المجتمع المدني لتوفير سيارات القوافل الطبية واستفادة 115 ألف مواطن منها، هذا بجانب تنظيم قوافل للاكتشاف المبكر للإعاقة بالنسبة للأطفال الأقل من سن 5 سنوات.
 
وشهدت الفيوم الأسبوع الماضى لقاء موسع ضم السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، والدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، والدكتور محمد عماد نائب محافظ الفيوم، والدكتورة هبة مغيب، رئيس قطاع التخطيط الإقليمى بوزارة التخطيط، وسارة مأمون معاون وزيرة الهجرة للمشروعات والمؤتمرات، وممثلو المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، والدكتور رفعت حليم رفعت حليم راعى لجنة المساعدات الإنسانية بمجلس الجالية بدولة الكويت، تناول بحث مشاركة المصريين بالخارج فى مبادرة تطوير القرى المصرية ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، وبالأخص بالمحافظات الأكثر تصديرا للهجرة غير الشرعية بالتعاون بين القطاع الحكومى ومؤسسات المجتمع المدني، ضمن مبادرة وزارة الهجرة "أصلك الطيب" المعنية بهذا الشأن.
 
وقالت السفيرة نبيلة مكرم، أن "أصلك الطيب" تستهدف النهوض بنموذج قرية نموذجية بمحافظة الفيوم، ذات طبيعة متطورة وتتمتع بميزة تنافسية تجعلها قرية متفردة، حيث يستهدف هذا المشروع تنفيذ التوجيهات الرئاسية ببناء الإنسان المصرى وكذلك مبادرة "حياة كريمة"، مشيرة إلى أنه بالتعاون مع وزارتى الهجرة والتخطيط ومحافظة الفيوم سيتم تحديد القرية المستهدف تطويرها وجعلها نموذجا متطورا، وفق رؤية مشتركة لتنفيذ المشروع ضمن جهود الدولة والعمل على دعم هذه الجهود، بجانب تنسيق الجهود بين الجهات المشاركة، لتذليل كافة العقبات وتسخير الطاقات والإمكانيات التى تساعد على تنفيذ هذا المشروع المهم بأعلى درجات الجودة.
 
وقال الدكتور أحمد الأنصارى محافظ الفيوم أنه تم ترشيح 4 قرى بشكل مبدئى لأنشطة مبادرة "أصلك الطيب" هى قرى: المشرك، والشواشنة، وتونس، وقارون، بمركز يوسف الصديق، وسيتم التركيز على الأنشطة الصحية، وخدمات التعليم ومحو الأمية، وتحسين البيئة، وسكن كريم، والتمكين الاقتصادى من خلال إقامة مجمعات صناعية مرتبطة بالزراعات الموجودة بالقرى المستهدفة، وأسواق حضارية مطورة، مؤكداً على ضرورة تقوية دور المجتمع المدنى فى تنفيذ الأنشطة التنموية. 
 
وأوضح ممثلو "حياة كريمة" أن هناك خطوات فعالة تقوم بها الدولة فى العديد من القرى بالمحافظات الأكثر احتياجا، للارتقاء بتلك المناطق والنهوض بالقرى وبناء الإنسان فى مجالات الصحة والتعليم والتدريب المهنى لتوفير فرص العمل للشباب، بجانب دعم الموهوبين ورصد احتياجات المواطنين والعمل على تلبيتها.
 
 
"حياة كريمة" الأهم في تاريخ مصر والعالم
 
وتعتبر مبادرة "حياة كريمة"، هي الأهم في تاريخ مصر، وربما على مستوى العالم، إذ أن نطاق المبادرة وحجمها جعلها مختلفة عن المبادرات التي تم إطلاقها بنفس الملف في دولا مختلفة، حيث تستهدف أكثر من 4 آلاف قرية في الريف المصري على مستوى مختلف مجالات الحياة خلال 3 سنوات، كذلك تستهدف تغيير حياة المواطن بشكل أساسي في مختلف مناحي الحياة، ومن أبرز نتائجها حتى الأن منذ انطلاقها مطلع العام الجاري 2021، انخفاض معدل الفقر في القرى التي شملتها المبادرة في المرحلة الأولى، مما يمثل مؤشرا على انخفاض الفقر في القرى الأخرى خلال المراحل المقبلة، حيث أولت خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، اهتمام كبير بالفلاح المصري، لاسيما الفلاح الصغير، علاوة على توفير خدمات أفضل للمواطنين، إذ أنه هدف استراتيجي لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي.
 
150 دراسة جدوى جديدة لمشروعات بيئية صغيرة
 
أما من الناحية الاقتصادية، فقد وفر جهاز تنمية المشروعات، 150 دراسة جدوى استرشادية لمشروعات صغيرة بالقرى المستهدفة في المبادرة الرئاسية، بالتنسيق بين مختلف جهات الدولة، بهدف تحسين الظروف المعيشية وتوفير حياة أفضل للفئات الأكثر احتياجا في مختلف المحافظا، من خلال تشجيع المواطنين للإقبال على العمل الحر والتشغيل الذاتي، بناء على الدراسات الميدانية التى أعدها الجهاز، عن المقومات الاستثمارية وفرص التشغيل المتاحة في 1500 قرية، التي تشملها مبادرة حياة كريمة، بإعداد 150 دراسة جدوى استرشادية للمشروعات الصغيرة، التي يمكن تنفيذها بهذه المحافظات، وذلك كمرحلة أولى، إذ يستكمل خبراء الجهاز، إعداد المزيد من هذه الدراسات لمساعدة المواطنين وتشجيعهم على بدء مشروعات جديدة أو التوسع في مشروعاتهم القائمة، مما يساعد على توفير فرص عمل لهم ولغيرهم والمساهمة في التنمية الاقتصادية للريف المصري.
 
 وتتضمن الدراسات، أنشطة متنوعة، منها الصناعات المعدنية والزراعية والغذائية وتربية الماشية والاستزراع السمكي، والصناعات البلاستيكية والجلدية والحرف اليدوية والصناعات النسيجية والمفروشات، إذ تم تحديد هذه الأنشطة وفقا للموارد الطبيعية المتاحة بالقرى والمراكز المستهدفة من مبادرة "حياة كريمة"، وكذلك وفقا لاحتياجات المواطنين فيها، ضمانا لنجاح هذه المشروعات وقدرتها على الاستمرار.
 
وتوفر أفرع جهاز تنمية المشروعات على مستوى الجمهورية، مراكزا تابعة له للاطلاع على هذه الدراسات والاستفادة منها، والتعرف على وسائل التمويل المختلفة المتاحة، من خلال الجهاز والدورات التدريبية التي تساعدهم على البدء في مشروعاتهم الجديدة، كما يمكن للمواطنين التعرف على أماكن أفرع الجهاز في هذه المحافظات، عن طريق الاتصال بالخط الساخن 16733.
 
20 مليون جنيه لـ 5 محافظات في الصعيد للمشروعات الصغيرة
 
وفي نفس الإطار، وفر جهاز تنمية المشروعات، تمويلا جديدا بقيمة 20 مليون جنيه، لدعم المشروعات متناهية الصغر في بني سويف، وذلك من خلال توقيع عقد مع جمعية تنمية المشروعات الصغيرة بالمحافظة، بهدف تمويل 4 آلاف مشروع متناهي الصغر، بمراكز وقرى المحافظة، حيث سيتم توجيه نسبة 30% على الأقل من إجمالي العقد، لصالح مشروعات المرأة، وكذلك ضخ ما لا يقل عن 25% من قيمة التمويل، في قرى ومراكز الظهير الصحراوي بمحافظة بني سويف، حيث مول الجهاز خلال الفترة من يناير حتى أبريل 2021،  4547 مشروع صغير ومتناهي الصغر، بمحافظات المنيا وأسيوط وبني سويف والفيوم والوادى الجديد، بإجمالي تمويل قدره 93.8 مليون جنيه، ساهمت في توفير نحو 7 آلاف فرصة عمل، بقرى ومراكز هذه المحافظات، علاوة على ما نظمه الجهاز منذ بداية تنفيذ مبادرة "حياة كريمة"، لسلسلة من الاجتماعات مع رؤساء الوحدات المحلية والمجالس القروية، من أجل تحديد المشروعات المخطط تنفيذها، تستهدف تلبية احتياجات المواطنين في 66 قرية تتضمنها المبادرة، علاوة على تنظيم 15 ندوة لتوعية المواطنين في مركزي ببا وناصر، بالخدمات المالية وغير المالية التي يقدمها جهاز تنمية المشروعات، وكيفية حصولهم عليها، مما شجع أبناء هذه القرى على حصلوا على الدورات التدريبية التي نظمها الجهاز، حول مهارات ريادة الأعمال وكيفية إعداد دراسة الجدوى للمشروع، وخطة العمل، بهدف مساعدتهم على إقامة مشروعات صغيرة جديدة أو التوسع في مشروعاتهم القائمة. 
 
وتتواصل بمحافظات مصر العمل على قدم وساق فى مشروعات "حياة كريمة"، ففي الغربية قالت هبة الشرقاوى منسق مساعد مؤسسة حياة كريمة بالمحافظة إنه مركز زفتى تم الانتهاء من عدد كبير من المشروعات بها، كذلك الانتهاء من 30 مشروعا بين مشروعات صرف صحى، وتوصيل مياه، وغاز طبيعى، ومشروعات التربية والتعليم من إنشاء مدارس وصيانة أخرى، وكذلك مشروعات تبطين وتأهيل الترع التابعة، كما جرى الانتهاء من 7 مشروعات خاصة بالصرف الصحى، و19 مشروعا لتوصيل المياه، و6 مشروعات توصيل غاز طبيعى، وكذلك تم الانتهاء من مدرستين، وأخيرا تأهيل ترعتين.
 
وأشارت هبة الشرقاوى، إلى أنه تم إجراء لقاءات جماهيرية فى جميع القرى، وتم الاستماع إلى طلبات الأهالى فى جميع القطاعات، وتم القياس فى الجولات الميدانية جميع المشاكل التى تعانى منها القرى المصرية خاصتا فى مركز زفتى، وتم تسجيل جميع المطالب، وتم مراجعتها وهل فى منها فى الخطة التى سوف تنفذ، والغير موجود مهنها تم إدراجه فى خطط العمل حتى يتم تلبية متطلبات الأهالى، حيث إن هناك مشروعات بالفعل تم إدراجها والعمل عليها.
 
وفي الوادى الجديد أعلنت المحافظة تدعيم قطاع مياه الشرب بالمحافظة ضمن المبادرة الرئاسية، بـ(33) طلمبة آبار أعماق غاطسة لمحطات الآبار الارتوازى بتكلفة إجمالية 12.8 مليون جنيه، فضلاً عن توريد عدد (313) وصلة للآبار بطول 6 م وقطر 6 بوصة، بالاضافة إلى توريد كابلات كهربائية باجمالى اطوال 4500 م الخاصة بتوصيلات الطلمبات الغاطسة باللوحات الكهربائية.
 
وقال اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، إنه جري تدعيم مرافق المياه والصرف الصحي بـ (6) مولدات كهرباء وديزل قدرة المولد الواحد 500 ك.ف.أ بتكلفة اجمالية 6.6 مليون جنيهاً بمبادرة حياة كريمة والتي تضم أعمال تطوير الأداء الخدمى وتحسين خدمات مياه الشرب وذلك من خلال أعمال مد وتدعيم شبكات مياه الشرب بمركز الداخلة والفرافرة بتكلفة اجمالية 11.5 مليون جنيه فضلاً عن احلال وتجديد (6) آبار ارتوازى للمياه بتكلفة إجمالية 21.2 مليون جنيه.
 
من جهة أخرى، وبأعلام مصر احتفل أهالى قرية الظهير بشمال سيناء، بانطلاق تنفيذ مشروعات حياة كريمة، التى بدأت بفتح طريق رئيسى يربط قرية الظهير التى تبعد 8 كيلو متر جنوب مدينة الشيخ زويد بطريق رئيسى يصل بين مدينة الشيخ زويد وامتداد قرى جنوب المركز، ودفعت شركة الكهرباء بمحول جديد للإنارة وبدأت أطقهم فنية تابعة لها إصلاح الشبكات المتهالكة، بالتزامن مع انطلاق مجلس المدينة فى أعمال إصلاح الكشافات ونقل المياه للخزانات بواسطة سيارات فنطاس مياه وعقد جلسات استماع لمطالب الأهالى لإدراج مطالبهم فى الخطط المقررة خلال الفترة القادمة لتوفير الخدمات داخل القرية ضمن مبادرة حياة كريمة.
 
وقال إيهاب بكير، نائب رئيس مدينة الشيخ زويد إنه تم الاستماع لكل ما يريد الأهالى لتقدم الخدمات التى يحتجونها خلال المرحلة القادمة، لافتاً إلى أنه تم تركيب محول كهربائى جديد ومد شبكات كهرباء ومياه وتركيب كشافات إنارة وفتح طريق مؤدى للقرية، وجارٍ استكمال الخدمات تباعا، إضافة لحصر كافة احتياجات الأسر من أهالى القرية، موضحاً إن منظومة الخدمات التى تحتاجها القرية ستتحقق بتعاون كل الجهات المختصة كلا فى مجاله للوصول لحياة كريمة متكاملة على أرض القرية.
 
وقال عدد من شباب قرية الظهير، إنهم يقدرون كل جهد بذل ساهمت فى أن تنطلق عجلة التنمية من جديد على أرض قريتهم التى طوال سنواتها السابقة لم يتأخر الأهالى عن أداء دورهم فى الحفاظ على أرضهم، وأشادوا ، بما تشهده قريتهم من خدمات، وقالوا إنهم سعداء وهم يرفعون علم مصر على مدخل القرية وعلى أعمدة الإنارة بشوارعها وفوق منازلهم وعلى دواوينهم ابتهاجا بهذه الخطوات.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق