أطفال داعش قنابل موقوتة.. اختبار أوروبي وسط تخوفات من انتشار الفكر المتطرف

الثلاثاء، 22 يونيو 2021 10:15 ص
أطفال داعش قنابل موقوتة.. اختبار أوروبي وسط تخوفات من انتشار الفكر المتطرف

على مدار سنوات وانهيار تنظيم داعش الإرهابي، ظلت هناك تخوفات من "أطفال وأشبال التنظيم" باعتبارهم قنابل موقوتة، كذلك من لهم علاقة بالدواعش التائبين.

ووعلى مدار السنوات الأخيرة، تفاقمت أزمة "أطفال داعش".. أولئك الذين ولدوا داخل المخيمات المنتشرة على الحدود المشتركة بين سوريا والعراق، أو الذين دخلوا الأراضى السورية والعراقية فى عمر الزهور، رفقة أبوين اختاروا الانضمام لمعسكرات الدم والنار، والذين تقدر أعدادهم بما يزيد 27 ألف من 60 جنسية.

وأثار ظهور البريطانية شميمة بيخوم (21 عاما) وإعلان توبتها عن أفكار التنظيم، ومناشدتها السلطات البريطانية للعودة إلى بلادها، ملف أطفال ومراهقى داعش الأوروبيين والذين ترفض دولتهم استعادتهم أو الانخراط فى ملف إعادة تأهيلهم للعودة إلى الحياة الطبيعية.

 

واشتهرت قصة شميمة بيخوم بـ "عروس داعش"، غير أنها جسدت معاناة آلاف الأطفال والمراهقين الذين تورطوا بالانضمام لتنظيم داعش الإرهابي، والذين يحلمون بالحصول علي فرصة جديدة لحياة طبيعية بعد العدول عن الأفكار الإرهابية.

وفي وقت سابق، كشف فلاديمير فوروكوف، المدير التنفيذي لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، عن وجود ما لا يقل عن 27 ألف طفل ومراهق داخل مراكز الاحتجاز والمخيمات شمال شرق سوريا، من 60 دولة مختلفة، من أبناء مقاتلي التنظيم، في وقت ترفض فيه غالبية الدول الأوروبية عودتهم مرة آخرى سواء لإعادة تأهيلهم أو لاستئناف مدد العقوبة لمن تمت إدانتهم.

وفي يونيو الجاري، قالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إنه رغم مرور أكثر من عامين على إسقاط دولة داعش فى سوريا والعراق، فإن أكثر من آلاف الأطفال قد تركوا يقاسون فى مخيم الحول الذى يأوى عائلات أعضاء التنظيم.

ولفتت إلى أن معظم هؤلاء الأطفال لم يبلغ سن المراهقة بعد، ويقضون طفولتهم فى ظروف بائسة مع عدم وجود مدارس ولا مكان للعب أو التطور، ويبدو أنهم لا يجدون اهتماما دوليا بحل لوضعهم. ولم يتبق سوء جهة واحدة تشكل هؤلاء الأطفال، وهى فلول تنظيم داعش.

ويخشى المسئولون الأكراد وجماعات الإغاثة أن المعسكر سيخلق جيلا جديدا من المسلحين، ويناشدون الدول الأم بأن تستعيد النساء والأطفال، لكن المشكلة هى أن حكومات هذه الدول غالبا ما ترى الأطفال كخطر وليس كونهم بحاجة للإنقاذ.

ونقلت عن سونيا كوش، مديرة استجابة سوريا فى منظمة "أنقذوا الأطفال"، قولها إن هؤلاء الصغار هم أول ضحايا داعش، فطفل فى الرابعة من عمره ليس لديه حقا إيديولوجية،  ولديه احتياج للحماية والتعلم. وليست المخيمات مكانا ينشئ ويكبر فيه الأطفال، فهم لا تسمح لهم بالتعلم وأن يكون لهم حياة اجتماعية أو أن يكونوا أطفالا. ولا تسمح لهم بالتعافى من كل ما خاضوه فى حياتهم.

وفى مخيم الهول، يقطن نحو 50 ألف من السوريين والعراقيين، بينهم 20 ألف من الأطفال، وأغلب المتبقين من النساء زوجات وأرامل المقاتلين.. وفى قسم مشدد الحراسة بالمخيم يعرف باسم الملحق، يوجد نحو ألفى امرأة من 57 دولة، تعتبرن من أقوى أنصار داعش ، مع أطفالهن البالغ عددهم 8 آلاف.

 

وفي باريس، دعت شخصيات أكاديمية وثقافية فرنسية، السلطات في البلاد، إلى تحمل مسئولياتها وإعادة أطفال فرنسيين من المخيمات السورية إلى فرنسا، معتبرة أن هؤلاء الأطفال "يموتون ببطء"، حيث وقع 120 شخصية فرنسية من الأوساط الأكاديمية والثقافية خطاب مشترك دعوا خلاله السلطات إلى تحمل المسؤولية وتشريف مبادئ الجمهورية الفرنسية، بإعادة الأطفال الفرنسيين المحتجزين مع أمهاتهم في المخيمات السورية فورا.

وكانت فرنسا أعادت مطلع العام الجاري 7 أطفال من عائلات عناصر "داعش" الفرنسيين، وبذلك بلغ مجموع أبناء المقاتلين الفرنسيين الذين أعادتهم فرنسا حتى الآن من سوريا 35 طفلا، منذ إعلان الهزيمة العسكرية للتنظيم الإرهابي في مارس 2019.

واكتفت دول أوروبية عدة بينها فرنسا، باستعادة عدد محدود من الأطفال اليتامى من أبناء مقاتلي "داعش". قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن السلطات الفرنسية تواجه انتقادات "لرفضها استعادة نحو 150 إرهابياً فرنسيا"، من الرجال والنساء، الذين تعتبرهم متواطئين مع التنظيم المتطرف في سوريا والعراق، فضلا عن عدم تسريع عودة الأطفال المشروط بموافقة الوالدين.

وقدرت اللجنة الوطنية الفرنسية الاستشارية لحقوق الإنسان بوقت سابق عدد القاصرين الفرنسيين المحتجزين في المخيمات الواقعة تحت سيطرة الأكراد بنحو 250، وأعربت عن أسفها لاتباع الحكومة الفرنسية سياسة "درس كل حالة على حدة".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة