"مصر جاءت أولا ثم جاء التاريخ".. 55 ألف قطعة أثرية مرت على 17 معملا للترميم بالمتحف المصري

الأحد، 27 يونيو 2021 11:00 م
"مصر جاءت أولا ثم جاء التاريخ".. 55 ألف قطعة أثرية مرت على 17 معملا للترميم بالمتحف المصري

"مصر ليست دولة تاريخية، مصر جاءت أولا ثم جاء التاريخ" هكذا عبر الأديب المصرى نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل عن مكانة الحضارة المصرية وتقدمها على سائر الحضارات الأخرى وتأثيرها الكبير بما تضمه من علوم وأسرار يتم الكشف عنها باستمرار، جعلها محط أنظار العالم أجمع ويتسابق الجميع على زياراتها والتمتع برؤيتها من خلال عرضها بالمتاحف المصرية ولكن قبل أن تظهر للزوار يقوم بإعادتها كما كانت فى عهد المصريين القدماء مجموعة من مهرة الترميم هم أطباء الحضارة المصرية القديمة، حتى تعود كل قطعة للحياة من جديدة بأيدى مهارة أمينة على تاريخها، ليعلنوا عن أنفسهم بأنهم "حفظة التاريخ".
 
يستطيع هؤلاء المرممون العمل لساعات طويلة دون ملل أو كلل من أجل الفحص والدراسة وتطبيق أحدث الطرق العلمية فى وسائل الترميم، وبالطبع دون تغيير فى أصل القطعة التى يعملون عليها، فيقوم باستخدام مواد بحيث تعود كما كانت طبقا لنتيجة التحليل على القطع أو من خلال مجموعة من الصور لأصل القطعة إذا توفر ذلك، لنجد فى النهاية عرض القطع الأثرية فى أبهى حالتها، ولكن بعد مجهود كبير، وداخل مراكز ترميم المتحف المصرى الكبير فى الهرم خير دليل على ذلك.
 
هنا داخل معامل ترميم الآثار بالمتحف المصرى الكبير الذى يضم مجموعة كبيرة من الشباب، يعملون فى محرابهم فى صمت، الكل يتأمل ويفحص ويوثق القطع الأثرية، ووسط مواد الترميم ممسكين أدواتهم، يقومون بأعمال الترميم بدقة بالغة، فهنا لا يوجد احتمال للخطأ، بجانب بعضهم البعض على طاوله طويلة توضع الكنوز المصرية فتشعر وكانك داخل غرفة للعمليات ومن بداخلها جراحين مهارة تعرف أناملهم الطريق الصحيح فعادة القطع كما كانت منذ القدم.
 
 فإذا كان المصرى القديم قد أبهر العالم بتراثه فإن أحفادهم قادرون على دهشته مرة أخرى والحصول على الإشادة والتقدير من مختلف المؤسسات الدولية لبراعتهم فى حفظ التراث الإنسانى وقدرتهم على إعادة أكثر من 50 ألف قطعة أثرية، للحياة، من ضمنها مجموعة الملك الفرعونى توت عنخ آمون، التى تعرض لأول مرة بشكل كامل أمام الجمهور، والتى تصل لـ 5600 قطعة أثرية.
 
ويضم مركز الترميم 17 معملا متخصصا، هناك معمل لترميم الأخشاب ومعمل للآثار العضوية ومعمل للآثار غير العضوية، ونجد معملا للآثار التى تبدأ بوزن 250 كيلوجراما، وهناك معامل أخرى بتخصصات مختلفة.

مراحل متعددة
 
تمر القطعة الأثرية بالعديد من المراحل لحين عرضها بالمتحف المصرى الكبير، ويقول الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الشئون التنفيذية للترميم ونقل القطع الأثرية للمتحف المصرى الكبير، وذلك يتم طبقا لسيناريو العرض المعد ويبدأ من عصر ما قبل الأسرات إلى العصر اليونانى الرومانى، حيث تتوجه إدارة الاختيارات الأثرية بالمتحف المصرى الكبير إلى المخازن والمتاحف المختلفة لاختيار القطع الأثرية التى تتوافق مع سيناريو العرض الذى تم وضعه .
 
سيناريو العرض
 
ويضيف عيسى زيدان: يعقبها توجه إدارة الترميم الأولى والتغليف ونقل الآثار إلى المنطقة المستهدف نقل القطع الأثرية منها، ليتم إجراء معاينة أولية وكتابة تقرير لإثبات حالة القطع قبل نقلها من المنطقة المتواجدة به إلى المتحف المصرى الكبير، لتبدأ عملية التوثيق والتى تمر بمراحل عديدة.
 
وتابع الدكتور عيسى زيدان، ومن تلك المراحل استخدام أحدث أنواع الكاميرات الحديثة، ليتم توثيق القطع الأثرية بتقنية ثلاثية الأبعاد وبعض الأجهزة الحديثة الأخرى فى عملية الفحص للتعرف على أماكن الضعف والقوة وأماكن التعشيق والنقر خاصة فى الآثار الخشبية ولمعرفة مكونات القطعة الأثرية، لافتا وللأمانة العلمية هذه الأجهزة لا تستخدم مع كل القطع وإنما تستخدم مع القطع ذات الطبيعة الخاصة والمعقدة التركيب مثل "التابوت، والمقاصير" الخاصة بالملك توت عنخ آمون، إلى جانب الأسرة الجنائزية ثم يتم فحص القطعة مرة أخرى لبيان إذا كانت حالتها تسمح بالتناول والتغليف من عدمه، وفى حال وجود قطع تحتاج للترميم الأولى أو الإسعافات الأولية من تقوية وتثبيت قشور بيتم التعامل عليها من خلال أخصائيين الترميم المتواجدين بالمتحف المصرى الكبير حتى تكون القطعة بحالة جيدة تسمع بعملية التغليف والتناول.

التغليف
 
وأوضح الدكتور عيسى زيدان، أنه بعد ذلك تأتى مرحلة تغليف القطعة الأثرية، والتى تختلف من قطعة لأخرى بحسب الحجم، وطبيعة القطعة نفسها وتكوينها، ويتم التعامل مع القطع باستخدام مواد خاصة خالية من الحموضة فى تغليف القطع المذهبة، ثم تأتى المرحلة الأخيرة وهى نقل الآثار على سيارات مجهزة ضد الاهتزازات بسبب "المطبات الصناعية" فى الطرق، حيث يتم العمل على تقليل الصدمات وأحيانا يتم استخدم أجهزة لقياس الاهتزازات والحرارة والرطوبة من المناطق التى يتم نقل منها القطع الأثرية تحت إشراف كامل من شرطة السياحة والآثار.

بعد الوصول للمتحف
 
أوضح "زيدان": بعد ذلك يتم أخذ القطعة إلى منطقة فض التغليف ليتم فحص القطع الأثرية من خلال وحدة التعقيم الموجودة بالمتحف، وإذا كانت القطعة بها إصابة حشرية يتم وضعها فى غرفة التعقيم وبعد التأكد من تعقيمها يتم دخول كل قطعة إلى معمل الترميم المختص بها بحسب طبيعة.

مجموعة توت عنخ أمون
 
وأشار الدكتور عيسى زيدان، إلى أنه تم نقل حتى الآن ما يتجاوز الـ55 ألف قطعة أثر، ضمنها المقتنيات الخاصة بتوت عنخ آمون والتى تصل عددها تقريبًا إلى 5600 قطعة أثرية، والتى تم الانتهاء من ترميمها بالكامل.

معمل ترميم الآثار الخشبية
 
ومن داخل معمل ترميم الأخشاب تقابلنا مع الدكتورة جيلان محمود، رئيس المعمل، والتى استعرضت ما يتم على القطع الخشبية قائلا: هنا فى المعمل يتم التعامل مع القطع الخشبية فقط مثل العجلات الحربية والتوابيت والتماثيل المصنوعة من الخشب، والبداية تأتى منذ لحظة استلام القطعة والتى نبدأ بفحصها لإعداد خطة العمل وتوثيقها وتصويرها حتى تتضح كل تفاصيل مكونات تصنيعها وبيان مظاهر التلف التى لا يمكن ملاحظتها أو تحديدها بالعين المجردة، ليتم بعد ذلك وضع خطة علاج مناسبة لها .
 
وأوضحت جيلان محمود: أن القطع الأثرية التى تدخل المعمل لا توجد لها خطوات ثابتة، بمعنى أن حالة ترميم كل قطعة قد لا تتمشلى مع قطعة أخرى، ويتحدد ذلك من خلال مظاهر التلف التى تحدد الخطوات وخطة الترميم، فمن المعروف أن البداية تكون بالتنظيف والتقوية بعد استكمالات تدعيميه بغرض تقوية القطعة وليس بغرض الشكل الجمالى، كما توجد قطع استثنائية بها أجزاء منفصلة يعاد جمعها، كما نجد قطع بها أجزاء تم تجميعها خطأ وبالرجع لقطع مشابهة والصور الأولية يتم بيان الشكل الصحيح لما كانت عليه لحظة اكتشافها، فيتم التعامل مع القطعة لإعادتها لطبيعتها القديمة، لافتة إلى أن القطع خلال عمليات الترميم يصاحبها عمليات التوثيق والتصوير وهناك قطع يتطلب ترميمها تحت الميكروسكوب نظرًا لدقة حجمها ودقة الشروخ المتواجدة بها، كما توجد قطع أخرى خلال عملية التنظيف يتم فحصها بالأشعة فوق البنفسجية لبيان أماكن الضعف والتى تحتاج للترميم نظرًا لعدم إمكانية رؤيتها بالعين المجردة.

وقت غير محدد
 
وأكد جيلان محمود، على أن الوقت الذى تستغرقه القطعة فى الترميم غير ثابت فلا يمكن وضع جدول ثابت بالتوقيت خلال عمل الترميم، لأن ما يحدد ذلح هو حالة كل قطعة، وبعد انتهاء عملية الترميم يتم عمل التوثيق النهائى لها لكى يمكن عمل المقارنة قبل وبعد الترميم.

مبدأ هام
 
تؤكد رئيس قسم الآثار الخشبية، أن هناك مجموعة من الضوابط والمبادئ تحكم عمل المرمم وعلى رأسها القاعدة التى تنص على "أقل تدخل ممكن هو أفضل ترميم ممكن فليس الغرض أو إبراز الوجه الجمالى للقطعة وتلوينها بقدر ما نهدف إلى عودة القطعة بحالتها الأصلية لحظة الاكتشاف فلا يتم تلوينها"، ولذلك نحرص على بيان عمرها الأصلى وشكلها الأساسى ومرور آلاف السنوات عليها، فلابد من يترك بها الجانب الأثرى وهذه هى وظيفة المرمم الأساسية لذلك هناك مبدأ أخر يطلق عليه "الصيانة الوقائية" ويعنى عرض القطعة الأثرية فى بيئة ودرجة حرارة ورطوبة مناسبة.

تعقيم القطع الأثرية
 
فيما يقول الدكتور حسين كمال، مدير عام مركز الترميم بالمتحف الكبير، إنه عقب وصول القطع الأثرية لمركز الترميم فى المتحف المصرى الكبير يتم بطبيعة الحال مرحلة فض التغليف وتوثيق حالتها التى جاءت بها للمركز، حيث لا يتم التعامل مباشرة من قبل المرممين إلا بعد تدخل قسم التعقيم أو مكافحة الآفات الحشرية، والتى غالبا ما توجد فى الآثار العضوية، ويتم فحصها للتأكد من عدم إصابتها بالإصابات الحشرية.

خطورة الإصابة الحشرية
 
خطورة الإصابة الحشرية على الآثار يوضحها الدكتور حسين كمال: الإصابة الحشرية أحد العوامل التى من الممكن أن تتسبب فى تلف شديد للآثار العضوية أو تسبب فى تآكل للقطع الأثرية، حيث تعمل الحشرات فى الظلام وتصنع أنفاق داخل القطعة الأثرية وتتغذى عليها ومن الممكن أن تفنيها تماما، لذلك فإن معمل التعقيم بالغازات الخاملة يكون له دور كبير فى فحص القطع الأثرية وتعقيمها، وبعد الانتهاء من التطهير والتعقيم يتم توزيع القطع الأثرية على معامل الترميم داخل المركز الذى يضم 3 أقسام رئيسية: "قسم معامل الصيانة الأولية أو سابقة التجهيز وفيه 6 معامل ترميم، ومعامل فحص وتحاليل".

تعدد معامل الترميم
 
وأضاف الدكتور حسين كمال: أن معامل الترميم يطلق عليها الصيانة العلاجية لأنه يتم التدخل بطرق علاجية للحفاظ على الآثار التى تختلف عن الصيانة الوقائية، وتنقسم معامل الترميم وعددها 6 معامل وتتوزع الآثار فى منطقة التجهيز على المعامل طبقًا للتخصص ففى معمل مخصص للمواد العضوية النسيج والبردى والعاج، ومعمل مخصص للآثار غير العضوية وهى الآثار من أصل معدنى مثل المعادن، الفخار، ومعمل مخصص للأخشاب ومعمل مخصص للأحجار، ومعمل مخصص للبقايا الآدمية.

وضع الخطة
 
وتابع الدكتور حسين كمال، وبمجرد نقل القطع الأثرية لمعامل الترميم تبدأ على الفور وضع خطة علاجية بمعرفة أخضائى الترميم تحت إشراف رئيس المعمل ويتم عرضها للمناقشة، مؤكدًا أن كل القطع الأثرية التى وصلت لمركز الترميم وعددها 54 ألف قطعة أثرية تم وضع خطة علاج لكل قطعة منها على حدة فخطة العمل تساعد كثيرًا فى الخطوات التى سيتم العمل عليها، والتى تم مناقشتها مع الرئيس المباشر والرئيس الأعلى وبالتالى لا يكون هناك أى فرصة لأى خطأ .
 
وأوضح مدير عام مركز الترميم بالمتحف الكبير، أن خطة العلاج يتم بمقتضاها تحديد خطة الترميم، حيث توجد قطع أثرية استغرقت وقتًا طويلاً بسبب استغراق وقت فى مراحل التحليل، والفحص، والتقييم لحالة التلف وكيفية التعامل معها ومنها درع وشاح الملك توت عنخ آمون، حيث استغرق البحث أكثر من شهرين والتنفيذ كان فى أقل من تلك المدة، ويرجع ذلك إلى أنه وقت الاكتشاف لم يتم عمل ترميم على القطع، أو أن الترميم فى الخمسينيات أو الستينيات لم يكن من خلال التوثيق، ولكن الآن يوجد توثيق لكل مراحل الترميم وذلك مفيد للأجيال القادمة لمعروفة التدخل الذى تم للقطع الأثرية.
 
أما خلال جولتنا فى معمل الآثار غير العضوية، فقد كان لنا لقاء مع نسرين عاطف خربوش، رئيس المعمل، وقالت: المقصود بذلك أن المعمل يستلم القطع الأثرية التى ليست من أصل نباتى أو حيوانى، والعمل داخل المعمل له نظام خاص حيث يتم تقسمه من خلال 4 مجموعات، مجموعة خاصة بصيانة وترميم المعادن، مجموعة خاصة بترميم وصيانة الفخار، مجموعة خاصة بترميم وصيانة الزجاج، مجموعة خاصة بترميم وصيانة الفالو.
 
ولفت نسرين خربوش، أن معمل الآثار الغير عضوية يختلف عن المعامل الأخرى، حيث أن عملنا ينطوى على أكثر من تخصص فكل مادة تختلف فى طريقة التعامل معها، حيث يتم توزيع القطع على حسب اختصاص كل مجموهة التى ذكرناها، مشيرة إلى أنه فى البداية عندما بدأنا العمل فى المركز لم يكن هناك تخصص، وبعد ذلك بدأت كل مجموعة تتخصص فى ترميم مادة معينة وتعمل عليها دراسات وأبحاث بجانب رسائل الماجستير والدكتوراه، ووجدنا أن ذلك أفضل، وليس معنى ذلك أن هناك مجموعة تجهل ما يتم بالمجموعة الأخرى، فالكل متخصص فى جميع أساليب الترميم ولكنهم تخصصوا مادة معينة يكتسب من خلالها الخبرات والدراسات تمنحه قدرات إضافية للتعامل مع هذه المادة.
 
 وتابعت نسرين خربوش، يوجد بالمعمل قطع أثرية استغرقت وقت وتفكير ومجهود، والتى ستعمل على جذب الزوار بعد افتتاح المتحف الكبير، وهى مجموعة القلادات الخاصة بالملك توت عنخ أمون، وهى المجموعة التى كانت معروضة فى المتحف المصرى بالتحرير، ولكن لم تكن هناك فرصة للمرميين فى ترميمها والتعامل معها ولكن عند دخولها لمركز الترميم هنا فاستطاع شباب المرممين هنا التعامل معها وإعادتها لشكلها الأصلى الذى كانت موجودة عليه وقت الاكتشاف، وذلك من خلال كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون بواسطة التصوير الفوتوغرفى ومن مذكرات والملاحظات، ورسم يدوى تم الرجوع إليها والاستعانة بها لبيان الشكل الأولى لها لحظة اكتشافها الأول، ولا ننكر دور المصرى القديم الذى اعتمد على الترقيم وهو ما سهل عملنا فى إعادة شكلها، فتلك القلادات استغرقت وقتًا طويلا ومجهود كبير جدًا فى ترميمها، حيث كان يضظر المرمم فى فك القلادة عدة مرات فى سبيل الوصول إعادتها مجددا لشكلها الأصلى، فالصبر والبحث والدراسة التى استغرقت أكثر من عام نجاحنا فى تحقيق ذلك، وسوف تنال إعجاب الزوار عند عرضها، لأنها مصدر فخر لنا كمرميمن عملوا فى مجموعة القلادات .
 
وقالت منة الله طاهر، منسق العلاقات الدولية بالمتحف المصرى الكبير، إن المتحف الكبير أكبر صرح ثقافى حضارى فى القرن الواحد والعشرين، والذى يقدم خدمة ثقافية وسياحية للزوار، ويضم أكبر مراكز الترميم فى العالم، المختص بالتعامل مع القطع الأثرية منذ استلامها، حيث يضم العديد من الكفاءات، وبه أحدث آلات وتقنيات مستخدمة، وأخر ما وصل إليخ العلم الحديث فى مجال الترميم .
 
 وأضفت منه الله طاهر، كما يضم المتحف المصرى الكبير مجموعة متميزة من المرممين هم أطباء الحضارة المصرية القديمة، وذلك من خلال استخدام التقنيات الحديثة، كما أنه سيتمر العمل بمركز الترميم حتى بعد افتتاح المتحف، حيث سيقدم دورات تدريبية للمرممين، كما نسعى أن يكون المتحف لائقًا بحضارتنا المصرية وباسم مصر.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة