السفينة إيفرجيفن تغادر المحروسة بعد توقيع عقد التسوية.. حكاية 108 يوم في المياه المصرية

السبت، 10 يوليو 2021 09:00 م
السفينة إيفرجيفن تغادر المحروسة بعد توقيع عقد التسوية.. حكاية 108 يوم في المياه المصرية
محمد الشرقاوي

الأربعاء الماضى، أسدلت هيئة قناة السويس الستار على أزمة السفينة "إيفرجيفين" بفعاليات مؤتمر صحفى عالمى تم خلاله توقيع عقد التسوية مع الشركة المالكة لسفينة الحاويات البنمية EVER GIVEN  بحضور الفريق أسامة ربيع رئيس الهيئة، وممثل الشركة المالكة للسفينة وعدد من السفراء والشركاء الدوليين، أنتهى بمغادرة السفينة المياه المصرية بعد توقيع اتفاق التسوية ورفع الحجز التحفظى على السفينة.
 
وعصر الثلاثاء الماضى صعد، محضر المحكمة الاقتصادية بالإسماعيلية، بصحبة محامى هيئة قناة السويس، علي متن سفينة الحاويات البنمية "إيفرجيفن"، وتم إخطار ربان السفينة رسميًا بقرار المستشار عمر القاضى، رئيس المحكمة الاقتصادية بالإسماعيلية، برفع الحجز التحفظى رسميًا علي السفينة، بناء علي طلب هيئة قناة السويس، بعد التوصل لتوقيع اتفاق تسوية مع الشركة المالكة للسفينة إيفر جيفن.
 
وقال الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، أنه على مدار أكثر من 151 عام تخدم القناة حركة الملاحة الدولية، موضحًا أن أزمة السفينة تسبب فى مشكلات كبيرة بعدد من الموانئ حول العالم وآثار سلبية على قناة السويس وحركة الملاحة داخلها، ونجح أبناء الهيئة فى فتح مسار الملاحة تحت إشراف وتعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، لافتاً إلى أنه بعد تعويم السفينة بدأت عملية جديدة لضمان حقوق قناة السويس جراء تلك الأزمة، وتم تشكيل لجنة متخصصة تضم أبرز الخبرات من النواحى الفنية والقانونية، كان هدفها التوصل لإجراء قانونى مناسب يضمن للهيئة تعويض ما تكبدته من خسائر جراء الحادث، وضمان التواصل مع الشركة المالكة والشركة المشغلة للسفينة، والحفاظ على العلاقات الطبية التى تربط مصر بالدول التى تتبعها السفينة، وهى علاقات تحرص عليها مصر كما تحرص عليها الدول المعنية، واستمرت المباحثات بين الهيئة وملاك السفينة على مدار 3 أشهر.
 
وأكد رئيس هيئة قناة السويس، أنه تم الاتفاق لإتاحة المجال باستئناف مسيرة السفينة "إيفرجيفين"، موجهاً الشكر للرئيس السيسي الذى دعم القناة كثيراً خلال فترة الأزمة، وإلى رجال هيئة قناة السويس البواسل القادرون على مواجهة كافة التحديات، والذين بذلوا كل ما يستطيعون من جهد وهو الأمر الذى شهد له العالم أجمع، وتم الاتفاق المرضى للجميع بعد عملية تفاوض ماراثونية.
 
وأشار الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، إلى أن هيئة قناة السويس سوف تبقي دائما قادرة على تقديم خدماتها بأحدث الإمكانيات لجميع السفن بجميع أحجامها وحمولتها وأنواعها، موضحًا أن هذا الصرح المصرى سيظل حريصاً على مواصلة التطور والتحديث بلا توقف، ووجه التهنئة للشركة المالكة للسفينة ونادى الولايات المتحدة للحماية والتعويض على التوصل لهذا الاتفاق.
 
و قال هيجاكي، رئيس الشركة المالكة للسفينة الجانحة إيفرجيفن، إنه بفضل المساعدة الناجزة والخبرة التي تتمتع بها قناة السويس تم تعويم السفينة بأمان في غضون 7 أيام، وأضاف خلال المؤتمر الصحفى: "أود أن أسجل صادق امتناني للفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس والشعب المصرى على المهمة التى  وشغلت السفينة البنمية إيفرجيفن، الرأي العام الدولي والمحلي، بداية من تاريخ جنوحها في 23 مارس الماضي، فى النقطة 151 ترقيم القناة، ليقف بعدها العالم منتظراً ماذا سيفعل المصريون في تلك الأزمة التي تهدد شريان التجارة العالمي.
 
ومع تخوفات من إصابة حركة التجارة العالمية بالشلل، نجح المصريون بإرادة وعزيمة الجبال، في تعويم السفينة الجانحة بعد 29 مارس الماضى، لتتنفس التجارة العالمية مجدداً.
 
ومنذ تاريخ جنوح السفينة، مروراً بتعويمها بعد 6 أيام من الحادث، وقطرها وسحبها إلى منطقة البحيرات المرة القريبة من مدينة فايد بالإسماعيلية، لحين التوصل إلى اتفاق بين الشركة المالكة وهيئة قناة السويس، مرت بمراحل نستعرضها فيما يلي: 
6 يونيو 2021
الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، أعلن الثلاثاء، عن توصل الهيئة إلى حل مع ملاك السفينة البنمية، دون الإفصاح عن تفاصيله، لسرية الاتفاق، مؤكدًا أن الحل مرضٍ بنسبة كبيرة للهيئة وكافة الأطراف، وأنه جرى دراسة الأمر، حتى لا يكون هناك حاجة للذهاب للمحكمة مرة أخرى؛ للحفاظ على مصالح الأطراف كافة.
وحافظت هيئة قناة السويس، على حقوقها كاملة، إلى جانب العلاقات السياسية والاقتصادية مع دولة اليابان، من خلال حل يُرضي كافة الأطراف، وفق الفريق أسامة ربيع، ليسدل بذلك الستار على أزمة "إيفرجيفن".
واستغرقت المفاوضات بين هيئة قناة السويس، والشركة المالكة للسفينة وقتًا طويلًا، بعد كثير من عرقلة المفاوضات.
25 يونيو 2021 
وفي ذلك التاريخ، أكد أسامة ربيع، على أن القناة يحدث لها تطور بشكل كبير وواضح من أجل إرضاء العملاء، منوها إلى أن حادثة السفينة الجانحة أمر طارئ وغير مقصود ولهذا كان من الضروري استخدام طريقة ودية مع الطرف الآخر لإيجاد حلول.
وأضاف في تصريحات، أن مالكي السفينة "إيفرجيفن" عملاء مهمين للقناة ولهم العديد من المراكب التي تمر بشكل دوري عبر قناة السويس، مشيرا إلى أن قضية السفينة مازالت مستمرة والتأجيل الأخير كان بطلب من مالك السفينة لدراسة حل الأزمة وديا.
وتابع رئيس هيئة قناة السويس بأنه لم يكن هناك أي عداء سواء مع طاقم السفينة إيفر جيفن أو الشركة المالكة لها أو التوكيل الملاحي أثناء المفاوضات وإن التعامل معهم كان يتم بشفافية تامة، مشيرًا إلى أن أزمة السفينة الجانحة أصبحت تاريخ وذكرى وإنه سيتم العمل على إنشاء إدارة قانونية للتفاوض الدولي في الهيئة بدلا من الاستعانة بمكاتب من الخارج.
12 أبريل 2021 
قدمت شركة التأمين يو كيه كلوب التي تقدم تغطيتها التأمينية للسفينة، عرضًا مدروسًا لتسوية القضية ولم تعلن عن قيمة واضحه للتسوية لكنه حسب بيان هيئة قناة السويس برفض العرض فإن القيمة المعروضة قليلة جدا بالمقارنة بخسائر قناة السويس
وأكدت شركة يو كيه كلوب، أنها قدمت الاستئناف في إحدى المحاكم على قرار إحتجاز السفينة من قبل السلطات المصرية كما قالت إن الخطوة كانت ضرورية إذ لم يكن بالإمكان حل القضية دون تدخل مستمر من جانب المحاكم المصرية وستنعقد جلسة الاستماع في القضية بالمحكمة في الرابع من مايو المقبل.
وطالبت هيئة قناة السويس، الشركة المالكة لسفينة "إيفرجيفن" بتعويض قدره 916 مليون دولار، منها 300 مليون دولار مقابل أعمال القطر والتكريك. و300 مليون دولار أخرى نظير الأضرار التي لحقت بسمعة قناة السويس، ويعد هذا المبلغ أقل بنحو 100 مليون دولار بالمقارنة مع حجم التعويضات التي قدرها أسامة ربيع في وقت سابق بأكثر من مليار دولار.
ويشمل المبلغ التكاليف المتعلقة بإجراءات تعويم السفينة وصيانتها. إضافة إلى خسائر هيئة قناة السويس من إيرادات رسوم مرور السفن التي تقدر بـ15 مليون دولار يوميًا على مدى 6 أيام.
600 عامل و15 قاطرة أبطال الملحمة
وخلال الأزمة تحملت الهيئة مسئوليتها كاملة في تعاملها مع أزمة جنوح سفينة الحاويات البنمية منذ وقوع الحادث، وسخرت كافة إمكانياتها الفنية والبشرية وما تمتلكه من معدات ووحدات بحرية لإتمام عملية الإنقاذ بنجاح بمشاركة ما يزيد عن 600 فرد من العاملين بالهيئة وباستخدام 15 قاطرة والعديد من وحدات الغطس والإنقاذ ولنشات الخدمة وكراكتين من أسطول كراكات الهيئة، حيث استحدثت الهيئة استخدام التكريك في أعمال الإنقاذ البحري وهو أمر غير متعارف عليه لما يتطلبه من دقة عالية ومراعاة لأقصى معايير الأمان.
23 مارس 2021 
وكان حادث "إيفرجيفن" عبارة عن إغلاق كامل للمجرى الملاحى، ولم يكن حادث جنوح عاديًا حيث كانت السفينة فى حالة خطر دائم وكان من الممكن أن تنشطر إلى نصفين لو استمرت عملية الإنقاذ لمدة يومين آخرين، كما تم إنقاذ السفينة وما عليها من بضائع خلال 6 أيام فقط بالرغم من أن العالم كان يتحدث عن شهر ونصف فى حال اللجوء إلى قرار اخلائها من البضائع، حيث تمت عملية التعويم دون وقوع حاوية واحدة من بين 18 ألف حاوية كانت على متن السفينة.
وترتب على عملية الإنقاذ منع كارثة بيئية كبرى حيث كانت السفينة تحتوى على 2700 طن من الوقود، ولو تسربت فى القناة لحدثت كارثة كبيرة مشابه للتسرب البترولى الذى وقع فى خليج المكسيك والذى حصلت بمقتضاه على تعويضات وصلت إلى 10 مليارات دولار، كما كانت تحمل السفينة على متنها 100 حاوية تضم موادًا خطرة، دون أن يقوم ربان السفينة بالإبلاغ عن هذه المواد الخطرة وفقا للوائح المعمول بها فى قناة السويس.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق