حلا شيحة و"الفن على المزاج".. مارست الوصاية على الإبداع بطريقة الداعية المودرن

الخميس، 15 يوليو 2021 11:39 ص
حلا شيحة و"الفن على المزاج".. مارست الوصاية على الإبداع بطريقة الداعية المودرن
طلال رسلان

لطالما كان الفنان رسالة إلى المجتمع، مشكلا للثقافة العامة، ومحركا أساسيا للعقول والفكر، بما يتشابك به مباشرة مع الجمهور، ولذلك كانت الدعوات منصبة دائما على الارتقاء بالمستوى والمحتوى، وإيمان كل فنان بمسئولياته تجاه وطنه ضد فكر التطرف وسيطرة الفكر الظلامي على العقول.

خلال عقود مضت، تكونت قاعدة أساسية على خلفية مناهضة الفكر المتطرف للإبداع وأهل الفن والثقافة، مفادها بأنه لا وصاية لأحد على القوى الناعمة، ولا غلبة لجماعة في حجب الفن بكل أنواعه، تلك الرسالة التي تحطمت على صخرتها أفكار الظلام والإرهاب والدم.

في تاريخ الفن نماذج كبيرة قدمت الكثير للجمهور، تعثرت أحيانا في سقطات، لكن كان ظاهرها وباطنها رسالة إسعاد الجماهير، قبل إعلان اعتزالها رغم المشوار الكبير لكن دون وصاية على الآخرين والمجتمع وبحرية تامة في الاختيار، وانسحاب آمن، من غير محاولات ارتداء عباءة التحريم والتبغيض.

منذ ساعات قررت السيدة حلا شيحة، الفنانة صاحبة أسرع تجربة بين اعتزال الفن والعودة أو بين خلع الحجاب والعودة أيضا، أو بالأحرى المتدينة حديثا بعد الارتباط بالداعية معز مسعود، لعب دور الوصاية على زملائها في الوسط الفني بهجوم على نوعية الفن المُقدم «الذي يغضب الله، والنار مثواه»، ودعت إلى تحجيب الفن.
 
أزمة حلا شيحة، التي شهدت جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بدأت عندما شنت هجوما لاذعا ضد الفنان تامر حسنى، واتهمته بتجاهل طلباتها فى منع طرح فيديو كليب أغنيته الجديدة "بحبك" من فيلمهما "مش أنا"، وتضمن الكليب عددا من المشاهد الرومانسية التى جمعتهما.
 
كتبت "شيحة" عبر حسابها على موقع "إنستجرام": "أنا اتفاجئت بنزول كليب يجمع فيه مشاهد متفرقة من الفيلم وفى أيام ذى الحجة أيام مباركة وخصوصاً بعد آخر بوست نزلته ووضحت فيه أنا إيه.. واتفاجئت أكتر خصوصا بعد وعد تامر حسنى ليا وتأكيده أنه حيحترم رغبتى وبعض الطلبات اللى طلبتها منه بكل احترام وود الصيف اللى فات وأكدلى أنه حيحترم رغبتى". 
 
وأضافت: "إحنا يمكن نجحنا بمقاييس الدنيا بس صدقونى بمقاييس ربنا إحنا لم ولن ننجح.. أنا عارفة ومتاكدة أن زملائى جواهم خير بس للأسف فتنة الشهرة والنجاح مش بتخلينا نشوف ونقيس الأمور صح". 
 
واستطردت: "بتكلم من قلبى الكليب ده ميرضيش ربنا وأنا عيطت لإنى شفت نفسى فى المشاهد دى.. دى كانت زلة نتيجة ظروف مريت بيها وكلنا بنغلط ولازم نغلط علشان أحنا بشر بس المصيبة أننا بنغفل وبننسى.. أنا مش حتكسف من حد أنا توبت من المشاهد دى وهى لا تصح وأنا غلطت وبصلح وأهم حاجة أن ربنا يرضى عنى لأن فى الآخر ده اللى حينفعنا مش الشهرة ولا النجاح لا هو مش نجاح أصلا علشان النجاح الحقيقى حاجة تانية خالص أحنا أغلبنا ناسينها إلا القليلين منا".
 
وتابعت فى رسالتها الهجومية ضد تامر حسنى: "الفن لو بيخلينا نبعد عن منهج ربنا ومنبقاش قدوة لولادنا يبقى باطل وميبقاش فن.. احنا كلنا عندنا امتحان فى الدنيا دى وحابة افكرك بالفيديو ده يا تامر اللى قولت فيه أنا مش بتمنى أموت وأنا مطرب أنا دايما خايف من كده.. كلام أكيد قولته فى لحظة صدق جواك وجوانا كلنا.. شوفه تانى يمكن يفكرك أن جواك أكيد فى صراع وأنا وكلنا". 
 
واختتمت: "كلنا بنغلط بس المهم فى الآخر نتدارك الغلط و نصلح .{إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلࣰا صَـٰلِحࣰا فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ یُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَیِّـَٔاتِهِمۡ حَسَنَـٰتࣲۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا}.. الله على كلام الله وجماله يا سلام لو أصواتنا ومواهبنا كلها نستعملها فى الخير عشان يبقى فن بجد".
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Hala Shiha (@halashihanew)

 
حلا شيحة التي قررت اللعب على الشو الإعلامي في وقت سابق، بوصف كثيرين، على خلفية زواجها من الداعية معز مسعود، وترديد الأخبار حول نيتها الاعتزال، ظهرت فجأة بالحجاب، بعد خلعها النقاب، حتى عادت إلى مصر وخلعته وعادت للتمثيل، ثم عادت وارتدته لكنها لم تخفِ شعرها بالكامل، وقررت العودة إلى التمثيل لكن على طريقتها وبلعب دور الوصاية على نوعية الفن.
 
حلا شيحة
 
ليست الأزمة فيما قالته حلا شيحة على طريقة (فن اللحية أو الفن الديني) امتدادا إلى فكر جماعات الظلام، ولكن في محاولة فرض هذا على الفنانين وشكل المحتوى المقدم، بل الكارثة في شخصيتها نفسها التي تبدو للجميع محترفة في فن اللعب على طريقة الفنانة المتدينة، التي لم يهد الله غير سواها.
 
بالطبع من حق حلا شيحة الاعتزال كما تريد ولبس النقاب والحجاب أو خلعهما كما تريد، لكن ليس من حقها فرض ذلك على الفن والمجتمع، كما أنه ليس من حقها أيضا حجب مشاهدها السابقة استنادا على ما أسمته التوبة، فذلك أشد جرما من معايرة تامر حسني بجملة "انت قولت مش عايز أموت وأنا فنان".

طريقة حلا شيحة أقرب ما يكون إلى طريقة معز مسعود نفسه، صاحب مدرسة الداعية المودرن، الذي انصراف عن نموذجه الملايين، بتجربة تركت ندوبا خاصة مع جيل فيسبوك، لم يعد معها نموذج الداعية المودرن ينطلي مع المصريين، على خفلية خلعه عباءة النموذج المتدين باكرا وظهوره علنا على السجادة الحمراء لمهرجانات السينما واقتحام الإنتاج الفني وما تبعته من تطورات بزواج ثم طلاق من الممثلة شيري عادل، قبل حلا شيحة، ربما بسبب ما بدا أمامه من نفق مظلم، فآثر التخلي عن لقب الداعية والقفز من السفينة الغارقة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق