قلق في البنتاجون.. «متلازمة هافانا» تصيب الدبلوماسيين الأمريكيين فى فيينا

الأربعاء، 21 يوليو 2021 02:10 م
قلق في البنتاجون.. «متلازمة هافانا» تصيب الدبلوماسيين الأمريكيين فى فيينا

سيطرت حالة من القلق على بعثات الولايات المتحدة الأمريكية الدبلوماسية، المنتشرة حول العالم، بعد ظهور موجة من الإصابات الغامضة التي طالت الأطقم الدبلوماسية لواشنطن في دولاً عدة منذ عام 2016، وحتى الآن، بعد ظهور مفاجئ لأعراض من بينها فقدان الذاكرة والتشويش، وصداع غير محتمل وكان اخرها في العاصمة النمساوية.

أعلنت السلطات النمساوية إنها تحقق في تقارير تفيد بأن دبلوماسيين أمريكيين في فيينا عانوا من أعراض مرض غامض يعرف باسم متلازمة هافانا.

وقالت الوزارة الاتحادية للشؤون الأوروبية والدولية، إنها تأخذ هذه التقارير على محمل الجد، مؤكدة أنها تعمل مع السلطات الأمريكية للتوصل الى حل مشترك، وأضافت الوزارة أن أمن الدبلوماسيين الموفدين إلى النمسا وعائلاتهم يمثل أولوية قصوى بالنسبة لها.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "بالتنسيق مع شركائنا عبر الحكومة الأمريكية، نحقق بقوة في التقارير المتعلقة بالحوادث الصحية المحتملة غير المبررة بين مجتمع السفارة الأمريكية في فيينا أو في أي مكان يتم الإبلاغ عنه".

أبلغ ضحايا متلازمة هافانا عن مجموعة متفاوتة من الأعراض الجسدية، بما في ذلك الدوار المفاجئ والغثيان والصداع وضغط الرأس، مصحوبًا أحيانًا بـ "ضوضاء اتجاهية خارقة" مثلما وصفها عدد من المرضى.

وأفاد البعض بأنهم تمكنوا من الخروج من هذه الأحاسيس عن طريق تحريك أجسادهم جسديًا إلى مكان آخر، وتم تشخيص البعض بإصابات دماغية ولا يزالون يعانون من الصداع المنهك ومشاكل صحية أخرى بعد سنوات.

منذ أن بدأت الأحداث في أواخر عام 2016 في كوبا ، كافح المحققون الفيدراليون الأمريكيون لتحديد سبب الأعراض الغامضة - أو من -. تم الإبلاغ عن حالات في روسيا والصين وأماكن أخرى في جميع أنحاء العالم ، وقالت لجنة بمجلس الشيوخ في أبريل إن عدد الحالات المشتبه بها في ازدياد على ما يبدو.

وفي أبريل، أفادت شبكة CNN عن حادثين منفصلين وقعا بالقرب من البيت الأبيض في أواخر العام الماضي وأثرا على موظفي مجلس الأمن القومي.

وفي مايو، قال مسؤولان دفاعيان إن البنتاجون كان بصدد صياغة مذكرة إلى جميع القوى العاملة العسكرية والمدنية الأمريكية تطلب من الأفراد الإبلاغ عن أي أعراض صحية قد تشير إلى أنهم كانوا ضحايا لمتلازمة هافانا ، التي ضربت دبلوماسيين أمريكيين والأفراد العسكريين حول العالم في السنوات الأخيرة.

لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن ما إذا كان سيتم إصدار المذكرة ، ولكن حقيقة أنها قيد الدراسة تؤكد القلق المتزايد في المستويات العليا في البنتاجون من أنهم بحاجة إلى جمع المزيد من المعلومات حول المرض.

وكشفت مصادر مسؤولة، فى تصريحات خاصة لشبكة CNN أبريل الماضى أن السلطات الأمريكية تحقق فى هجوم غامض محتمل قرب البيت الأبيض يبدو مشابهاً للهجمات الغامضة التى تعرض لها الدبلوماسيون بالسفارة الأمريكية فى كوبا وروسيا والصين.

وقالت المصادر إن "الوكالات الفيدرالية تحقق فى حادثتين محتملتين على الأقل على الأراضى الأمريكية، أحدهما وقعت بالقرب من البيت الأبيض فى نوفمبر الماضى، عندما شعر مسؤول فى مجلس الأمن القومى فى البيت الأبيض فجأة بتوعك أثناء سيره فى حديقة بالقرب من مقر السلطة التنفيذية. وفى 2019، عانت موظفة فى البيت الأبيض من توعك مماثل خلال نزهة فى إحدى ضواحى واشنطن.

ويبدو أنهما شبيهان بهجمات غامضة وغير مرئية أدت إلى أعراض تسببت فى ضعف لعشرات الموظفين الأمريكيين فى الخارج".

وأضافت المصادر أنه فى حين أن البنتاجون والوكالات الأخرى التى تحقق فى الأمر لم تتوصل إلى استنتاجات واضحة بشأن ما حدث، فإن حقيقة أن مثل هذا الهجوم ربما حدث بالقرب من البيت الأبيض أمر مثير للقلق.

وأطلع مسؤولو الدفاع المشرعين فى لجنتى القوات المسلحة بمجلسى الشيوخ والنواب بشأن الأمر فى وقت سابق من شهر أبريل، بما فى ذلك الحادث الذى وقع بالقرب من البيت الأبيض. وقال عدة مسؤولين أن هذا الحادث الغامض أدى لإصابة أحد مسؤولى مجلس الأمن القومي.

وانتشرت شائعات منذ فترة طويلة حول حوادث مماثلة داخل الولايات المتحدة. وفى حين أن الأحداث الأخيرة فى واشنطن تبدو مشابهة للهجمات السابقة الظاهرة على الدبلوماسيين وضباط وكالة الاستخبارات المركزية وغيرهم من الموظفين الأمريكيين الذين يخدمون فى كوبا وروسيا والصين.

وسعت الولايات المتحدة إلى فهم هذه الهجمات منذ عامى 2016 و2017، عندما بدأ الدبلوماسيون وعناصر الاستخبارات فى كوبا فى الإبلاغ عن الأعراض التى بدت وكأنها تظهر فجأة وكان مسؤولو الاستخبارات والدفاع مترددين فى التحدث علناً عن الحوادث الغريبة، وشكا بعض الذين تأثروا علناً من أن وكالة الاستخبارات المركزية لم تأخذ الأمر بجدية كافية، على الأقل فى البداية.

وأدت الهجمات الغامضة فى كوبا إلى سحب الموظفين الأمريكيين فى عهد إدارة الرئيس دونالد ترامب. وعلى الرغم من عدم وجود إجماع حول أسباب الأعراض، وجدت إحدى الدراسات التى رعتها وزارة الخارجية الأمريكية أنها "كانت على الأرجح نتيجة لهجمات بطاقة الميكروويف"

فى عام 2018، ذكرت شبكة أن بى سى نيوز أن وكالات الاستخبارات الأمريكية تعتبر روسيا ‏المشتبه به الرئيسى، والشك الذى لا يزال قوياً لدى الحكومة الأمريكية على الرغم من عدم وجود أدلة ‏قاطعة وقد نفت كل من روسيا وكوبا بشدة تورطهما.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق