ثورة مصر على فيروس سي.. حكاية إنجاز الخلاص من المرض اللعين

الأربعاء، 28 يوليو 2021 04:00 م
ثورة مصر على فيروس سي.. حكاية إنجاز الخلاص من المرض اللعين
اليوم العالمي لالتهاب الكبد الوبائي
إيمان محجوب

بعد أن عاش المصريون بأكباد أكلها الوباء لأكثر من 30 عاما يواجهون شبح الموت بالتهاب الكبد الوبائي دون علاج او تحصينات ضد الوباء القاتل لعشرات السنين، صنعت الدولة المصرية ثورة عارمة على الفيروس اللعين وتخلصت منه بلا رجعة.
 
يعود سبب ارتفاع إصابات فيرو سي في الريف لقيام وزارة الصحة خلال الفترة من الخمسينات إلى أوائل الثمانينات من القرن الماضي لعلاج البلهارسيا المنتشرة بين المزارعين بإستخدام محاقن زجاجية ساهمت في القضاء علي البلهارسيا لكنها أدت لانتشار عدوي فيروس سي بين أهلنا في محافظات الريف المصري والصعيد، ووفقا لدراسة أجريت عام 2010، اكدت أن أكثر من نصف مليون مصري يصابون بالفيروس للمرة الأولى كل عام. 
 
وفي 2011 إعتبرت منظمة الصحة العالمية مصر منطقة موبوءة بفيروس سي، بعدما أصبحت  مشكلة الالتهاب الكبد الوبائي في مصر لاتتعلق  بحجم انتشار الفيروس فحسب، بل إن التركيب الوراثي للفيروس المنتشر لا يوجد بصورة شائعة في باقي دول العالم. 
 
وتحت عنوان الفيروس والثورة أكدت منظمة الصحة العالمية، أن مصر تعاني منذ 30 عاما من الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي ،وأنه من المفترض بعد الثورة أن الوقاية من التهاب الكبد الوبائ يمكن تحقيقها من قبل منظمات غير حكومية ومنظمات غير هادفة للربح.
 
وظل الملف  الصحي مهمل في عهد الحكومات الانتقالية والإخوان، حتي تولي الرئيس السيسي المسئولية، أطلقت مصر برنامج 100 مليون صحة تحت رعاية الرئاسة المصرية للكشف عن أمراض "التهاب الكبد الفيروسي سي"، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، والسمنة لدى كل المصريين البالغين، في بداية أكتوبر 2018.
 
استهدفت الحملة 62 مليونًا و505 آلاف و564 مصريًّا فوق عمر 18 عامًا  وعلى الرغم من أن المشاركة كانت اختيارية، كان حجم المشاركة كبيرًا للغاية؛ إذ شارك فيها 49,630,319 شخصًا، وهو ما يجعلها واحدة من أكبر حملات الكشف عن الأمراض في التاريخ. بلغ عدد الذكور المشاركين 24,018,428، بنسبة مشاركة بلغت قرابة 74,57% من الفئة المستهدفة. وفي المقابل بلغ عدد الإناث المشاركات 25,611,891، بنسبة مشاركة 84,53% من إجمالي المستهدف.
 
وكانت نسبة الإصابة بالفيروس أعلى في الذكور مقارنةً بالإناث؛ إذ بلغ عدد المصابين بالفيروس  إجمالًا 2,229,328، بنسبة 4,61% من المشاركين في الحملة، وكانت النسبة في الذكور 5.37%، وفي الإناث 3.9%. كما كانت نسبة الإصابات في المناطق الريفية أعلى منها في المناطق الحضرية، وفي محافظات الدلتا وشمال وادي النيل (5.73%)، إذ كانت أعلى نسبة إصابة في محافظة المنوفية (8.43%).
 
واستطاعت مصر لأول مرة وضع خريطة لانتشار فيروس "سي" في كل أنحاء مصر بشكل دقيق، كما جرى التعرف على خريطة مرضى الضغط والسكري والسمنة، وتم تحويل هؤلاء المرضى إلى الأماكن المختصة لتلقي المشورة الطبية والعلاج.
 
وبلغت تكلفة تطبيق برنامج الكشف علي فيروس سي والعلاج  3٬744مليار جنيها، ومثلت التكلفة الإجمالية للعلاج 1٬278مليار جنيها وبلغت معدلات الشفاء بالنسبة للأشخاص الذين جرى تشخيص حالاتهم وعلاجهم خلال الحملة 98.8% بتكلفة 130.62 دولار لكل حالة.
 
إضافة إلى إطلاق الدولة المصرية لبرنامج للكشف المبكر عن فيروس "سي" للأطفال، مع بداية فبراير 2019 للطلاب أكبر من 15 عامًا، وفي سبتمبر من العام ذاته للطلاب أكبر من 12 عامًا، ومن المقرر أن يستمر بعض مراكز الكشف في البرنامج لمدة عام؛ لتغطية أكبر عدد ممكن من الأطفال.
 
ويقول محمد حساني -استشاري الكبد بالمعهد القومي لأبحاث الأمراض المتوطنة والكبد بالقاهرة، والمدير التنفيذي لحملة "100 مليون صحة"، إن الهدف  الرئيسي من هذه الحملة كان الوصول إلى مصر خالية من فيروس سي، وتقليل الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية. وأضاف: من خلال الحملة قدمنا خدمات الكشف عن فيروس سي، وقدمنا معها خدمة المتابعة والتقييم من خلال مراكز العلاج ووحدات الصرف المنتشرة في جميع محافظات الجمهورية، هذا بالإضافة إلى استخدام السيارات المتنقلة أو منشآت الدولة المختلفة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق