«الإمام المفكر».. خطوة في طريق تجديد الخطاب الديني أم إهدار لأموال الأوقاف؟

الأربعاء، 11 أغسطس 2021 12:20 م
«الإمام المفكر».. خطوة في طريق تجديد الخطاب الديني أم إهدار لأموال الأوقاف؟
صورة ارشفية
منال القاضي

تسعى وزارة الأوقاف للخروج بالخطاب الديني من مأزق التطرف، من خلال التركيز على تدريب الأئمة وانتقاء أفضل عناصر الكفاءة للصعود للمنبر لمواجهة أصحاب الفكر المتطرف.

خطوة جديدة أطلقها وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة تحت اسم "الإمام المفكر"، لخلق جيل جديد من الأئمة والعلماء المتميزين والمفكرين ليس فقط في علوم الدين وإنما في كافة العلوم العصرية ليصبحوا قادة رأى دينى على قدر عال من التميز والكفاءة والعلم.

وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن الوزارة تسعى طوال الوقت لتدريب الأئمة بشكل دورى، لافتا إلى أن أكاديمية الأوقاف الدولية شهدت تخرج دفعتين من الأئمة والواعظات، واستقبلت مطلع يوليو الماضى الدفعة الثالثة والتي تضم 83 إمامًا وواعظة، يتم تدريبهم على أعلى مستوى في الأكاديمية التي أصبحت صرحًا علميًا كبيرًا.

وفقا للتفاصيل التي حصلت عليها "صوت الأمة"، فإنه بمجرد الانتهاء من المقابلات الشخصية للأئمة المرشحين لبرنامج "الإمام المفكر"، سيتم تشكيل لجنة تضم تخصصات متنوعة وقامات رفيعة المستوى كل في تخصصه لانتقاء واختيار نحو 100 إمام لينضم للبرنامج، مؤكدًا أن المرحلة الأولى للبرنامج المتمثلة في المقابلات الشخصية للمتقدمين ستنتهى بنهاية الأسبوع المقبل لتبدأ بعدها فورًا عمل هذه اللجنة.

لكن داخل أروقة المؤسسة الدينية تبدو الأوضاع مختلفة عن أحاديث الوزير وآماله في "الإمام المفكر" لمواجهة التطرف الديني وخطاب التجديد، حيث يرى بعض الأئمة أن الأمر يدخل إلى جانب الخطوات الأخرى التي اتخذتها الوزارة منذ بداية الأحاديث عن تجديد الخطاب الديني، ولا يشعر به المواطن على أرض الواقع، رغم الجهود الجبارة من قبل الوزراة، والدفع إلى حصار فكر التطرف.

قبل خطوة إطلاق برنامج الإمام المفكر، أعلنت الوزارة عبر منشور وصل إلى الأئمة بشأن التقدم لمسابقة تحت اسم الإمام المتميز لعام 2021 من الأئمة والمفتشين بهدف فتح المجال أمام الأئمة المتميزين وترشيح الكفاءات للقوافل والندوات والمحاضرات العامة وغيرها من المؤتمرات الدولية.

وقرر الوزير للفائزين في مسابقة الإمام المتميز مبلغ 2000 جنيه لكل فرد منهم، لكن لم تعلن الوزارة مدى استفادتها أو بالأحرى كيف ستستخدم هؤلاء في تغيير شكل الخطاب الديني وضمان التأثير على الناس واقعيا؟، وخاصة أن نتائج المسابقات الأخرى لم يعلم أحد عنها شيئا، غير أن كثيرون في المؤسسة الدينية رأوا الأمر جانبا من جوانب إهدار الأموال دون نتائج ملموسة على أرض الواقع.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق