المنفيون في جزر الندم.. شباب الثورة والإخوان يتبرأون من أحداث يناير: «كنا مغيبين» (فيديو)

الجمعة، 13 أغسطس 2021 10:59 م
المنفيون في جزر الندم.. شباب الثورة والإخوان يتبرأون من أحداث يناير: «كنا مغيبين» (فيديو)
طلال رسلان

تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو بعنوان المنفيون في جزر الندم، ظهر فيه عدد من أعضاء ما سمي بائتلاف شباب الثورة وأعضاء من جماعة الإخوان، يكشفون بالدموع والحسرة تراجعهم وندهم على المشاركة في أحداث يناير 2011 ويعتبرونها «غلطة حياتهم».

الفيديو الذي لم يتعد الأربعة دقائق بالطبع سيكون حديث الأوساط السياسية والاجتماعية على مدار الأيام القادمة، ولم يكن الفيديو صادما على ما احتواه من محاولات شباب محسوبين على 25 يناير وأعضاء جماعة الإخوان غسل أيديهم من الدماء والدمار والفوضى، أكثر من كونه محطما لآمال المتمسكين بما تبقى من ذكريات يناير 2011.

يقولون إن التاريخ لا يكذب ولا يتجمل، ولابد للحقائق أن تنجلي مهما طال الوقت.. ربما تقودنا هذه المبادئ غير المختلف عليها إلى كشف ما كان يسعى إليه المنتفعون من وراء إشعال البلاد بأحداث 25 يناير 2011، والمتاجرون بآلام المصريين، من أجل أطماع شخصية وسياسية أو جزء من مناصب زائلة، وقبل ذلك وذاك حفنة من دولارات منظمة مشبوهة أو فاتورة مكتنزة لمخطط مخابرات دول أجنبية.

الفيديو الذي بين أيدينا يُسقط اللثام عن كل الادعاءات ويحمل اعترافات ندم أعضاء الجماعة الإرهابية وقبلهم شباب محسوبون على الثورة، على ما لحق البلاد من عنف ودماء عقب اندلاع تلك الأحداث، معترفين أن ما حدث لم يكن هو الخيار الصحيح، وأن الثورة لم تكن في وقتها.

الظاهرون في الفيديو، وهي أسماء شاركت في الأحداث منذ البداية بل كانت ضمن المحركين الفاعلين فيها، أقروا بـ"لو عاد الزمن بهم مرة أخرى لن يشاركوا أبدا".

وفى اعتراف بانحراف جماعة الإخوان عن المسار الديمقراطى قال أحد أعضائها: "إحنا كتيار سياسى كبير في هذا الوقت انفردنا بالسلطة ولم نسمع إلا أنفسنا".

وفى منشور له عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" قال على خفاجى: "أنا بعتذر عن أي يوم خرجت فيه أدافع عن ممارسات أو أسوق لقرارات الجماعة أو الحزب مكنتش مقتنع بيها، أثبتت الأيام بعدها ان عدم اقتناعى كان في محله، كانت نيتى وقتها الصالح العام والالتزام الحزبى، وبحمد ربنا إن في قرارات كتيرة ومهمة مشتركتش فيها وأبديت اعتراضى عليها وقتها".
 
وأكد أعضاء الجماعة الإرهابية أنهم يشعرون بمزيج من الغضب والندم والحسرة، طالبين العفو من الأجيال القادمة حيث قال أحدهم: "كل ما أتمناه إن ولادى لما يكبروا ميقولوش الراجل دا عمل فينا كدا ليه".

«كل اللي بتمناه في حياتي إن ولادي لما يكبروا ما يقولوش إن بابا عمل المصيبة دي».. هذه الجملة التي جاءت على لسان أسامة جاويش المتحدث الإعلامي لحزب الحرية والعدالة الإخواني في دمياط تعبر عن واقع محقق، بأن نتائج يناير كانت كارثية، بعنفها وفوضاها ودفعها لجماعة الإخوان الإرهابية على رأس الحكم، ونزيف دماء آلاف الأبرياء، وصولا إلى تصحيح المسار من الشعب بثورة 30 يونيو 2013، وتخلص البلاد من حقبة يريد من شارك فيها وكان محركا أساسيا لها أن تمحى من ذاكرة التاريخ بلا رجعة.

في النهاية بدت الرسالة من اعترافات هؤلاء واضحة بـ"أن المطالب كانت تتعلق بإنهاء حالة الطوارئ ووقف انتهاكات وزارة الداخلية وقتها، حتى تطورت إلى إسقاط النظام.. يوم التنحى لم يكن متوقعا وبناءً عليه لم يكن يعلم أحد الخطوة التالية... كل الأمور خرجت عن السيطرة.. ولا نعرف ماذا حدث ولماذا.. غير الفوضى والدمار والدم".

بات واضحا أن ما ورد من اعترافات وإبراء ذمم من التورط في الدماء والدمار والفوضى، يدفع إلى التأكيد على وجود مخطط المؤامرة منذ البداية، بل إن أيادي الأطراف الخارجية وعناصر استخباراتها هي من قادت اللعبة برمتها وحركت جماعة الإخوان لضمان وصول جماعة الإخوان إلى سدة الحكم، ولكن اصطدموا بما حدث في 30 يونيو من ثورة شعبية عارمة، واختيار الشعب أمام العالم من يمثله حقا ويعبر عن مستقبله، وليس جماعة إرهابية لا تعرف إلا سفك الدماء والخراب.

 
 
ولا يمكن النظر إلى فيديو اعترافات شباب الإخوان وائتلاف شباب الثورة بمعزل عما كشفته وثائق الخارجية الأمريكية المفرج عنها بقرار من الرئيس دونالد ترامب، والتي تخص هيلاري كلينتون حينما كانت وزيرة للخارجية بين يناير 2009 وفبراير 2013 ،عن تعاون وثيق بين إدارة أوباما والإخواني محمد مرسي عضو مكتب إرشاد تنظيم الإخوان وذلك قبل وأثناء توليه منصب رئيس الجمهورية، وأن السفارة الأمريكية في القاهرة لعبت دور ضابط الاتصال بين القيادي الإخواني والإدارة الأمريكية.
 
الوثيقة التي حملت رقم C05739624 التابعة لحقيبة الوثائق رقم 04841-2015-F بسجالت الخارجة الأمريكية تتضمن مراسلات السفارة الأمريكية عن مرسي، إذ تفيد أن القيادي الإخواني كان على اتصال مع السفارة الأمريكية منذ صيف عام 2011 على الأقل، وذلك قبل تأسيس حزب الحرية والعدالة –المنحل– الذراع الحزبي لتنظيم الإخوان ما بين عامي 2011 و2013 وكان مرسي على رأس الحزب قبل توليه رئاسة الجمهورية.
 
اتصالات مرسي مع السفارة قبل رئاسة الحزب وبعده كانت سيلا من المعلومات عن لقاءاته مع الساسة والنخب المصريين وإبلاغ السفارة الأمريكية أولا بأول عن تفاصيل تلك اللقاءات وطلب المشورة الأمريكية، ولاحقا حينما أصبح رئيسا للحزب وجرت لقاءات بين رؤساء الأحزاب ورجالالت المجلس العسكري الحاكم في مصر وقتذاك، قام مرسي بإبلاغ السفارة الأمريكية وإدارة أوباما بكافة تفاصيل لقاءاته مع ضباط المجلس العسكري وباقي رؤساء الأحزاب المصرية
 
ووفقا للوثيقة، فعقب توليه رئاسة الجمهورية لم تتوقف مشاورات مرسي مع الإدارة الأمريكية، والملاحظ أن البرقيات الأمريكية المتتالية تصف المباحثات بـ "السرية" ما يعني أنها جرت بعيدا عن أعين العالم والدوائر الدبلوماسية الرسمية مثلما ظن الجانبان الأمريكي والإخواني.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق