لماذا فشل الأهلي والزمالك في إعداد بطل أوليمبي بينما نجحت مراكز الشباب؟

السبت، 14 أغسطس 2021 11:50 م
لماذا فشل الأهلي والزمالك في إعداد بطل أوليمبي بينما نجحت مراكز الشباب؟
محمد أبو ليلة


38 ميدالية تاريخ مصر في الأولمبياد منهم 10 ميداليات من لاعبي الأوليمبي السكندرى
 

انتهت أولمبياد طوكيو 2020، وحققت البعثة المصرية واحدة من أفضل دوراتها التاريخية بـ 6 ميداليات أولمبية، ذهبية لـ فريال عبد العزيز في الكاراتيه وفضية أحمد الجندي في الخماسي الحديث، و4 برونزيات لـ هداية ملاك وسيف عيسى في التايكوندو وكيشو في المصارعة الرومانية وجيانا فاروق في الكاراتيه.

التاريخ المصري الحديث سجله مشرف خلال مشاركات الأولمبياد، وتعد مصر واحدة من أكثر الدول العربية حصولاً على ميداليات أولمبية في تاريخها، وذلك لكثرة مشاركاتها في المحفل العالمي، حيث حصلت مصر حتى الآن على 38 ميدالية أولمبية، منهم 8 ميداليات ذهب.

الحكاية المصرية بدأت مع أم الألعاب في نسختها الأولى التي كانت في ستوكهولم عام 1912، حيث سجلت مصر مشاركتها بأحمد حسنين باشا الذي شارك في رياضة المبارزة، الاكتفاء المصري بالمشاركة ظل لثلاث نسخ متواصلة، لكنه انتهى في أمستردام 1928 التي شهدت حصول الفراعنة على 4 ميدالياتٍ أولمبية، تنوعت بين الذهب والفضة والبرونز.

أسماء لامعة في سماء الرياضة تواجدت طوال التاريخ الأولمبي الأول، وبداية غيث الميداليات كان من السيد نصير صاحب الميدالية الأولى في أولمبياد أمستردام 1928، بعد دورتين جاء موعد أقوى رجل في العالم للوقوف على منصات التتويج، وهو خضر التوني الذي قهر الجنس الآري تحت ناظري هتلر، فما كان من الرجل الذي احتل أوروبا فيما بعد إلا تحيته وتمنيه أن يكون ألمانياً، وتواصل التألق في أولمبياد لندن 1948، والتي عاد منها الأبطال المصريين بـ5 ميداليات اثنتان منهما من الذهب، وبعد مرور سنوات عجاف حقق كرم جابر الميدالية الذهبية لمصر، ثم جاءت فيريال عبد العزيز بذهبية جديدة لمصر في طوكيو 2020.

النادي الأولمبي أكثر الأندية صناعة لـ بطل أولمبي

هذه الإنجازات الفردية كانت أغلبها من لاعبين لأندية محلية بعضها مغمور ليس بحجم شعبية الأهلي والزمالك، فالنادي الأوليمبي السكندري يُعد أكثر الأندية المصرية على الإطلاق حصداً للميداليات الأوليمبية لمصر، حيث حصد أبطال النادي 10 ميداليات أوليمبية من أصل 38 ميدالية حصدتها مصر منهم 5 ذهبيات من أصل 8 ميداليات حصدتها مصر في تاريخها الأوليمبي.

أهم أبطال الأوليمبي المصارع إبراهيم مصطفى صاحب ذهبية أمستردام بهولندا عام 1928، والرباع أنور مصباح صاحب ذهبية رفع أثقال برلين عام 1936، بالإضافة لـ إبراهيم شمس صاحب ذهبية رفع أثقال لندن عام 1948، والرباع محمود فياض صاحب ذهبية رفع أثقال دورة لندن 1948، بالإضافة لـ كرم جابر صاحب ذهبية أثنينا 2004 وفضية لندن 2012.

وفاز بالبرونزية من أبناء نادي الأوليمبي وصيف إبراهيم في رفع الأثقال بدورة برلين عام 1936، والرباع إبراهيم شمس رفع أثقال دورة برلين بألمانيا عام 1936، والملاكم عبد المنعم الجندي ملاكمة دورة روما بإيطاليا عام 1948، وتامر صلاح في التايكوندو بدورة أثينا عام 2004.

ويبقى السؤال هنا لماذا فشل الأهلي والزمالك برغم شعبيتهم الجارفة في إعداد بطل أوليمبي؟

فبرغم الأموال الطائلة التي تنفق على قُطبي الكرة المصرية من شركات الرعاية والمسابقات، لكن لم يستطع كلا الناديين أن ينافسوا نادي الأوليمبي مثلاً في عدد الأبطال الأولمبيين الذين صنعهم، حيث خرج بطل أوليمبي أو اثنين فقط من الأهلي والزمالك، لكن باقي الأبطال من أندية كثيرة أخرى.

مشروع البطل الأوليمبي

وزارة الشباب والرياضة بدورها كانت قد أطلقت المشروع القومي للموهبة والبطل الأولمبي في نوفمبر 2018 في 27 مديرية من مديريات الشباب والرياضة، بمختلف محافظات الجمهورية في عدد 9 ألعاب رياضية، وهي ألعاب قوى ومصارعة والملاكمة والجودو والتايكوندو وتنس الطاولة ورفع الأثقال وكرة اليد وكرة السلة، بعدد 2189 لاعب ولاعبة بمرحلة الناشئين، و976 لاعبا ولاعبة بمرحلة الواعدين، والمشروع القومي للموهبة والبطل الأولمبي يتضمن 5 مراحل أساسية وهي مرحلة الناشئين ومدتها عامان تدريبيان، وتليها مرحله الواعدين ومدتها عامان تدريبيان، وتليها مرحلة أبطال الواعدين، ومدتها عامان تدريبيان، وبعدها مرحلة النخبة ومدتها عام تدريبي ثم مرحلة البطل الأولمبي لحين اعتزال اللاعب.

البعض اعتبر هذا المشروع هو قطرة من بداية الغيث، حيث يأتي إطلاق المشروع على مستوى الجمهورية، في ضوء استراتيجية الحكومة نحو تحقيق التنمية المستدامة، بوضع هدف بناء الإنسان المصري في مختلف المجالات، ومنها المجال الرياضي، وتماشيا مع هذه الرؤية، أعلنت وزارة الشباب والرياضة، تنفيذ المشروع القومي للموهبة الرياضية والبطل الأولمبي، وفي ضوء ما أقره الدستور في مواد 84، 64، 65 من قانون الرياضة رقم 71 لسنة 2017

لكن يظل تفعيل مشروع البطل الأولمبي والحاجة إلى هيكلته من جديد هو الحل الأمثل للخروج من مأزق الفشل الرياضي، حتى نتمكن من مناطحة دول الغرب المتفوقة على المستوى العالمي، خاصة أننا لا نقل عنهم من حيث الموهبة بأي حال من الأحوال، بل نفوقهم في كثير من الأحيان، إلا أن عدم التعاون والمحاربة بجدوى وبدون جدوى تكون عائقًا أمام أي بارقة أمل.

"مكايدات بين الأهلي والزمالك"

عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب السابق والحكم الدولي السابق رضا البلتاجي قال في تصريحات صحفية سابقة أن الرياضة في مصر تقتصر على المكايدات بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك، بينما نجد في بطولات الأولمبياد الدول المستقرة والمتقدمة اقتصاديًا وسياسيًا هي صاحبة أكبر حصاد للميداليات، مؤكداً أن اكتشاف بطل أوليمبي يحدث من بين آلاف الرياضيين، ولذلك يجب توسيع القاعدة لاكتشاف عدد أكبر من الأبطال، مشيرًا إلى أن صعوبة تأهيل أبطال أوليمبي بسبب عدم توافر عدد ملاعب تتناسب مع التعداد السكاني إضافة إلى عدم توزيع ميزانية وزارة الشباب والرياضة بعدالة، وعدم انفاقها كما يجب لتحقيق أكبر استفادة في المجال الرياضي، مُطالباً بضرورة زيادة أعداد الملاعب ووجود أكثر شمولًا للرياضة والنهوض بها، وتوفير ملاعب في المدارس، وحصر الأراضي الفضاء في جميع المحافظات والاستفادة منها بدلًا من تحولها لعشوائيات لتصبح مرتع للبلطجية.

 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق