"التاتو" حلال ولا حرام؟... الأزهر يحسم جدل "الوشم "

السبت، 14 أغسطس 2021 11:50 م
"التاتو" حلال ولا حرام؟... الأزهر يحسم جدل "الوشم "
عنتر عبداللطيف

انتشر" التاتو" الذى يطلق عليه البعض عليه "الوشم" مؤخرًا لمسايرة ما يعتبره بعض الشباب موضة خاصة أن بعض المشاهير حرصوا على رسمه مستخدمين عبارت أثارت جدلا من قبيل الفنانة "وفاء عامر" عقب نشرها صورة بوشم " قل أعوذ برب الفلق" على ذراعها.

ويميل الشباب إلى رسوم الحيوانات، فيما تفضل الفتيات الأشكال التى تدل على الأنوثة وتصل تكلفة كتابة العبارة على الجسد ما بين 750 إلى 2000 جنيهًا.

اللافت أن فى الغرب قد يحمل دلالات مختلفة حيث أن وشم الأسلاك الشائكة على الجبين يعنى أن  صاحب هذا الوشم سبق سجنه في قضية جنائية وكل عقدة مرسومة على السلك تشير إلى عام قضاه هذا الشخص في السجن.

 

أبرز-مكونات-الوشم-وأضراره
 

الأزهر الشريف حسم ما يثار بشأن حرمانية الوشم من عدمه حيث أكد مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية أن الوشم  محرم شرعا وأنه كبيرة من كبائر الذنوب، لكن هناك حالتين فقط يستثنى منها الحرمانية، منها إذا كان علاجًا لأحد الأمراض أو مرسوما بالحناء.

 

وقال مركز الأزهر للفتوى، في فتوى حديثة له: "صورة الوشم (التاتو) المعاصرة تكون بإدخال أصباغ إلى طبقات الجلد الداخلية بوخز إبرة موصولة بجهاز صغير، يحمل أنبوبًا يحتوي على صبغة ملونة، وهو عمل مشابه لعمل ماكينة الخياطة على قطعةٍ من القماش، وفى كل مرة تغرز الإبرة في العضو الموشوم تدخل قطرة صغيرة من الحبر إلى طبقات الجلد الداخلية وتختلط بالدم؛ ومن ثمَّ يبقى أثر هذه العملية مدى الحياة، أو يظل مدة ستة أشهر فأكثر».

 

 

ولفت مركز الأزهر للفتوى إلى أن حكم الوشم هو الحرمة؛ لقول سيدنا رسول الله ﷺ: «لَعَنَ اللَّهُ ... الوَاشِمَةَ وَالمُسْتَوْشِمَةَ» [أخرجه البخاري]، ولحديث ابن مسعود رضى الله عنه: «لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ» [أخرجه مسلم]، وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال: «لُعِنَتِ.. وَالْوَاشِمَةُ، وَالْمُسْتَوْشِمَةُ، مِنْ غَيْرِ دَاءٍ، أي من غير ضرورة». [أخرجه أبوداود]، وبعض الفقهاء عَدّ الوشم كبيرة من كبائر الذنوب.

 

 

تابع:" حكم الحرمة عام يشمل الرجال والنساء على السواء، وقَصْر الخطاب في الأدلة المذكورة على النساء جاء مناسبًا للأغلب؛ لوقوعه من النساء أكثر، وقد جاء التشديدُ على حرمة الوشم تبعًا لتعدّد علل النهى عنه وكثرتها، فعلاوة على اللعن المقترن به في النصوص المذكورة؛ فإنه يشتمل كذلك على تغييرٍ للخلقة، وتشويه، وتبرُّجٍ وتدليسٍ في بعض صوره، وضررٍ صِحّي".

 

 

أضاف:"إذ الوشم ينقل الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم كفيروس الكبد الوبائى، وفيروس نقص المناعة البشرى المعروف بـ«الإيدز» في حال تلوث الآلات المُستخدمة وحملها للفيروسات".



كما يسبب الوشمُ عدوى الجلد- على الرغم من استعمال إبرة جديدة لكل شخص- عن طريق حبر الوشم، الذي قد يحتوي على بكتيريا منقولة من شخص آخر مصاب؛ مما يسبب الطفح الجلدى والتورم والألم؛ ومن ثمَّ تزيد نسبة تكوُّن الحُفَر والندوب على البشرة.

 

 

ويُؤدى الوشم أيضًا إلى تغيّر لون الجلد بسبب صبغة «الميلانين» الموجودة في الجلد المصبوغ بالتاتو، التي قد تتسبب في تغيّر لون الجلد فور اختفائها، وفى بعض الحالات تظهر بعض الكدمات الزرقاء على المنطقة التي رُسِم التاتو عليها في شكل تورّم، كما يُؤثِّر التاتو على كريات الدم البيضاء؛ الأمر الذي يقلل من مهاجمة الجسم للأمراض والبكتيريا.

 

maxresdefault
 

وقال :"ناهيك عن التشوّه والنفور الحاصلة بسببه، ومبالغة بعض الواشمين فيه حتى استخدموه في وشم بياض أعينهم باللون الأسود، الأمر الذي أدّى إلى فقد بصر كثير منهم".

 

كما أن لإزالة الوشم "التاتو" مخاطر طبية أيضًا، بالإضافة لانحباس الدم في موضع الوشم، وتلبس جميع حالات العبدبه، حتى في أداء الفرائض كالصلاة التي ينبغى لها الطهارة الكاملة، وقد اتفق الفقهاء على نجاسة موضعه من الجسم، لذا كانت إزالة الوشم "التاتو" من الجسم واجبة إن وجدت طريقة إزالة مقدور عليها، آمنة -كإزالته بالليزر مثلًا-؛ يحافظ الإنسان من خلالها على العضو الموشوم ووظيفته.

 



وقد استُثنيت من حكم حرمة الوشم حالتان، هما إذا تعين "التاتو" علاجًا لأحد الأمراض، مع وجود ضرورة مُلحّة للوشم بحيث لم يجد المريض بديلًا عنه مباحًا، وكان تدخّل الوشم بغرض ردِّ الخلقة لطبيعتها، وكان فعله بقدر إزالة الضرر، وأُمنت أضرار الوشم المذكورة سابقًا؛ فالضرر في الشرع لا يُزال بضرر مثله، ويجوز أيضًا إن وجدت ضرورة تستدعى ذلك؛ فالضرورات تبيح المحظورات.

 

 

ومن الأمثلة على هذه الحالات: جواز الوشم في رد شكل الجلد إلى طبيعته بعد أن غيّره حرْق أو أحد الأمراض الجلدية كالبهاق، ولتخفيف التشويه بوشم أظافر لمن بُترت أطراف أصابعه مثلًا، وفى علاج بعض حالات الصَّلع والوحمات التي ليس لها علاج تجميلى إلا بالوشم، وجواز النقش بكتابة الاسم والعنوان على أيدى ذوى الاحتياجات الخاصة، ممن يُخشى فقدانهم إن كان في ذلك ضرورة، ولم توجد غير هذه الوسيلة.

 

 

أما الحالة الثانية المستثناة من حرمانية "التاتو" المؤقت على سطح الجلد الخارجى سواء بالحناء، أو بأقلام التحديد غير الدائمة، سهلة الإزالة؛ لكون هذا النوع من الوشم لا ديمومة فيه، وتسهل إزالته، فهو لم يأخذ من الوشم المحرَّم إلا الاسم فقط، ولا بأس في تزين المرأة به، بشرط ألا تشتمل رسومُه على مُحرّم مخالف لأوامر الشرع وآدابه، وألا يؤدى لتشويه الخلقة، وألا يطلع على زينة المرأة به رجلٌ أجنبى عنها.

 

ورسمُ أشكالٍ على سطح الجلد الخارجى لجسد الرجل كجلد الذراع أو الرقبة أو نحو ذلك بما لا يُعدُّ وشمًا؛ لا يجوز أيضًا؛ لما فيه من التَّشبه بالمرأة، ولكونه لا يناسب طبيعة الرجل ومروءته.

 

 

 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق