الثانوية العامة تستعيد هيبتها

السبت، 21 أغسطس 2021 06:00 م
الثانوية العامة تستعيد هيبتها
إبراهيم الديب

 

تراجع مجاميع الثانوية العامة يخلق جيل قادر على الإبداع والابتكار.. ويقضي على آفة  الحفظ والتلقين

سنوات من الترهل شوهت جسد التعليم المصري وخلقت أجيالا لم تقدم جديدا لمجتمعهم

 

 

ودعت نتائج امتحانات شهادة الثانوية العامة الدرجات النهائية بالنتيجة الكلية للطلاب، وشهدت دفعة الثانوية العامة 2020/ 2021م، بداية إراسء قواعد منظومة تعليمية جديدة تعتمد على التفكير والبحث والفهم والإدراك، وتأخذ بعقول الطلاب إلى الإبداع والابتكار، بعيدا عن ما بقى عليه حال التعليم في مصر لقرابة 50 عاما، من الاعتماد على الحفظ والتلقين والاهتمام بتحصيل أعلى الدجات لنيل الشهادات العلمية دون وجود ثقافة أو تعليم حقيقي لدى مخرجات العملية التعليمية بما يصب في مصلحة المجتمع ويرفع من شأنه ويحقق المصلحة العامة للجميع.

سنوات من الترهل شوهت جسد التعليم المصري، وخلقت أجيالا من مخرجاته لم يقدموا جديدا لمجتمعهم، وتضاعفت طوابير أصحاب الشهادات الصورية، والعاطلين عن العمل، وتكدست كليات بطلابها، بينما خلت أخرى ممن لم تحظى بالاهتمام الذي تستحقه، بعدما علقت في أذهان الطلاب صور شهادات كليات القمة كوجاهة اجتماعية فقط دون النظر إلى ما يحتاجه سوق العمل، ومايتمتع به الطالب من مهارات تتوافق ودراسته وتمكنه من تحقيق ذاته ومستقبله.

 

وجائت شهادة الثانوية العامة 2020/ 2021م، لتكون الصخرة التي حُطم عليها «التفوق الوهمي»، والأفكار الرجعية عن التعليم ومخرجاته، ووهم كليات «الوجاهة الاجتماعية»، كما أنه عززت وجود الكليات المعلوماتية ذات التخصصات الجديدة للذكاء الاصطناعي، والتكنولوجي، ويفتح المجال أمام الطلاب لتغير نمط التعليم، وتعزيز التفكير العميق في تقدم الصناعة والابتكار بما يتماشى مع متطلبات العصر وسوق العمل.

وفي هذا الصدد، أكد عددا من الخبراء التربويين، أن نتيجة شهادة الثانوية العامة 2020/ 2021م، أعادت هيبة الثانوية العامة، ووضعت طلابها على الطريق الصحيح، كما أن العملية التعليمية خلال السنوات الأخيرة الماضية تشهد طفرة تنموية لم تشهدها من قبل، تساعد على خلق جيل قادر على النهوض بوطنه ومجتمعه وتحقيق خطة التنمية التي ينشهدها الجميع.

 

حيث أكد الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي، بجامعة عين شمس، أن تراجع مجاميع الثانوية العامة سوف يؤدي بالتبعية إلى انخفاض الحدود الدنيا لكليات القمة للشعبتين العلمي، والأدبي، موضحا أن ما تم اعتماده من نظام تعليمي وتقويمي هذا العام واستحداث لنظم الاختبار والتصحيح، أدى إلى تصحيح شكل ومفهوم الثانوية العامة، والقضاء على المشكلات التي كانت تواجهها، وما كان يتبع تلك الفترة من أزمات نفسية على الطلاب، كما أنها ساهمت في تغير فكر الطلاب عن التعليم، ووضعهم على الطريق الصحيح للتعلم الذكي والنشط.

 

وأضاف الدكتور محمد أنور، الخبير التربوي، أن انخفاض الحد الأدنى للقبول بالكليات، يشير إلى تراجع الإحصاء التكراري للمجاميع، وبالتالي سيتم تحقيق توفير الأعداد المطلوبة للقبول في الكليات، والنزول بالحد الأدنى للقبول بالكليات التي تقبل الشعبتين العلمية والأدبية.

 

ومن جانبه قال الدكتور حسن شحاته، أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، والخبير التربوي، إن نتيجة العام الحالي، وما تبعها من تجديد نظم التدريس، والاختبار، والتصحيح، يؤدي إلى إخراج طلاب قادرين على الفكر، واستغلال قدراتهم العقلية، ومهتمين بعمليات البحث والدراسة والوصول إلى المعلومات الصحيحة لاكتسابها واستخدامها في حياتهم العملية، وليس فقط الحفظ من أجل النجاح والحصول على الشهادات العلمية فحسب، كما أنها عبرت عن التفوق الحقيقي للطلاب، وقضت على عصر التفوق الوهمي الذي كان يحصل فيه الطالب على الدرجة النهائية في المادة، وكان يؤدي إلى ارتفاع نسب القبول بالكليات، بما لايحقق تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب، مشيرا إلى أن هذا العام غير موازين وقواعد التعليم، خاصة بأسلوب الحفظ والتلقين، كما أنه ساهم في كشف المستويات الحقيقية للطلاب، ووفر اختبار يقيس مدى فهم الطلاب لمخرجات التعليم الحقيقية، والتي توفر فيهم مواصفات ومميزات يتطلبها سوق العمل.

 

ويرى الدكتور إيهاب حمزة، عميد كلية التريبة بجامعة حلوان الأسبق، أن الأساليب التربوية التي اعتمدتها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، في الفترة الأخيرة، وخاصة نظم التقويم والاختبار والتصحيح بنتيجة شهادة الثانوية العامة، تتماشى مع ما يحتاجه سوق العمل من خلق طالب متحضر ومفكر ومبدع بعيدا عن الانشغال بالدرجات النهائية والتي خلقت أجيالا حصلت على شهادات علمية دون ثقافة حقيقية على أرض الواقع، مشيرا إلى أن انخفاض معدلات المجاميع، وتدنى مستوى القبول بالجامعات ظاهرة تصب في مصلحة الطلاب والمجتمع.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق