أغسطس المظلوم في التاريخ

السبت، 21 أغسطس 2021 08:00 م
أغسطس المظلوم في التاريخ
أمل غريب

«حر.. عرق.. رطوبة.. ضيق تنفس.. كوارث طبيعية.. حرائق» جميعها أعراض وحوادث شهدها شهر أغسطس، حتى أن سكان العالم لعنوا هذا الشهر واتهموه بأنه الأشد حرارة في العام، خاصة عندما تزامن انتشار وقوع حوادث اشتعال النيران في  عدة غابات على مستوى دولا مختلفة، كان من بينها اليونان وتركيا ولبنان والجزائر، بشكل كان ملفتا للنظر، وضع شهر أغسطس في دائرة الاتهام.. لكن ما هي الحقيقة؟
 
على عكس ما اعتقد كل سكان العالم، الذين شعروا بقسوة الحرارة في شهر أغسطس، فقد أعلنت الوكالة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي، أن شهر يوليو 2021 كان هو الأشد حرا على كوكب الأرض.
 
وأبدت الوكالة، قلقها نحو تزايد الحرائق والفيضانات والظواهر الطبيعية التي تجتاح العالم، اليونان وتركيا إلى الجزائر، ومن سيبيريا إلى الجزائر، ومرتبطة بالتغير المناخي، فيما صرح رئيس الوكالة، ريك سبينراد، في بيان له، أن شهر يوليو، هو الأشد حرا في العام، عموما، إلا أنه هذا العام 2021، أصبح الشهر الأكثر حرا الذي تم تسجيله على الإطلاق، حيث ارتفعت الحرارة العامة لسطح كوكب الأرض 0.01 درجة مئوية، مقارنة بنفس الشهر الذي تم تسجيله في عام 2016، علما بأن الأخير تساوى بنظيريه في العامين 2019 و2020.
 
أغسطس المظلوم بين الحرائق والكوارث
 
وعلى مدار تاريخ البشرية، اندلعت حرائق ونيران في عدة دول كبرى، وصفتها كتب التاريخ بأنها الأسوأ في العالم، لتسببها في حصد آلاف الأرواح وتدمير وخراب مدن شهيرة، عن بكرة أبيها، غير أن أغلب هذه الحرائق، اندلعت ما بين شهر يوليو وديسمبر.
 
«المجهول» كلمة السر وراء حريق القاهرة
 
استيقظ أهالي مصر المحروسة 26 يناير عام 1952، على حريق ضخم التهم كبرى المنشأت الهامة في القاهرة، وخلال ساعات قليلة كانت النيران قد دمرت أكثر من 700 محل تجاري، من أكبر وأشهر المحال التجارية في منطقة وسط البلد الراقية، وكذلك دور سينما ونواد وكازينوهات وفنادق، بشكل لم تشهده مصر من قبل على مر تاريخها الحديث.
وكان لطفا من الله، أن حريق القاهرة، لم يتسبب في مقتل أكثر من 26 شخصًا، من بينهم 9 أجانب، فيما بلغ عدد المصابين بالحروق والكسور حوالي 552 شخصا فقط.
لم تخرج تصريحات رسمية من الحكومة المصرية حينذاك، عن الأسباب الحقيقية وراء اندلاع حريق القاهرة، بينما ذكرت روايات كثيرة، تميل إلى الحقيقة بنسبة كبيرة، بأن جماعة الإخوان المسلمين، بقيادة حسن البنا، كانت هي المدبر والفاعل لحريق القاهرة، لحساب الاحتلال الإنجليزي، إلا أن السبب الحقيقي والفاعل لا يزالوا مجهولين حتى الأن.
 
حريق روما في إمبراطورية نيرون
حريق روما، الذي وقع في 18 يوليو عام 64م، إبان حكم الإمبراطور الروماني «نيرون»، وتحديدا في العام الـ 10 من حكمه، إذ دمر حريق روما 10 أحياء شهيرة في الإمبراطورية الرومانية، من بين 14 مدينة، مما تسبب في قتل الآلاف من سكان هذه المدن.
 
 
سر «ضوء» سماء شارع فليت الذي دمر لندن
كانت العاصمة الإنجليزية، لندن، على موعد مع كارثة كبرى في سبتمبر 1666، وصفت بأنها الأسوأ والأضخم في تاريخ عاصمة الضباب، وسميت بـ «حريق لندن الكبير»، حيث اجتاح الحريق كل المناطق والأحياء الرئيسة في العاصمة البريطانية، واستمر لمدة 4 أيام متتالية، بدأت من يوم الأحد 2 سبتمبر، وانتهى الأربعاء 5 من نفس الشهر.
والتهم حريق لندن الكبير، نحو 13000 منزلا، كما هدمت مدينة لندن القديمة، 87 كنيسة رعوية، وكل المناطق السكنية العشوائية الفقيرة، فضلا عن أن النيران أتت على جميع المباني الحكومية والهيئات والسلطات الرسمية البريطانية، التي كانت تتمركز في العاصمة الإنجليزية، فيما لم يستطع أحد حينذاك، من رصد عدد الوفيات بشكل دقيق، إلا أنها كانت قد قدرت بالآلاف.
ولم تستطع أي جهة رسمية، تحديد السبب الحقيقي وراء إندلاع حريق لندن الكبير، في الوقت الذي تداولت فيه روايات حول انطلاق خيط ضوئي في سماء شارع فليت، واعتقد البعض أنه السبب وراء اشتعال النيران، فيما لا يزال السبب الحقيقي، مجهولا على مر التاريخ.
 
«الكيمونو الملعون» السر وراء حريق طوكيو اليابانية 
لم تسلم العاصمة اليابانية القديمة إيدو، طوكيو حاليا، من اندلاع حريق ضخم، عام 1657، مما تسبب في خراب 70% من العاصمة القديمة، حتى أن اليابانيون أطلقوا على الحادث أسم «مايركي العظيم».
واسفر حريق العاصمة اليابانية، أو مايركي العظيم، عن وقوع أكثر من 100 ألف قتيل، مات أكثرهم بسبب الاختناق من الدخان الناتج عن الحريق، إلا أن الكارثة لم تتوقف عند هذا الحد، وذهب الرهبان البوذيين إلى إقامة حفر أرضية عميقة، واعتمادها كمقابر جماعية، لدفن الجثث بها، بسبب العدد المرتفع من الضحايا الذين لم تستوعبهم المقابر اليابانية.
 وحتى الأن لم يعرف السبب الحقيقي، وراء اندلاع حريق العاصمة اليابانية القديمة، بينما راح البعض يعزي السبب إلى عدة أساطير، منها ما دونه عدد من الباحثين اليابانيين، عن أن أحد الرهبان البوذيين حاول إحراق ثوب كيمونو ملعون، يقضي على حياة كل من حاول ارتداءه، إلا أن محاولة إحراقه تزامنت مع عاصفة قوية، هبت على العاصمة، تسببت في اشتعال النيران في كل أرجاء إيدو.
 
«بقرة» هي السر وراء اشتعال حريق شيكاغو العظيم
وشهدت مدينة شيكاغو، بولاية إلنوي الأمريكية، اندلاع حريق ضخم، والذي استمر اشتعاله على مدار 3 أيام، بدأت من يوم الأحد 8 أكتوبر، حتى يوم الثلاثاء 10 من نفس الشهر عام 1871.
 
وتسبب حريق شيكاغو،  في سقوط مئات القتلى، علاوة على تدمير نحو 3.3 ميل مربع أي  9 كم2، من مدينة شيكاغو، كما قدر المسؤولين في المدينة الأمريكية، عدد القتلى بـ 300 قتيلا، وتشريد أكثر من 100000 شخصا، التهمت النيران منازلهم، علاوة على تدميرها لنحو 4.0 ميل مربع من الأراضي.
 
فيما لم تخرج تصريحات رسمية عن الأسباب الحقيقية وراء اندلاع حريق شيكاغو العظيم، حتى الأن، إلا أن هذا الحريق الضخم، راح يفسره البعض بشكل أسطوري هو الأخر، ورددوا عدد من الخرافات، لكن البعض الأخر، عزى السبب الحقيقي إلى بقرة ركلت فانوس في الحظيرة التي يملكها Patrickباتريك وزوجته كاثرين اوليفيري، مما تسبب في اشتعال النيران داخل مبنى الحظيرة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق