الجمهورية الجديدة.. الفكر قبل المباني

السبت، 21 أغسطس 2021 10:00 م
الجمهورية الجديدة.. الفكر قبل المباني
عنتر عبداللطيف

الجمهورية الجديدة تنتصر على العشوائية الفكرية في معركة بناء الإنسان
الدولة تنبهت إلى خطورة استغلال الجماعات التكفيرية للعشوائيات.. والجمهورية الجديدة تكافح ترعرع الأفكار التكفيرية في البيئات الفقيرة
 
 
 
لا تنموا الأفكار التكفيرية إلا في بيئة عشوائية فقيرة يئن سكانها تحت وطئة المرض والحاجة، صحيح هناك بعض المتطرفين خرجوا من طبقات متوسطة وربما بعضهم كانت عائلاتهم بالغة الثراء لكن ظل هؤلاء استثناء لقاعدة عريضة من المنضمين للتنظيمات الإرهابية استقطبتهم جماعات هدفها تمزيق الوطن مستغلة ضحالة فكرهم وربما وسوسوا إليهم مثل الشيطان في لحظات يأس إنتابتهم.
 
تنبهت الدولة مبكرًا إلى خطورة استغلال الجماعات التكفيرية للعشوائيات ومحاولة أن تنشط داخلها لتبنى قواعد لها في تلك المناطق لذلك فقد عملت على تطوير هذه العشوائيات وفق خطة طموحة وغير مسبوقة ليؤكد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إن "إجمالي الكلفة للمشروعات المنفذة والمخططة لتطوير العشوائيات في مصر وصل إلى 425 مليار جنيه، حيث أن المناطق غير الآمنة تكلفت 63 مليار جنيه".
 
 
 
تحركت الحكومة فى هذا الملف بناء على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، ليقول رئيس الوزراء إن: الرئيس وضع هدفًا محوريًا هو أنه لا يمكن أن نسمح باستمرار العشوائيات ومعاناة أهالينا، وأنه لابد من حل هذه المشكلة مهما كلفنا الأمر، وعرض في هذا الإطار مقتطفات لحديث سابق للرئيس السيسي أكد خلاله ضرورة تغيير وضع المناطق العشوائية، لافتا إلى أن هذه التكليفات من الرئيس عملنا بكل جهدنا على تنفيذها خلال السنوات الماضية، لئلا نترك أطفالنا في هذه المناطق يواجهون مصيرا سيئا.
بناء الإنسان ومواجهة العشوائية الفكرية تزامن مع تطوير العشوائيات ونقل آلاف الأسر إلى مناطق تحمل لهم حياة كريمة بعيدًا عن مناطق ترزح تحت الزحام والفوضى وقبح المساكن وتداعيها، وذلك بالتزامن مع معركة أخرى تخوضها الدولة لتجديد الفكر الديني، ومواجهة الأفكار المتطرفة لتنطلق قوافل مشايخ الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المشتركة لنشر الفكر الوسطى المستنير.
وأعدت وزارة الأوقاف خطة طموحة للخروج بالخطاب الديني من مأزق التطرف، قوامها التركيز على تدريب الأئمة وانتقاء أفضل عناصر الكفاءة للصعود للمنبر لمواجهة أصحاب الفكر المتطرفت وهو المشروع الذى يجرى برعاية وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة تحت اسم "الإمام المفكر".
 
 
 
يهدف مشروع "الإمام المفكر" إلى خلق جيل جديد من الأئمة والعلماء المتميزين والمفكرين ليس فقط في علوم الدين وإنما في كافة العلوم العصرية ليصبحوا قادة رأى دينى على قدر عال من التميز والكفاءة والعلم، وفق هيئة الأوقاف.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد طالب بنزول الآئمة ووعاظ الأزهر للناس، في جميع أماكن تواجدهم وبخاصة الشباب لتصحيح لهم المفاهيم التي يحاول المتطرفين بثها بتحريف نصوص القرآن لتشكيك في مؤسسات الدولة وجعل فجوة بين أفراد المجتمع الواحد .
جرى إنشاء مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة في عام 2014 الذي يعد الأول من نوعه لرصد وتفكيك الفكر المتطرف ليصدر مئات التقرير حيث مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام في تصرحات سابقة له إن بعض هذه التقارير نال اهتمام المراكز البحثية في أمريكا وبريطانيا، وأشادت بدوره الأمم المتحدة في أحد تقاريرها.
تفنيد الفتاوى والرد على المخالف منها بصحيح الدين كان عمل المؤشر العالمي للفتوى بوصفه تجربة جديدة من نوعها كونه أول مؤشر يتابع الفتاوى ويرصدها ويحللها في كافة أرجاء العالم.
وتدرك دار الإفتاء أهمية التواصل مع الشباب لذلك يؤكد الدكتور شوقي علام إن دار الإفتاء سباقة في استخدام كافة الأساليب والتقنيات الحديثة لمواجهة التطرف والتواصل مع الشباب.
وتفاعل الملايين من رواد السوشيال مع الصفحة الرسمية للدار والتى بلغت 9 مليون متابع على الفيس بوك حيث تقوم بعمل بث مباشر يوميًّا تجيب فيه على أسئلة الشباب والجمهور.
 
 
 
يقول الدكتور شوقي علام:"المسئولية أصبحت كبيرة في هذا الشأن والتحدي بات كبيرًا خاصة مع وجود وسائل التكنولوجيا الحديثة واستغلال الجماعات المتطرفة لها بشكل واسع"، لذلك لم تتجاهل الدار عقد المجالس الإفتائية بالتعاون مع وزارة الشباب على مستوى مراكز الشباب بكافة أنحاء الجمهورية.
كما تحدث مفتي الجمهورية عن إدراك دار الإفتاء أهمية مخاطبة الناس بلغة عصرية تتناسب مع أساليب ومستجدات العصر، فأولت تجديد الخطاب الديني أهمية خاصة، مؤكدًا على أن قضية تجديد الفكر والخطاب الدعوي قضية شديدة الأهمية وعظيمة الخطر خاصة في ظل موجات التطرف والإرهاب التي تعاني منها مختلف الدول، كذلك لأهمية نشر ثقافة الحوار والعيش المشترك في المجال التعليمي والدعوي والإفتائي من خلال القواسم المشتركة الكثيرة التي تجمع بين كافة الدول بما يشكل نسيجًا مجتمعيًّا وبناءً حضاريًا جاءت الأديان كلها بالدعوة إليه والحث عليه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق